اخبار الوطن العربي

جبل محسن || سعد الحريري لا سعد المصري مقابل رفعت عيد

لا يمكن مقارنة رفعت عيد بمن يُسمّون «قادة محاور» في طرابلس. هكذا ردّ حلفاء عيد على طرح سياسيين من 14 آذار، يدعو إلى توقيف الجميع ضمن سلّة واحدة. اللافت أن من في جبل محسن، اليوم، يتعاطفون مع مسلحي التبانة وجوارها، لأنهم فقراء استغلهم البعض، واليوم يريدون بيعهم في «سوق السياسة».

كيف ستنتهي «جولات الموت» في طرابلس؟ هل حقاً فكّر البعض، من سياسيي 14 آذار، في وضع حدّ لهذا المسلسل من خلال وضع رفعت عيد في كفة، مقابل من يُسمّون «قادة محاور» في الكفة الأخرى، بحيث يجري توقيف الجميع؟

قبل أيام جرى الحديث في هذه المسألة، جدياً، بين قوى سياسية مختلفة. ويقال إن القضية أثيرت في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع أول من أمس. لم يكن طرح النائب وليد جنبلاط بعيداً عن هذا السياق، إذ طرح سحب السلاح من جبل محسن مقابل سحب السلاح من المناطق الأخرى، ودخول الجيش إلى كل الأحياء على نحو واسع.

مصادر معنية بهذا الطرح أشارت إلى أن المسألة «بعيدة عن الواقع، ولا يمكن تطبيقها، وبالتالي سيستمر الوضع في طرابلس على حاله إلى حين انتهاء الخلافات في المنطقة العربية برمتها، وتحديداً في سوريا». حلفاء عيد ردّوا على أصحاب الطرح بـ«عدم جواز مقارنة عيد بقادة عصابات مسلحة، لأن الأول يمثل رمزاً لطائفة، فضلاً عن اعتباره السياسي، فيما العصابات المسلحة في المدينة هي نتاج الفوضى والفلتان الأمني». أكثر من ذلك، كان الرد أن عيد «يقارن في هذه الحالة بالقوى السياسية الأخرى في طرابلس، مثل وزير العدل أشرف ريفي أو النائب محمد كبارة، ومن هم في هذا المستوى».

بعض المعنيين قرأوا حادثة توقيف سعد المصري، أحد «قادة المحاور»، قبل أيام، على أنها «جس نبض لردّ فعل الشارع في حال توقيف قادة المحاور الذين خرج منهم أخيراً من هاجم القوى السياسية التي يُحسبون عليها، من تيار المستقبل إلى نجيب ميقاتي وكبارة وسواهم». بات واضحاً أن هؤلاء يشعرون اليوم بأنهم «ورقة لعب» ربما اقترب وقت التخلّي عنها. مصادر مقربة منهم تنقل عنهم تساؤلات قلقة، منها: هل آن أوان التضحية بهم من الجهات التي رعت بعضهم وصنعتهم وموّلتهم، واستغلت فقرهم ليصبحوا اليوم مادة دسمة في «البازار السياسي»؟

سياسيّو طرابلس هم الطرف الأول المعني بالرد على هذه الأسئلة، خصوصاً أن مقررات المجلس الأعلى للدفاع بحثها مجلس الوزراء أمس في حضور ريفي الذي كان قد وصف المسلحين سابقاً بـ«أبنائه وإخوانه»، وبـ«المدافعين عن أنفسهم في وجه الاعتداءات».

كان لافتاً، أمس، أن يُسمع في جبل محسن نوع من التضامن «مع هؤلاء الذين نُفخوا عمداً، وهم أصلاً مثل أهلنا في الجبل فقراء، تغيب عنهم الدولة في التقديمات الاجتماعية ولا يستعملونهم إلا في إثارة الفتن». هذه الكلمات لعلي فضة، عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديمقراطي، وهو بالمناسبة لطالما ذكّر بهذه المسألة في أحاديث سابقة. يقول فضة لـ«الأخبار» إن «في الحكومة، على ما يبدو، من يفكر في ضرب قادة المجموعات المسلحة في التبانة بواسطة الجيش، وبالنسبة إلينا لا نرى هذا الخيار صائباً، فطرابلس لا يمكن مقارنتها بما حصل في عبرا جنوباً، وذلك حرصاً على الجيش الذي ربما ينصب البعض له فخاً يصعب الخروج من وحوله.

من يسمون قادة محاور هم من المعترين، أكثرهم لم يكن يجد عملاً أو وظيفة، وبالتالي الحل الأمثل هو في خطة معالجة اجتماعية ـــ سياسية لهؤلاء بعيداً عن الحل الأمني المباشر». ويضيف: «لا بد من التفريق بين أبناء المدينة المساكين الذين استغلهم البعض مثل الوزير ريفي، وبين أصحاب الفكر التكفيري. المصري وأريش والعلوكي وسواهم لم يكن لهم يوماً في مسألة التطرف الديني، ولا يعرفون شيئاً عن القاعدة وداعش والنصرة وما شاكل».

ماذا عن الخطة الأمنية التي ذُكر أنها ستطال جبل محسن؟ الحزب العربي الديمقراطي، وعلى لسان رفعت عيد، يقول: «لا مشكلة لدينا. أصلاً الجيش موجود عندنا منذ زمن بعيد، ونحن تحت سقف الدولة والقانون، ومع أن تأخذ عدالة القضاء مجراها على الجميع، شرط ألا يدفع الفقراء في الجبل والتبانة ثمن كل هذه اللعبة، وهي أكبر من أهل طرابلس جميعاً». بعض المسؤولين في الجبل، خلال الأيام الماضية، كانوا يكررون تعليقاً على ما أثير عن الخطة الأمنية ـــ القضائية (الاستنابات) العبارة الآتية: «سعد الحريري مقابل رفعت عيد، سعد الحريري لا سعد المصري».

محمد نزال | الأخبار

2014 – آذار – 28

مقالات ذات صلة