اخبار الوطن العربي

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

أقيم لقاء في مركز معروف سعد الثقافي بدعوة من التنظيم الشعبي الناصري تضامناً مع الأسير يحيى سكاف وسائر الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي . وحضر اللقاء إلى جانب الدكتور أسامة سعد، أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة “فتح” ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات ، وعائلة الأسير يحيى سكاف، وممثلو القوى والأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وممثلو الجمعيات الأهلية والنسائية والشبابية، إضافة إلى حشد من المواطنين .

هذا اللقاء التضامني مع الأسير يحيى سكاف الذي مضى على اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي 36 عاماً بعد مشاركته في العملية البطولية التي استشهدت فيها المناضلة البطلة دلال المغربي والتي أوقعت في صفوف الاحتلال 20 جندياً قتيلاً وإصابة ما لا يقل عن 50 داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ستة وثلاثون علماً وما زالت سلطات العدو الصهيوني تنكر وجوده داخل سجونها. هذا اللقاء التضامني الذي كان أيضاً تضامناً مع سائر الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني ولمناسبة يوم الأرض ، هذا اللقاء جاء من مدينة صيدا… مدينة المقاومة وبوابة الجنوب المقاوم… ومن مركز معروف سعد الثقافي … حيث حول الوطنيون الذين حضروا للتضامن مع الأسير يحيى سكاف وسائر الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني اللقاء التضامني إلى مهرجان حرية. وجسدت اللجنة المنظمة للقاء على المسرح لوحة معبرة عن الواقع الذي يعيشه أسرانا البواسل. كما اخترقت اللوحات الغنائية التي قدمتها فرقة صوت العودة الفلسطينية وجدان الحاضرين بغنائها للأرض والحرية والمعتقلين. فكان اللقاء عربون وفاء من مركز الشهيد معروف سعد الذي حمل أمانة المقاومة، مقاومة الاحتلال الصهيوني حتى تحرير فلسطين، وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأمانة رمز المقاومة الوطنية اللبنانية المناضل الراحل مصطفى معروف سعد الذي احتضن الشعب الفلسطيني، وهي اليوم رسالة تأكيد أن أبناء التنظيم الشعبي الناصري يتقدمهم أمينه العام الدكتور أسامة سعد ماضون في حماية أبناء الشعب الفلسطيني بأجفار العيون وفي رفع راية التحرير ومشعل المقاومة غير مبالين بحجم التضحيات.

بدأ اللقاء التضامني بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني

ثم ألقت الإعلامية لينا مياسي كلمة، قالت فيها:

الأرض هي عنوان الصراع بيننا ، وهي عنوان تحدينا للعدو الغاشم الذي حاول تزوير التاريخ والوقائع. يوم الأرض هو ذكرى خالدة في تاريخ شعبنا الفلسطيني، إنه عنوان التصاقه بأرضه الطيبة وبوطنه الذي يحتله العدو الصهيوني .

إن التضامن مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الذين يتعرضون لأبشع أنواع القمع والقهر والبطش يأتي للتأكيد على أن خيار المقاومة الذي مضى فيه هؤلاء الأبطال هو الطريق الصحيح لاستعادة الأرض والحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية. ونحن نشيد ببطولات وصلابة هؤلاء الذين كانوا جسراً للعبور إلى الحرية.

عميد الأسرى يحيى سكاف… والقائد أحمد سعدات… والقائد مروان البرغوثي وغيرهم الكثير الكثير من المناضلين والشهداء رسموا بتضحياتهم خطوط المقاومة من أجل العودة إلى فلسطين وجسدوا راية فلسطين عالياً. جسدوا من خلف القضبان بصمودهم أروع الملاحم وصور العطاء والتضحية في وجه الإجراءات التعسفية بحقهم. فتحية لكم أيها المقاومين الأبطال.

نحن لن نطالب المجتمع الدولي بتحرير أسرانا… ولن نستجدي إطلاق سراحهم… بل سننتزعهم من الاحتلال الصهيوني بالقوة… وسنعيدهم إلى حضن الوطن وعائلاتهم. كما أعادت المقاومة الوطنية الأرض وأنجزت التحرير عام 2000. لنؤكد من جديد أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. وكما قال مارد الأمة جمال عبد الناصر أن المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى، وستبقى وتنتصر. وأن لا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف مع العدو الصهيوني.

شقيق الأسير يحيى سكاف الحاج جمال سكاف ألقى كلمة لجنة وعائلة الأسير وجه فيها التحية لأبناء صيدا والجنوب الصامد، وقال:” سلام لصيدا المقاومة… صيدا معروف سعد… ومصطفى سعد… وأسامة سعد… وإلى القافلة الطويلة من أبنائها المجاهدين. صيدا التي هزمت العدو ومع بيروت وضاحيتها الجنوبية الأبية مع كامل الجنوب الذي حطم أقدام المقاومين الشرفاء وبدمائهم الذكية التي روت أرضنا فأنبتت نصراً نعتز وتعتز به الأمة وستتذكره الأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز. فليس غريباً على صيدا وأبنائها الوقوف إلى جانب قضية الأسير يحيى سكاف. فصيدا من أوائل المدافعين عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة . وهي قدمت كما أبناء الجنوب عدد كبير من أبنائها شهداء دعماً لفلسطين الجريحة. فلسطين قضية العرب والمسلمين وأحرار العالم كانت وستبقى كذلك حتى تتحرر ويعود شعبها إليها، بخاصة أننا في أجواء ذكرى يوم الأرض. نحن وإياكم نحيي ذكرى يوم الأرض اليوم الذي وقف فيه الشعب الفلسطيني يدافع عن أرضه بشموخ يتحدى آلة الحرب والعدوان الصهيونية والذي لا زال يحتل فلسطين الحبيبة، ويغتصب مقدساتها، ويعتقل في سجونه الآلاف من أسرانا وفي مقدمتهم عميد الأسرى اللبنانيين والعرب الأسير يحيى سكاف المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ الحادي عشر من آذار 1978 أثناء مشاركته في عملية الشهيد كمال عدوان داخل فلسطين المحتلة، والتي أسسوا فيها أول جمهورية فلسطينية كبدت العدو الصهيوني خسائر كبيرة من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين. وهي من أضخم وأقوى العمليات الفدائية داخل ف

لسطين المحتلة. ومنذ ذلك التاريخ اعتقل يحيى سكاف بعد إصابته بجروح ، وتم نقله إلى سجن مستشفى الرملة . وتنقل في عدة معتقلات ومن بينها سجن عسقلان في زنزانة تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية محروماً من حقوقه التي تكفلها وتقرها القوانين المتعلقة بالأسرى الذين يعتقلون أثناء المواجهات مع جيش محتل. ستة وثلاثون عاماً ويحيى سكاف لا زال أسيراً ينتظر بأمل كبير تحريره من تلك السجون المظلمة. من صيدا المقاومة نؤكد أن تحرير يحيى سكاف وكل أسير لا زال في السجون الإسرائيلية وما تبقى لنا من أرض وكامل فلسطين سيكون من خلال المقاومة التي بفضلها حررنا أغلبية أرضنا وأسرانا المعتقلين. من عاصمة المقاومة.. صيدا الأبية نؤكد أننا سنبقى من الشمال إلى الجنوب موحدين في مواجهة العدو الذي يسعى لتفتيت هذه الأمة من خلال الفتنة التي يزرعها ويغذيها من أجل السيطرة عليها وعلى مقدراتها، وهو يريد الانتقام من المقاومة لأنها انتصرت وستنتصر بإذن الله بالإرادة والعزيمة والصبر. المجد وكل المجد إلى شهدائنا الأبطال… المجد لك فلسطين وللمقاومة.. منا ألف تحية وسلام إلى الجيش اللبناني وشهدائه الأبطال… والشكر للتنظيم الشعبي الناصري ولأمينه العام الدكتور أسامة سعد”.

أمين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة “فتح” ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات كانت له كلمة أكد خلالها على أن صيدا هي قلعة العروبة والنضال، وبوابة المقاومة التي نعتز بها ونفخر بشهدائها وبشهداء لبنان وشهداء الأمة العربية، وقال:” نحن هنا من مركز معروف سعد نستحضر العظماء من خلال ذكراهم ونضالاتهم وجراحهم فوق أرض فلسطين. نستذكر الشهيد معروف سعد، والشهيد محمد زغيب، ورفاقهم الذين ناضلوا وجرحوا من أجل فلسطين. نستذكر القائد الكبير جمال عبد الناصر، ونؤكد على أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. إن ذكرى يوم الأرض الذي استشهد في هذه الانتفاضة المباركة العديد من أهلنا في أراضي 48 عندما ثاروا ضد ممارسات العدوان واغتصاب الأرض وتوسع الاستيطان في جنين والنقب. هذا التراكم النضالي منع الاحتلال من استكمال مشاريعه التوسعية في اغتصاب الأرض، كما حصل سابقاً من خلال مشروع بريفر الذي كان يهدد أهلنا وشعبنا. نستذكر الشهداء والأسرى، والأسير يحيى سكاف ورفاقه. تلك العملية الجريئة التي جرت على أرضنا الفلسطينية والتي حققت أول دولة فلسطينية تقام على شاطىء حيفا بطول 80 كلم. هذه المجموعة التي تحركت بقيادة المناضلة الشهيدة دلال المغربي، والتي شارك فيها أخوة من لبنان، وفلسطين، واليمن، والمغرب العربي، وكانت وجهتهم دائماً فلسطين. فأين نحن اليوم في هذه الذكرى عندما نستحضر عظمة هؤلاء؟ نحن نرى اليوم أن البعض حرف البوصلة عن فلسطين باتجاه أعمال إرهابية إجرامية نشاهد فصولها هنا في لبنان. لذلك نقول عندما نجتمع هنا وفي صيدا وفي مركز معروف سعد أنه يجب علينا أن لا نضيع البوصلة، وأن تبقى دماء شهدائنا هي الموجه لنا ولمعركتنا الأساسية مع الاحتلال. ونحن في ما بيننا لا نختلف، بل نتباين لأن الصراع الأساسي هو مع الاحتلال، وأي إطار للمعارك إنما تعتبر معارك مجانية تقدم خدمة للعدو الصهيوني. إن الموقف الفلسطيني الرسمي والموقف الفلسطيني الشعبي ملتزم بثوابت وطنية شكلت إجماعاً وطنياً فلسطينياً، مع الاعتراف بدولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس، مع الاعتراف بحق اللاجئين في العودة، وعدم الاعتراف بيهودية الدولة تحت أي شعار أو مسمى ورفض الوجود الاستيطاني في الداخل. هذه الحقوق غير قابلة للتصرف. وقال الرئيس أبو مازن أن لا اعتراف بهذه الدولة التي تستبيح مقدساتنا. وآخر موقف أعلنه الرئيس أبو مازن هو التمسك بالثوابت التي استشهد من أجلها الشهداء، وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات بعد تعرضه للحصار وتسميمه على يد إسرائيل عبر ما عرف بجريمة العصر” .

وأضاف أبو العردات:” نؤكد في ذكرى يوم الأرض، أن الأسير يحيى سكاف هو ابن فلسطين ولبنان، وأن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي ليست شعار نرفعه، بل أداة فعل وعمل. إن المستفيد الوحيد لعدم إنجاز المصالحة بين الضفة وغزة هي إسرائيل وذلك من أجل أن تبقى حالة الوهن والضعف داخل الساحة الفلسطينية. لقد تم إقرار قرار باللجنة التنفيذية تقضي أن يقوم وفد برئاسة عزام الأحمد بالذهاب إلى غزة من أجل البحث بآلية لتطبيق الاتفاق الذي أقر في القاهرة وملحقاته في الدوحة. وذلك بعد قيامنا بجولة على السياسيين في لبنان وذلك لمناقشة اوضاع المخيمات، وتعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية، على قاعدة ما لنا وما علينا. ونحن نأمل أن لا نخيب أمل شعبنا في إنجاز الوحدة في أقرب فرصة، لأن في الوحدة قوة.. وفي الانقسام ضعف. إن تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية إنما جاءت للتاكيد على أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية الأمة، وأننا سنكون رأس حربة في مقاومة الاحتلال، وأن ثورتنا الفلسطينية عربية القلب، إسلامية الوجه، عالمية الامتداد. كل الشهداء الذي استشهدوا من كل بقاع الأرض، وذلك إنما يعبر عن هذا البعد للثورة الفلسطينية وأدبياتها ومنطلقاتها الثورية التي ناضلنا من أجلها وسنستمر. حقنا في المقاومة هو حق مشروع. ولن نتخلى عن هذه القضية بكل أشكالها ، وستكون هذه المقاومة مؤلمة وموجعة للعدو. لقد توجهنا إلى 15 منظمة دولية بعد توقيع الرئيس أبو مازن من أجل أن تتمثل فلسطين. هذا التحدي إنما يعبر عن إرادة وطنية رافضة لكل الضغوط الإسرائيلية والأميركية. عندما وقع أبو مازن على ال

ذهاب لهذه المنظمات قالت مصادر إسرائيلية أن أبو مازن قد قلب الطاولة، ونحن نقول أننا سنقلب الطاولة فوق رؤوس الإسرائيلين المحتلين بنضال أسرانا ، والأسرى المحررين الذين خرجوا من السجون”.

أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد كانت له كلمة، ومما جاء فيها:

في ذكرى يوم الأرض نتوجه بالتحية إلى الشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم دفاعاً عن الأرض… أرض فلسطين… وأرض لبنان… وكل أرض عربية.

ونتوجه بالتحية إلى المقاومين الأبطال الذين يمتشقون البندقية… ويقبضون على الحجر… ويقدمون التضحيات من أجل التحرير… تحرير فلسطين… والجولان… ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا… وكل أرض محتلة.

والتحية إلى الأسرى والمعتقلين الصامدين في زنازين العدو… الأسرى والمعتقلون الذين لم ينل من عزيمتهم بطش السجان ولا عتمة السجن… التحية إلى الأسير البطل يحيى سكاف… وإلى القائد أحمد سعدات… والقائد مروان البرغوثي… وإلى سائر الأسرى والمعتقلين الذين يواصلون الكفاح حتى من داخل السجون والمعتقلات.

بفضل صمودهم وكفاح إخوانهم الثوار المقاومين نجح ألوف الأسرى والمعتقلين خلال فترات سابقة في كسر القيود والسلاسل والعودة إلى ميادين النضال الرحبة. ومما لا شك فيه أن ساعة تحرير سائر الأسرى والمعتقلين قادمة … ساعة تحرير يحيى سكاف، ومروان البرغوثي، واحمد سعدات وسائر الأسرى لا محالة قادمة .

ولكم أيها الأسرى والمعتقلون من إخوتكم في التنظيم الشعبي الناصري كل التضامن الكفاحي… وكل مشاعر التضامن أيضاً من أبناء صيدا والجنوب والمخيمات وسائر اللبنانيين. ونحن نعدكم بمواصلة رفع راية المقاومة والكفاح حتى التحرير… تحرير الأسرى وتحرير الأرض وتحرير الإنسان.

وقال سعد:

على الرغم من كل الفتن والصراعات العبثية المشتعلة في وطننا العربي، لا نزال نصر على ضرورة توجيه البوصلة نحو فلسطين، وتوجيه البندقية نحو العدو الصهيوني. كما لا نزال نتمسك بضرورة توحيد كل الطاقات تحت راية المقاومة في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يسعى لاستكمال تهويد فلسطين، ويهدد لبنان في سيادته وأرضه وثرواته الطبيعية، كما يهدد الأقطار العربية الأخرى.

ولقد بات واضحاً أن المخطط الاستعماري الصهيوني العربي الرجعي الذي يمعن في إثارة الفوضى والفتن الطائفية والمذهبية، وتفجير النزاعات في البلدان العربية، إنما يهدف بالدرجة الأولى إلى تصفية القضية الفلسطينية وتوفير الأمن للكيان الصهيوني، كما يهدف إلى تعزيز السيطرة الاستعمارية على هذه البلدان ومواصلة نهب مواردها الطبيعية، ولا سيما الموارد النفطية.

كما بات واضحاً أيضاً أن الجماعات الظلامية الإرهابية التي تتلطى وراء ستار الدين والمذهب إنما تخدم أهداف الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي العربي على الرغم من ادعاءاتها اللفظية بالعداء للحلف المذكور. والجميع يتساءل: لماذا توجه تلك الجماعات عملياتها الانتحارية وغير الانتحارية ضد المدنيين العزل، أو ضد حواجز الجيش اللبناني، ولا تنفذ أي عملية ضد جيش العدو الصهيوني؟

كما يتساءل كثيرون: لماذا تنفق الأنظمة العربية الرجعية الأموال الطائلة لتسعير نار الفتنة في سوريا، ومصر، وليبيا، وتونس، ولبنان وغيرها من البلدان، لكنها تبخل في تقديم أي شيء لمواجهة التهديدات الصهيونية، أو لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة أو في الشتات؟

ومما لا شك فيه أن البحث عن إجابات عن التساؤلات المثارة يقودنا إلى استيعاب أبعاد الصراعات الدائرة في بلادنا، وتحديد العوامل الفاعلة فيها. أما الوجه الإيجابي فيتمثل في الانتصارات التي حققتها المقاومة في لبنان وفلسطين، كما يتمثل في الانتفاضات الشعبية في عدد من الأقطار العربية. وهي إنجازات كبيرة الأهمية لمصلحة الشعوب العربية وكفاحها المديد ضد الصهيونية والاستعمار وأنظمة التبعية والاستبداد، وخطوات أساسية على طريق التحرير والتحرر من الهيمنة الأجنبية، وتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

وأما الردة الاستعمارية الصهيونية الرجعية فتتمثل بالحرب المفتوحة على المقاومة، وإثارة الفتنة المذهبية بهدف محاصرتها وإلهائها عن قتال العدو الأساسي. كما تتمثل بالقفز على الانتفاضات الشعبية، ومحاولة حرفها عن مسارها بواسطة التيارات الظلامية والطائفية والمذهبية الرجعية، والسعي لإثارة الفتن وتفجير الحروب الأهلية.

ففي لبنان، وبتوجيه من الدول الاستعمارية والأنظمة الرجعية، تسعى القوى الطائفية والمذهبية إلى تفجير الفتنة المذهبية من خلال تصعيد خطاب الشحن والتحريض، ومن خلال توفير كل أشكال الرعاية السياسية والمالية والأمنية للجماعات الإرهابية. وفي مواجهة هؤلاء يقف كل الحريصين على مصالح لبنان وشعبه وسلمه الأهلي، ويبذلون كل ما في وسعهم لتجنب الوطن مآسي الفتنة والفوضى الهدامة.

وفي هذا الإطار نرى أن تركيز الجماعات الإرهابية على استهداف الجيش اللبناني، إلى جانب استهداف المواطنين الأبرياء الآمنين، إنما يرمي إلى تدمير ما يمثله هذا الجيش من سد منيع في وجه محاولات تفجير الصراع الأهلي . ونحن نأمل أن يأتي تنفيذ الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة لطرابلس والبقاع الشمالي، جدياً وحازماً، وألا يكون مصير هذه الخطة شبيهاً بمصير سابقاتها من الخطط الأمنية الفاشلة.

ولا يخفى أن نجاح الخطة الأمنية الجديدة يتطلب من الحكومة توفير الغطاء السياسي الكامل للقوى العسكرية لكي تقوم بالمهام المكلف

ة بها، كما يتطلب من القوى السياسية والمرجعيات المعنية التوقف نهائياً عن توفير الرعاية بأي شكل من الأشكال للجماعات المسلحة، فضلاً عن وقف التمويل الخارجي الذي يتدفق عليها.

ما شهدناه بين أهالي التبانة وبعل محسن من تبادل لعبارات الحب والتقدير والوفاء والوحدة والتماسك ورفض الفتنة إنما يعتبر مشهد ربيع جاء ليؤكد على أن عوامل الوحدة بين أبناء الشعب الواحد أقوى من الفتنة. هذا المشهد جاء ليقول لكل الطائفيين والمذهبيية أن توقفوا عن أفعالكم المشينة بحق هذا البلد. توقفوا عن أفعالكم المشينة بحق هذا الشعب الطيب.

وأضاف سعد:”

من حق الشعب اللبناني على دولته أن توفر له الأمن والاستقرار، وأن تحميه من الجماعات الإرهابية المسلحة وأعمالها الإرهابية .

ومن حق الشعب اللبناني أيضاً على دولته أن توفر له ظروف الحياة الكريمة؛ من تأمين فرص العمل، إلى تسهيل الحصول على مسكن، إلى الخدمات الصحية والتربوية والاجتماعية وسواها.

غير ان الدولة في لبنان قد فشلت في كل ذلك. وما الإضرابات والاعتصامات الأخيرة إلا دليل على مدى إهمال الدولة لمطالب الناس، ولا سيما الفئات الاجتماعية محدودة الدخل.

ونحن نؤكد وقوفنا إلى جانب تحرك المياومين في مؤسسة الكهرباء وغيرها من المؤسسات من أجل مطالبهم المشروعة. كما نؤكد على دعمنا لتحرك هيئة التنسيق النقابية، وتأييدنا لمطالب الأساتذة والمعلمين والموظفين وسائر العاملين في الأسلاك المدنية والعسكرية.

ونشدد على المطالبة بتحقيق مطالب سائر الفئات الاجتماعية، ولا سيما من ذوي الدخل المحدود الذين يعانون أشد المعاناة نتيجة للازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تتحمل السلطة المسؤولية عنها.

وختم سعد قائلاً:

نشدد على الثقة بقدرة الشعب اللبناني وبقية الشعوب العربية على تحقيق الانتصار على التحديات الخطيرة التي تواجهها، سواء من الداخل أم من الخارج.

كما نشدد على الإيمان بحتمية انتصار خيار المقاومة ضد العدوانية الصهيونية والاستعمارية.

ولنا كل الثقة والأمل بالنصر الآتي ولو بعد حين… فالغد المشرق هو ملك الشعوب المناضلة والمقاومة… أما الصهيونية العنصرية والرجعية الظلامية والهيمنة الاستعمارية فإلى الزوال.

واختتم اللقاء التضامني بباقة من الأغاني الوطنية قدمتها فرقة صوت العودة بالتعاون مع فوج الإنقاذ الشعبي في مؤسسة الشهيد معروف سعد، والهلال الأخضر اللبناني.

كما قدمت لجنة وعائلة الأسير يحيى سكاف صورة الأسير يحيى سكاف للدكتور أسامة سعد عربون وفاء وتقدير.


لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

لقاء تضامني مع الأسير يحيى سكاف في صيدا

مقالات ذات صلة