اخبار الوطن العربي

جو فرفور لداعي الشهال: ماذا ستقول لأمي؟

ودع الملازم في الجيش جو فرفور عائلته صباح امس، وتوجه الى مقر خدمته في نقطته العسكرية في عكار شأن المئات من اقرانه من مختلف الطوائف الذين يجمهم شعار “شرف تضحية وفاء”.

فتح جو المذياع في سيارته واستمع الى خطاب الشهال وتصريحاته في طرابلس، ولم تستطع احدى المحطات التلفزيونية استكماله (في المناسبة يمنع الجيش الاسرائيلي اي محطة او وسيلة اعلامية تنقل اخباراً لا تلتقي مع مصالحه) من شدة الهجوم الذي شنه على الجيش والكلام الذي صبه على المؤسسة العسكرية ويحاسبه القانون عليه.

تابع جو مهمته في هذا اليوم الاسود على غرار مايفعله منذ تخرجه من الكلية الحربية في الاول من آب الفائت، وهو ضابط متحمس وشجاع لا يهاب الموت والاخطار. وينفذ ما تطلبه منه قيادته من بسط للامن وخدمة المواطنين وحمايتهم والقيام بالدوريات في بلدات عكار التي يعشق شبانها هذه المؤسسة والانخراط في صفوفها وهم لم يكترثوا لكل الدعوات التي تصدر عن سياسيين ورجال دين من بينهم الشهال.

من استمع الى كلام الشيخ الجليل، يدرك ارتفاع مستوى التحريض والتعبئة ضد الجيش، وهو سيلقى الصدى المطلوب والتجاوب عند قلة من الشبان والجماعات التي تكفر كل من يرتدي البزة المرقطة ويخدم في هذه المؤسسة.

بعد ساعات على خطاب الشهال، ارتاح الرجل في ساعات المساء بعد يوم حافل بالنشاطات ، وهو يستلقي في منزله يقلب المحطات التلفزيونية ليفرح بظهور اطلالته على الشاشات وامامه مائدة تحوي أطيب الاطعمة، وأطفال في التبانة واحياء فقيرة في طرابلس ينامون من دون عشاء، ويتلقى في هذه الاثناء نبأ استشهاد ضابط ورقيب وجرح عسكريين.

نسأل الشيخ الجليل عن شعوره في هذه اللحظات عن وقع هذا الخبر على عائلات الضباط والجنود الذين يخدمون في عكار وهم يتلقون هذا الخبر الصاعق. بعد تأكده من استشهاد فرفور والرقيب فوزي العلي من الجنوب، ألم يراجع ما ردده في احياء طرابلس في يوم استشهادهما، بعدما نصب نفسه الناطق الرسمي باسم اهل السنة والجماعة من عاصمة الشمال الى باكستان وهو يدعو العسكريين من ابناء طائفته الى الحذر والتنبه من ما يدور في الجيش. ويرد عليه هؤلاء بصوت واحد : ان ضابطاً وجنديأ واحداً من السنة لن ينشق ولن يستجب الى كل هذه الدعوات المشبوهة.

في الساعات المقبلة سيحمل نعش فرفور في بلدته الزواريب العكارية على أكف رفاقه من المسلمين والمسيحيين. وستطلق والدته العنان لصوتها المجروح وحنجرتها المكسورة وقلبها الموجوع. هل تستطيع ان تستقبلها وتنظر الى وجهها؟

كل ما يطلبه فرفور يا فضيلة الشيخ ان تقدم نفسك من الان وصاعدا باسم داعي الشهال فقط، من دون ذكر داعي الاسلام، لان امثالك لا يستحقون النطق باسم هذا الدين ورفع لواء الدفاع عن السنة ونصرتهم. والسلام.

رضوان عقيل | النهار

2014 – نيسان – 09

مقالات ذات صلة