اخبار الوطن العربي

ما يدور داخل حزب الله || معنى السكوت المطلق

ليس ذي معنى كل ما تنقله وسائل الاعلام من معلومات او تحليلات حول موقف “حزب الله” وقراره في ما خصّ الاعتداء الذي تعرض له في الجولان. المسؤولون عن التعاطي الرسمي مع الاعلام، او حتى اصحاب المستوى الثاني والثالي في الحزب والذي يسرّبون ما يسمح لهم تسريبه، لا يعرفون شيئاً عن حقيقة موقف الحزب وقراره. وحده الامين العام السيد حسن نصر الله، مع بعض قيادات المستوى الاول يبحثون في هذا الملف وسيقررون فيه.

لا معلومات لتسريبها، هذا هو الجو الوحيد في “حزب الله”. سياسة السكوت المطلق بدأت من البيان الرسمي الذي تأخر، من دون ان يصدر عنه سوى اسماء الشهداء.

تحليلات الصف الثاني والثالث كثيرة. يقولون ان كل ما تقاطع من اشارات يشير الى ان الرد لن يكون عادياً، ولن يطول كثيراً. يتحدثون عن ايام او ربما اسابيع، “لا يستطيع احد توقع مكان الردّ، الامر منحصر بالقيادة، قد يكون في لبنان، او خارجه، لكن التحليل وفق فهمنا للحزب يقول، بان الرد سيكون مماثلاً للفعل، يشبهه الى حد التطابق، لذا قد يكون الرد في الجولان، الامر الذي يجعل من الردّ يتجاوز ردّة فعل، مثلاً عندما تُطلَق “المقاومة” صراحة في تلك المنطقة، بما يشبه ما كانت عليه في جنوب لبنان فهذا يعني الكثير. هي الفرصة التي منحتها اسرائيل للمقاومة، لا اظن انها ستضيّع”.

يستمر هؤلاء في تحليلاتهم المبنية على معرفتهم بعقل “حزب الله”، يعتبرون ان “قواعد اللعبة تغيّرت من خلال تدخل اسرائيل مباشرة بالحرب السورية، وهذا لا يمكن السكون عنه، ويجب ان يقابل بتغيير قواعد لعبة من الجانب الثاني، خاصة ان السكوت على هذا الامر سيعني حتماً تكرار الاعتداءات”.

ويضيف هؤلاء: “قد يؤدي الردّ الفعلي الى اندلاع حرب مع اسرائيل، لكن اضرار الحرب في الوقت الحالي هي اقل من اضرار السكوت والسماح بتكريس الاعتداءات الاسرائيلية أمراً واقع”.

علي منتش | ليبانون ديبايت

2015 – كانون الثاني – 20

مقالات ذات صلة