اخبار الوطن العربي

تمنيات الطرابلسيين للعام 2016

يقضي الطرابلسيون ليلة رأس السنة هذا العام في ظل استتباب الامن بعد تهاوي عدد من الخلايا الارهابية خصوصا الخلية الارهابية التي شاركت في تفجير برج البراحنة.

على وقع هذه الانجازات التي حققتها كافة الاجهزة الامنية اللبنانية في الاونة الاخيرة وتستعد العائلات الطرابلسية للاحتفال بالعام الجديد رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث شهدت معظم شوارع طرابلس في الاسبوع الاخير للعام المنصرم ازدحاما خانقا، كما اكتظت الاسواق الشعبية بالزوار القادمين من مناطق شمالية مختلفة نظرا لتفاوت الاسعار بين طرابلس ومناطقهم.

ويرى مراقبون ان الطرابلسيين رغم الضائقة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد عامة وطرابلس خاصة هناك من يرغب الاحتفال باستقبال العام الجديد وذلك حسب القدرات المالية لكل عائلة، فالبعض يحتفل في المنزل بين الاصدقاء والاحبة والبعض الاخر يفضل تمضية هذه الليلة في احد المطاعم او الملاهي.

لكن يبقى الاحتفال في المنزل بين الاصدقاء له نكهة حميمية حسب ما اشار اليه سامي احمد الذي قال انه يفضل الاحتفال في منزله بين عائلته وبرأيه ان استقبال العام الجديد ليس بأهمية المكان الذي نكون فيه انما اهمية العيد ان يكون الجميع سعداء سواء احتفلوا في المنزل او خارجه. اما فادي فيرى ان الاحتفال في النوادي الليلية له نكهة خاصة لكن ظروفه لا تسمح له هذا العام لذلك ارتأى ان يحتفل في منزل عائلته.

خلال جولة للديار في اسواق اعرب مواطنون كثر عن ارتياحهم للاوضاع المستقرة معتبرين ان الفرحة لا تكتمل الا مع الامن والهدوء لذلك بدأت التحضيرات على قدم وساق. ورأى مواطنون اخرون ان الاحتفال بهذه الليلة في المنزل تعتبر باهظة بكافة الاحوال نظرا لارتفاع اسعار الخضار والفواكه وقوالب الكاتو والمكسرات وانه ليس باستطاعة كافة العائلات شراء ما تشتهيه لكنها تحاول جاهدة تحضير مائدة لا بأس بها ترضي باقي افراد العائلة. واخرون يرون ان امكانياتهم المادية لا تسمح لهم بالاحتفال لكن سيحاولون قدر الامكان شراء بعض الحلويات لترتسم البسمة على وجوه اطفالهم.

واشار مواطنون اخرون الى ان اسواق طرابلس الشعبية تستحق لقب «ام الفقير» نظرا لتفاوت الاسعار بين هذه الاسواق ومناطق اخرى، ففي الاعياد لها نكهة خاصة، حيث تشهد ازدحاما خانقا على محلات الحلويات والالعاب والمكسرات وغيرها.

وحسب تقديرات بعض المواطنين ان الاحتفال بهذا العيد تتراوح بين الخمسين الف وصولا الى خمسمائة الف كل عائلة حسب امكانياتها المادية، لكن فرحة العيد وحدها لا تقدر بثمن.

وامل مواطنون اخرون ان تنال مدينتهم في العام الجديد كل مستحقاتها من مشاريع انمائية وتطوير وتحسين الطرقات وبناء مدارس ومستشفيات جديدة وتشغيل المنطقة الاقتصادية وتوفير مئات فرص العمل للشباب والشابات وانتخاب رئيس جمهورية وانتخاب مجلس نواب جديد بدلا من المجلس الذي مدد لنفسه وكشف كل الخلايا الارهابية ووضع حد للفوضى العارمة في المدينة وتفعيل العمل البلدي على كل المستويات.

واكثر ما ادخل الطمأنينة الى الطرابلسيين هو اعلان قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني عن تدابير استثنائية تواكب الاحتفالات برأس السنة لحماية المواطنين المحتفلين ولتعميم الامان في ربوع المدينة التي اشتاقت الى الاحتفال بهذا العيد الذي بدا انه مميز في ظل عودة المدينة الى حضن الامن والاستقرار وبعد رفع الايادي التي عبثت بها وحاولت خطفها الى الفكر الالغائي التكفيري ونزعها عن تاريخها الطويل المعروف بتعايش ووحدة ابنائها.

يأمل الطرابلسيون ان يكون العام الجديد عام تحقيق المشاريع وترجمة الوعود واطلاق نهضة انمائية وعمرانية مقدمة لتوفير فرص العمل للشباب وايقاف نزيف الهجرة القسرية التي ادمت قلوب عائلات طرابلسية عديدة.

دموع الاسمر | الديار

2015 – كانون الأول – 31

مقالات ذات صلة