اخبار الوطن العربي

لماذا اهتمام حزب الله بطرابلس؟

ليبانون ديبايت – ميشال نصر

اعاد تطور الاوضاع الميدانية السورية، وبخاصة العمليات العسكرية التي تشهدها مدينة مدينة حلب وريفها، والمرشحة للتحول الى “حرب عالمية” فيما لو اصرت السعودية مدعومة من الولايات المتحدة على المنازلة البرية، تزامنا مع التطورات على الجبهة اللبنانية الشرقية وتقدم “داعش” على حساب “النصرة”، مدينة طرابلس الى الواجهة.

ومع اقرار الكثيرين “بالترابط العضوي” بين عاصمة الشمال والواقع الميداني السوري، يجمع المراقبون على ان سلسلة الاحداث الامنية التي بدأت تشهدها المدينة تنذر بسقوط “الهدنة” التي فرضها الجيش اللبناني بالقوة، في ظل تسجيل الجهات الامنية عودة ملحوظة لنشاط بعض الرموز المتطرفة التي كان لها دور في الفترة السابقة، مستفيدة من “جمر ملف الاسلاميين الهامد تحت رماد العجز الحكومي” عن بته، كما من البيئة التي يؤمنها وجود النازحين داخل المدينة وعلى تخومها امتدادا باتجاه المنية وعكار ومخيم البداوي “المهتز”.

أمر جعل من “الفيحاء” قبلة لحزب الله، الذي عجز طوال الفترة الماضية عن بسط نفوذه، رغم نجاحه في جعلها “عصية” على سيطرة الحركات الاسلامية، ما ادى في احد جوانبه الى انفلات الامور وبالتالي اعادة تموضع الحزب نتيجة ما آلت اليه الاوضاع عقب “اقفال” جرح التبانة-جبل محسن على “زغل”، وبعد “الراحة النسبية” الناتجة عن انقلاب الاوضاع في حمص، ونجاح السلطة اللبنانية تحت ضغط حارة حريك وبيت الوسط (الذي تمدد الاسلاميون على حسابه)، في ضبط الاوضاع، والضمانة التي امنتها “عودة العمل الامني الفاعل” للمديرية العامة للامن العام.

غير أن الاحداث الاخيرة التي شهدتها الجبهة الشرقية وعودة الكلام عن خطط “داعش” في تأمين منفذ شمالي لها على البحر، بحسب ما أكد قائد الجيش مرارا، اعاد ايقاظ هواجس حارة حريك، التي قررت العودة الى المدينة عبر غطاء “أمل”، حيث عقد وفد من الحركة برئاسة عضو الهيئة الاستشارية زكي جمعة، لقاءا في منزل الشيخ صفوان الزعبي المقرب من حزب الله، مع عدد من المشايخ السلفيين، الذين حملوا معهم هموم وهواجس اهالي التبانة، وسمعوا وعودا بالمساعدة.

مصادر طرابلسية متابعة للاوضاع على الارض، حذرت من خطة التفاف ينفذها الحزب عبر أمل بوصفها حركة وسطية، بعد موجات الغضب التي ثارت ضد تدخله في المدينة وتدريبه وتجهيزه لمجموعات مسلحة، اعيد احياؤها حاليا، تزامنا مع عودة أحزاب الثامن من آذار الى المدينة بقوة، في مقابل تسجيل “نشاط خجول” لاسلاميين لعبوا دورا خلال الفترة السابقة.

وتكشف المصادر ان السبب الابرز لعودة الحزب الى تلك المنطقة من العريضة وصولا الى البترون واعادة تنظيم انتشاره العسكري “غير المرئي” هو استخدام الخط الساحلي الشمالي في عمليات تهريب السلاح من سوريا الى لبنان، وهو ما كشفته طائرة الاستطلاع الاسرائيلية التي سقطت في ميناء المدينة الصيف الماضي.

في القراءة الواقعية للخريطة السياسية والامنية لطرابلس، تتبين شبكة المصالح المتاضربة لمختلف القوى ولاجنداتها المتضاربة، التي تنذر بانفجار الاوضاع من جديد، خاصة مع الانقسام الحاد بين تحالف الثلاثي ميقاتي-الصفدي-كرامي مقابل المستقبل، فضلا عن الشخصيات المستقلة، ما قد يصب في خانة السلفيين والاسلاميين.

ميشال نصر | ليبانون ديبايت

2016 – شباط – 19

مقالات ذات صلة