اخبار الوطن العربي

شبح لطف الله 2 يعود.. ماذا يخطط للشمال؟

“ليبانون ديبايت”:

لا يبدو أن شبح الباخرة لطف الله 2 قد غادر ميناء طرابلس بعد، فمنذ أيام أعيدت إلى الاذهان تلك الفترة التي ضبطت فيها الباخرة في مرفأ طرابلس محملةً بالأسلحة، هذه المرة تكرّر الأمر مع باخرة ثانية قادمة من ليبيا ايضاً، لكن من دون أن تثبت التحقيقات (إلى الآن) أنها كانت محملة بالأسلحة، وعلى الرغم من ذلك، يقبع 11 بحاراً من أفرادها لدى فرع المعلومات رهن التحقيق.

الباخرة الثانية التي جذبت الفروع الأمنية كافة، كانت مصدر شكوك كونها قادمة من منطقة ساخنة تشهد حرباً وتعتبر إحدى الدولة التي يتم من خلالها تهريب الأسلحة. الوجهة حساسة ايضاً بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية، فطرابلس التي تتقاطع دائماً المعلومات الأمنية حولها، حولتها إلى دائرة بات من الضروري فحص كل أمر غريب يحضر إليها. هي باخرة فارغة، هذا ما تجمع عليه المصادر الأمنية (حتى الساعة) التي تؤكد خلوها من اي ممنوعات، لكن الحدث الأمني يذهب بعيداً في الإستنتاجات والبحث ويعزز الشبهات خاصة مع تقاطع الأسماء حول الباخرة التي تفتح من جديد شهية “لطف الله 2”.

من جملة هذه الإستنتاجات ما يحكى في الأروقة الأمنية عن ريبة من المسار الذي سلكته الباخرة أي مثلث ميناء طبرق الذي تديره ميليشيات غير شرعية، إلى تركيا التي منعت البحارة الليبيين من مغادرة أراضيها عبر الجو، حتى مرفأ طرابلس حيث هنا العقدة الأخيرة المتمثلة بالـ “لماذا؟” التساؤلية عن أسباب دخول الباخرة الميناء فارغة. هنا تذهب التحليلات الأمنية الى حد أن تكون محملة بالأسلحة وربما تم إفراغها في عرض البحر لصالح سفن صغيرة نقلت الحمولة وسمحت بمرور الباخرة بشكل آمن نحو مرفأ طرابلس. نظرية تعتبرها مصادر “ليبانون ديبايت” ممكنة في حال أراد أصحاب الباخرة الإلتفاف وتضييع الأجهزة الأمنية كي لا تتكرّر مشهدية “لطف الله 2”. رؤية يرفضها “أ.ب” وهو أحد المعنيين، الذي يؤكد ويكرّر أن غايته من الباخرة القيام بأعمال تجارية لصالح شركات.

وفي هذا الصدد تبدي مصادر أمنية إعتقادها بإمكانية إرسال السلاح إلى لبنان لكنه لم يُدخل بفعل عدم تمكن المهربين من ذلك نتيجة تدابير أمنية ما، لكن المصادر تؤكد لـ”ليبانون ديبايت” أن هناك “معلومات وثيقة تشير إلى أن إحدى الباخرتين كانت تحمل صواريخ نوعية تستخدم ضد الدروع ومن شأنها أن تعطل إمكانية إستخدام آليات عسكرية في مواجهة ميدانية داخلية أو على الحدود، وهذه الصواريخ بالمقدور اخفائها داخل الباخرة الضخمة الحجم والتي يحتاج تفتيشها الى وقت وتقنيات عالية”.

ويشدد المصدر على ان “عدم العثور على السلاح لا يعني انه تسرّب الى الداخل اللبناني انما قد يكون قد افرغ بطرق أخرى”، هنا نعود إلى فرضية إفراغه بعرض البحر.

وبدوره يؤكد “أ.ب” في حديث لـ”ليبانون ديبايت” أن الباخرة قد تم شراؤها من ليبيا قبل فترة قريبة حيث كانت ملكيتها تعود إلى الجيش الليبي قبل أن تنتقل إلى مسؤول في الحكومة هناك الذي تخلى عنها مقابل عقد بيع للجهة الحالية وهو تاجر لبناني إشتراها من أجل مزاولة عمله وتسيير رحلات تجارية لصالح شركات شحن. يتفهم المعني التدابير الأمنية، لكن ما لا يتفهمه هو ما حصل من عمليات تفتيش للباخرة وإقتياد بحارتها إلى التحقيق ومن ثم توقيفهم، إذ يؤكد أنه بادر إلى التواصل مع أجهزة الدولة في أمرها كي لا يكون هناك أي إلتباس.

وتؤكد المعلومات التي حصل عليها “ليبانون ديبايت”، أن الباخرة توجهت من مرفأ طبرق الليبي إلى مرسين التركي ومن ثم إلى مرفأ طرابلس فارغة دون أي حمولة وغاية ذلك، بحسب المعنيين بالباخرة، إيصالها إلى لبنان من أجل القيام بعملية صيانتها وإدخالها الخدمة مجدداً. وتؤكد معطيات موقعنا، أنه تم إيداع جهاز الأمن العام معلومات حول البحارة الـ20 (16 ليبياً و4 لبنانيين) وسؤال الأمن العام حول إمكانية عودة الليبيين إلى بلادهم عبر الجو حيث تبين أن لا مشكلة بذلك وعلى هذا الأساس حضروا.

المثير للريبة في القضية، وجود تقاطع بين باخرة لطف الله 2 والباخرة الجديدة، حيث يتبين بحسب معلومات “ليبانون ديبايت”، أن وكيل الباخرة الأولى التي ثبت ظاهرياً نقلها للأسلحة إلى مرفأ طرابلس ويدعى “أ.ب”، هو وكيل الباخرة الثانية الفارغة، وهو ما دفع فرع المعلومات إلى إجراء عملية تفتيش بهذه الدقة وصلت حد قصّ بدنها من أجل الكشف عن إمكانية وجود اماكن فارغة توصف بالميتة والتي يمكن أن تستخدم لإخفاء مواد أو شحن مهربة أو يمكن أي يتم تهريبها لاحقاً!

“أ.ب” وبعد أن تواصل “ليبانون ديبايت” معه، أكد المعلومات المذكورة أعلاه حول كيفية شراء الباخرة وخط سيرها لكنه إستغرب الأسلوب الذي حصل في التفتيش وقص بدنها وإقتياد بحارتها ومن بينهم نجله إلى التحقيق. ورداً على سؤال، أكد علاقته بالباخرة لطف الله 2 لكنها أشار الى أنه لم يكن على علم بحمولتها لانها كانت موضوعة في حاويات وعمله إقتصر على نقل الحاويات من ليبيا التي هي مجال عمله إلى طرابلس كاشفاً أنه قد تم توقيفه على خلفية القضية 6 اشهر أثبت التحقيق خلالها عدم علاقته بالحمولة أو نقل الأسلحة.

لكن أخطر ما يكشفه “أ.ب” عن لطف الله 2 والتي تعيد فتح القضية من جديد، أن السائق الخاص لرئيس فرع استخبارات الجيش السابق في الشمال، العميد عامر الحسن، (الملحق العسكري الحالي للسفارة اللبنانية في لندن) ويدعى “مطاوع حسن ريما” كان يقف خلف حمولة لطف الله 2 وسجلها بأسمه وأنه (أي أ.ب) تمّ توريطه بالقضية وحاولوا لصقها به للت

غطية على أنفسهم بعد أن كشف أمرها!

ليبانون ديبايت

2016 – تموز – 28

مقالات ذات صلة