اخبار الوطن العربي

معارضو الحريري إلى "بيت الطاعة"

ليبانون ديبايت – فادي عيد

تمكّن الرئيس سعد الحريري من استيعاب المعارضين لوصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية داخل تيار “المستقبل”. وسُجّلت في الأيام القليلة الماضية سلسلة خطوات حملت الكثير من الدلالات على نجاح زعيم “المستقبل” بإعادة الإمساك بتياره رغم كل المواقف الإعتراضية التي سُجّلت منذ مساء يوم الخميس الماضي.

وكشفت أوساط نيابية قريبة من “بيت الوسط”، أن بعض النواب المعترضين على مبادرة الحريري قد تلقّفوا الإشارة السعودية التي أتت لدى الإعلان عن زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج تامر السبهان منذ أيام، والذي وصل مساء أمس إلى بيروت.

وأكدت أن هذه الإشارة هي بالغة الأهمية لجهة تكريس الدعم السعودي للرئيس الحريري، خاصة وأن زيارة السبهان هي الأولى لموفد سعودي على هذا المستوى إلى بيروت منذ سنوات طويلة.

وانطلاقاً من هذا التطوّر، فإن مبادرة الحريري لم تكن خطوة في الهواء ومن دون “قبّة باط” من الرياض، التي كانت تفضّل رئيساً غير العماد عون، الذي تعتبره حليفاً ل”حزب الله” وللنظام السوري.

لكن ثمة من يقول بأن العماد عون لن يعادي دول الخليج لجملة اعتبارات سياسية واقتصادية ومالية، بالإضافة إلى وجود جاليات لبنانية كبيرة في دول الخليج العربي.

ومن ضمن هذا السياق، تقول الأوساط النيابية القريبة من “بيت الوسط” نفسها، أن البعض ممن حاول القيام بحركة إعتراضية وتحريك الشارع، قد فوجئ بالبرودة اللافتة لدى الشارع السنّي الذي رفض التظاهر، حتى أن بعض القواعد بعثت برسالة إلى شخصيات طرابلسية أكدت فيها على أولوية الإستقرار وتحريك الإقتصاد المتعثّر في البلد، كما على دعمها لمبادرة الحريري على هذا الصعيد.

ومن هذا المنطلق، قاد النائب السابق مصطفى علّوش، هجوماً معاكساً على الوزير أشرف ريفي، وبعض المعترضين على مبادرة الحريري، وذلك من دون أي تصاريح أو تحدّيات، بل من خلال سلسلة لقاءات عُقدت مع فاعليات طرابلسية وشمالية، وصبّت لصالح الرئيس الحريري، ورفضت أي تحرّك في الشارع.

ومن هنا، جاءت زيارة وفد من مشايخ طرابلس إلى الرابية كإضافة لاستيعاب ما حصل، وقد أقفلت هذه الخطوة أيضاً الطريق على أي حراك قد يحصل.

وعلى هذا الأساس، من المرتقب أن تشهد الساعات المقبلة عودة المعترضين “المستقبليين” إلى “بيت الطاعة”، في ضوء الإتصالات واللقاءات الجانبية الجارية على قدم وساق بعيداً عن الإعلام، وبشكل خاص في الشمال والبقاع، إذ أنه قد تمّت معالجة الإعتراضات في بيروت والإقليم والجنوب.

وبمعنى أوضح، فإن الرئيس الحريري سيدخل السرايا الحكومي مستعيداً زعامته التي اهتزّت شمالاً على خلفية الإنتخابات البلدية، والتي وصفها نائب طرابلسي سابق، بأنها كانت “فلتة شوط”.

فادي عيد | ليبانون ديبايت

2016 – تشرين الأول – 28

مقالات ذات صلة