المقالات

المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج .. هو قيمة إضافية تراكم نضالات شعبنا..!!

المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج .. هو قيمة إضافية تراكم نضالات شعبنا..!!

د. احمد محيسن – برلين

في 12/02/2017

ينعقد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في مدينة إسطنبول في 25-26 فبراير شباط من هذا العام تحت شعار “المشروع الوطني… طريق عودتنا” ..

وذلك إنطلاقاً من تلبية الحاجة الملحة في تفعيل العمل الشعبي الفلسطيني بكافة أشكاله وأطره .. وقد أصبح مطلباً شعبياً ضرورياً .. فقد حرص المنظمون للمؤتمر ومنذ اليوم الأول للإعلان عن انطلاقته ..على مشاركة أكبر عدد ممكن من فلسطينيي الخارج .. لأخذ دورهم ومشاركتهم في صياغة القرارات الفلسطينية.. حيث إمكانية الفرصة التي تحقق ذلك في تركيا.. كخيار وإمكانية تتيح إنجازه لكثير من الإعتبارات والأسباب .. وقد رحبت تركيا بذلك مشكورة …!!

من أبرز أهداف هذا المؤتمر.. هو هدف تحقيق وحدة الجهد الفلسطيني في الخارج .. ليعزز الإلتفاف حول حق العودة وتقرير المصير واستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية المسلوبة.. هو مؤتمر شعبي خالص.. بعيداً عن الحزبية والفصائلية والحسابات الضيقة والمحاصصة .. وفي مرحلة تمر بها القضية الفلسطينية في مأزق وأزمات.. ووصلت إلى انسداد في الآفاق .. من خلال المفاوضات العبثية القائمة التي شكلت للإحتلال غطاءاً في الإستمرار بمشاريعه في قضم الأرض ومصادرتها وبناء المزيد من المستوطنات.. وفي ظل غياب مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية في الشتات .. وغياب تمثيل فلسطينيي الخارج ومصادرة دورهم وحقهم في المشاركة وتهميشهم…!!

في ظل هذه المعطيات وحسب ما هو متوقع .. وكما تعودنا عليه في الآونة الأخيرة من البعض .. يخرج علينا مجدداً من اعتادوا على مهاجمة الناس على نواياهم .. ويشككون بكل خطوة يقدم عليها فلسطينيي الشتات باتجاه الوطن .. ولا تخرج من تحت عباءتهم وهيمنتهم…!!

نحن نؤمن بالنقد الهادف البناء الذي يثري ويفتح آفاق جديدة.. ويوجد عصف ذهني يشكل رافعة للعمل .. نريد نقداً من أجل التطوير ومن أجل تعميق الحوار.. ومن أجل تلاقح الأفكار.. ومن أجل إيجاد الجوامع المشتركة على أكبر مساحة ممكنة تجمعنا ونلتقي عليها…!!

ولسنا مع الدخول من باب النقد.. ليتحول إلى ردح وقدح وذم وتشهير.. ويتحول إلى تشكيك ومحاسبة على النوايا.. وإلى تحريض على الحراك الجماهيري وعلى المؤتمر.. ويتحول أيضاً إلى شتم وسب وكيل الإتهامات والتشويش والتشويهه .. والخروج عن حدود الأدب واللياقة في الطرح .. وتوجيه التهم بكل أنواعها .. لأن المؤتمر لم يمر من تحت أيدي ووصايتهم.. كالقول بأن هذا المؤتمر يعزز الإنقسام .. وخارج عن الشرعية المتمثلة بمنظمة التحرير .. وقائمة الإتهامات هنا تطول وغدت واضحت تتكرر.. واستنفذت ولم تعد تنطلي على شعبنا.. وبهذا إساءة للنضال الفلسطيني…!!

ويذهب البعض في كيل الإتهامات للمؤتمر بعيداً جداً.. وكأن الناس الذاهبة الى المؤتمر في اسطنبول قد هبطت على قضية فلسطين بالبروشتات من السماء .. وهم حالة طارئة على القضية الفلسطينية .. ولا علاقة لهم بفلسطين .. وكأنهم لم يعانوا من ظلم الإحتلال ولم يعيشوا التشرد واللجوء .. ولم يقدموا الشهداء والجرحى والمعتقلين .. ولم تصادر لم أراضي ولم تهدم لهم بيوت .. وكأن فلسطين لهم وحدهم .. وهم الوكلاء إلى الأبد على القضية الفلسطينية .. إسمعوا يا هؤلاء نحن أم الصبي…!!

لا تريدوا أن ترحموا .. ولا تريدوا أن تنزل رحمة ربنا على عباده .. فلماذا تقفون حجر عثرة في وجه كل شكل من أشكال التواصل والتلاقي بين مكونات الشعب الفلسطينيي من مؤتمرات وغيرها .. بين من هم في الشتات من الفلسطينيين .. ومن هم في الداخل .. ومن هم في العمق الفلسطيني .. ومن هم في مخيمات اللجوء والعذابات .. ولا يمر من تحت أختامكم ومن على مناضدكم ..؟!

لماذا تستهينون يدور فلسطينيي الشتات.. بل وتعملون على تحييدهم وتهميشهم وشطبهم من المعادلة في صناعة القرار الفلسطيني .. وهم يشكلون ثلثي تعداد الشعب الفلسطيني .. وهم كنوز وطاقات وإمكانيات بشرية .. وهم يشكلون رافعة حقيقية لصمود أهلنا تحت الإحتلال .. ولتحقيق النصر والتحرير والعودة.. ولماذا لا يكون دورهم في المشاركة باتخاذ القرارات التي تخصهم .. بقدر حجمهم وقدراتهم وفعلهم.. ؟!

إن المخيم الفلسطيني في فلسطين وخارجها .. مازال هو عنوان اللجوء والتشرد لشعب فلسطين المكلوم .. الذي هجر من أرضه بقوة السلاح .. ليعيش البؤس في مخيمات التهجير القسري.. وهو عنوان القضية وعنوان حق العودة .. ونذكركم بأنه من مخيمات اللجوء قد انطلقت ثورتنا واشتعلت نيرانها.. وقدم شعبنا التضحيات الجسام من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين .. ومخيمات اللجوء هي التي شكلت وقوداً وحاضنة وسنداً لثورتنا .. ونشاهد اليوم كيف يتم سلوك نهج معيب تتعاطى به السلطة الفلسطينية وما تبقى من منظمة التحرير مع أهلنا في مخيماتهم.. منهم من لا يحصل على شربة المياه النقية .. ومنهم من يذهب ضحية تناثر أسلاك الكهرباء في الأزقة.. ومنهم من لا يحصل على قوت يومه .. ومنهم من لا يستطيع شراء حبة مسكن لآلامه .. ومنهم من يقضي نحبه اعدم تمكنه من تسديد ثمن العملية الجراحية والطبابة والتداوي .. ومنهم من هدم سكنه ولا يستطيع أن يستر نفسه وأسرته في مسكن يقيه حر الصيف وبرد الشتاء .. وما مخيم نهر البارد عن ذلك ببعيد.. بينما أبناء وأحفاد الأبوات والمتنفذين يصولون ويجولون وينعمون بأموال هي حق لكل هؤلاء الذين ذكرناهم من أبناء شعبنا …!!

ونسأل السادة ممن فتحوا نيرانهم وصبوا غضبهم وحرضوا على المؤتمر .. ومنهم من فقد صوابه وخرج عن المألوف والهامش وعن اللياقة والأدب في توجيه النقد .. وأطال لسانه على انعقاد المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في اسطنبول .. أين هو الدور الوطني لفلسطينيي الشتات في سلطاتكم ودوائر نفوذكم بمشاركتهم في تحمل مسؤولية صناعة القرارات الفلسطينية…؟!

إن فلسطينيي الشتات هم صمام الأمان لقضيتنا .. ولا بد من تفعيل وتطوير دورهم في حماية حقوق شعبنا.. ليكونوا قيمة إضافية تراكم نضالات شعبنا …!!

وما أتى المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في اسطنبول .. إلا ليكون تجميعياً تفعيلياً تكاملياً مع دور أهلنا النضالي .. في الضفة المحتلة .. وفي العمق الفلسطيني وفي قطاع غزة المحاصر .. في التصدي للإحتلال .. ومن أجل الدفاع عن قضيتنا وحقوقنا في التحرير والعودة ونيل الحرية والإستقلال …!!

فأي معايير بالله عليكم تريدون أن نتبع .. ويتم اتخاذها في تقييم أي تحرك فلسطيني لكي نحتكم اليها..؟!

أخبرونا من تسبب في قتل العمل النقابي وتعطيل العمل المؤسساتي الفلسطيني .. خاصة خارج الوطن طوال العقود المنصرمة .. وتحديدأ بشكل فاقع بعد أوسلو اللعينة …؟!

لا يمكن أن يصدقكم عاقل بأن هناك فلسطينياً واحداً مخلصاً .. لا يريد إصلاح وتفعيل وتطوير وإعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية .. لتضم الجميع في مؤسساتها الفاعله الموجودة على الأرض وتكون مؤثرة صانعة .. وتتفاعل مع الهم الفلسطيني وتلبي طموحاته واحتياجاته …!!

فمن يصر على التحدث باسم الشعب الفلسطيني .. عليه أن يكون موجوداً وحاضراً وعلى قدر المسؤولية.. ويقبل بدور الشتات الفلسطيني في الشراكة بصياغة القرار الفلسطيني .. ولا يعمل على ترهيبه وعلى شطبه من المعادلة بأساليب لم تعد مقبولة…!!

نحن نأسف بل نستهجن ونستغرب الأسلوب والطريقة التي تتعامل به السلطة الفلسطينية .. وما تبقى من منظمة التحرير مع اللاجئين الفلسطينيين وأسر الشهداء والمبعدين والمتضررين ممن هدمت بيوتهم .. وتتعاطى معهم فيها.. وهي بكل الأحوال لا تليق …!!

إن شعبنا مقتنعاً بأنه في ظل هذه المعطيات القائمة.. وهي معطيات مؤسفة .. لا بد من تحرك فلسطينيي الخارج .. البارحة قبل اليوم .. لأن تحركهم أصبح ضرورة حتمية وليس ترفاً .. ولم تعد المماطلة بذلك مقبولة .. وهم البالغ تعدادهم ثلثي الشعب الفلسطيني مجتمعاً.. ويهمشون تهميشا ممنهجاً من القيادة الفلسطينية الرسمية…!!

ولمن يشتم ويكيل الإتهامات ويشوه الصورة .. من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة .. ونستطيع والله تناولكم ووضعكم على منضدة التشريح .. ونفصل فيكم وفي سلوككم وفي ارتباطاتكم .. إقليمياً ومحلياً ودولياً ومؤسساتياً وغير ذلك بكثير..ونقيم عليكم الحجج بتقصيركم بواجباتكم وبمهامكم وبفسادكم أيضاً.. نذكر هؤلاء ممن يشتم ويلعن ويشكك ويشوه صورة المخلصين المناضلين في الشعبي لفلسطينيي الخارج.. داعين ومنظمين ومشاركين ودولة مستضيفة.. بأن من يقبع في أحضان تسيفي ليفني ومردخاي وبقية الكورس .. ويشاركون في عملية التنسيق الأمني .. ويقتاتون بقوت المانحين وبقوت دولة الإحتلال .. وينهبون حقوق أبناء شعبنا .. ويتباكون اليوم على منظمة التحرير .. وهم من هدمها أو ساهم في هدم أركانها وتغيبها وشطبها وقتل مؤسساتها وأدخلها الثلاجات في غرف التجميد .. هؤلاء .. لا يحق لهم أن يهاجموا كل مؤتمر أو تجمع أو نشاط فلسطيني .. ولا يستأذنهم ولا يأتمر بأمرهم …!!

ولا يحق لهم أن يحاسبوا الناس على نواياهم.. ويشككون بكل خطوة يقدم عليها فلسطينيي الشتات باتجاه الوطن.. كيف وومتى وأين شَاءُوا.. ولا تخرج من تحت عباءتهم.. وهم يتصدرون التقصير والعبث والفساد وتقزيم القضية ومحاكمة نضال شعبنا حتى بأثر رجعي.. فأي مهزلة وأية مأساة هذه التي نعيش ..؟!

نؤكد على أن هذا مؤتمراً ليس مؤتمراً فصائلياً .. وهو مفتوح للكل الفلسطيني للحضور والمشاركة .. فليتفضل الجميع ليدلو بدلوه .. على أرضية التمسك بالثوابت والجوامع المشتركة.. وعلى أرضية لا يمكن عليها تجاوز الشتات الفلسطيني…!!

مقالات ذات صلة