المقالات

طرد اسرائيل من الفيفا إما بالضربة القاضية أو بمجموع النقاط

جمعني بصحبه وفد رياضي من قطاع غزه لقاء بالسيد نائب الامين العام للأمم المتحدة للشئون الرياضية السيد /هيلمنك ألماني الجنسية ،وفي هذا اللقاء الذي كان في برلين وامتد لساعتين ظهر جليًا مدى تأثر الساسة والرياضين على حدٍ سواء بالإعلام واللوبي الإسرائيلي وتأثير ذلك على الرأي العام والمجتمع الدولي وبالتالي تبنى هؤلاء جميعًا الرواية الاسرائيلية في معظم القضايا سواءً السياسية او الرياضية ، ولعلى آثرت ان ابدأ مقالي بهذا اللقاء لكى ادخل لصلب الموضوع واقول:

ان قيام أعلى جهة بالسلطة الوطنية ممثلة بالرئيس ابو مازن وعبر عنوان الرياضة بها السيد اللواء ابو رامي الرجوب ومدعومًا من فصائل العمل الوطني والإسلامي للحملة الوطنية لطرد اسرائيل من الفيفا هي خطوة بالاتجاه الصحيح ،بل انها رسالة سياسية ووطنية بامتياز لتضييق الخناق وللجم ممارسات وغطرسة الاحتلال بكل أنواعه على الفلسطينيين عامة والرياضيين خاصة .

اسرائيل استنفرت كل طواقمها الدبلوماسية واعلامها المنتشر بالعالم ورجال اعمالها وسفاراتها من اجل احباط أي خطوه فلسطينية سواءً من أجل الحصول على دولة فلسطينية مستقلة او أي ادانة لجرائمها الاسرائيلية المتكررة على الضفة وغزه الفلسطينية ،هذه الطواقم جاهزة ومتحفزه ايضًا لإحباط أي خطوة فلسطينية بمحافل الرياضية ،ولكنها هذه المرة باتت اكثر انزعجا ًو لعل انتدابها للأخطبوط شمعون بيريز من اجل توظيف خبراته وعلاقاته بهدف احباط التحركات الفلسطينية هو ادراكاً مسبقًا لخطورة الموقف واستشعارًا للنتائج المترتبة على ذلك سياسيًا ورياضيا ً.

من خلال التجارب السياسية السابقة نُدرك كما كل المتابعين ان أي تحرك يحتاج الى خطوات مدروسة بعناية فائقة وأولها قرار سياسي داعم لهذه الخطوات وهذا حدث بالفعل وهو بمثابة ضوء أخضر لكل الدبلوماسية الفلسطينية ولكل الرياضيين من اجل تشكيل جبهه قويه وفاعلة على كافة المستويات الداخلية والخارجية ،جبهه لها علاقتها وتأثيرها تُظم اشخاص لهم تأثير من العرب والاصدقاء الاجانب الذين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية وهم بالمناسبة كُثر ،واذكر ان هناك العشرات من الشباب الفلسطيني المثقف والمنتشر بكل اوروبا والعالم اجمع يتوق الى ان تتاح له الفرصة من اجل ان يكون له دور وطني عبر المشاركة في حملة عالمية تهدف لطرد اسرائيل من الفيفا ،كما ان الاعلام بكل انواعه وبالتحديد الرياضي منه مطالبًا بإحداث رأى عام داخليًا وخارجيًا وبأكثر من لغة من اجل ايصال رسالتنا العادلة للعالم للحصول على حقوقنا الرياضية بجانب الحق الاهم وهو الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وايضًا يجب ان يكون لرجال الأعمال والمؤسسات الوطنية دور في ذلك بجانب دور الشخصيات العامة امثال الفنان محمد عساف ومحمد الديري وغيرهم الكثير .

ختامًا :

ان العمل الدبلوماسي وفي ظل واقعنا الحالي خصوصًا مع الفيتو الأمريكي والضعف العربي لا تحسب وتحسم نتائجه بالضربة القاضية ولكن تحسب النتائج بالنقاط ولعلى اقرأ ما بين السطور من التحرك الوطني هذا هو محاولة شريفة تهدف لطرد اسرائيل من الفيفا وان لم ننجح في ذلك ستظل مطلبًا وفزاعة وملعبًا للمناورة واسلوبًا للتنكيد على الاحتلال ،وهي وسيلة يوميه لكشف اساليبه في التضييق على الحركة الرياضية الفلسطينية وهي ايضًا طريقاً للحصول على مكاسب انجازات تهدف لتطوير الرياضة الفلسطينية وخطوة هامة لتبقى فلسطين ومنتخباتها وفرقها الرياضية حاضرة بكل المناسبات الدولية دون عراقيل او عقبات متعمدة من الاحتلال .

مدير الاكاديمية الرياضية الفلسطينية

بقلم :المدرب والاكاديمي اياد ابو ظاهر

مقالات ذات صلة