المقالات

غزة الصخرة التي لا تنكسر

اليوم الرابع بعد الشهر والعدوان الصهيوني يتواصل على قطاعنا الباسل، يرتكب الاحتلال مجازر غير مسبوقة يستخدم كل آلة الحرب المجرمة الطيران الحربي والزوارق الحربية والمدفعية القذرة التي تضخ حممها السامة، واستخدمت أسلحة محرمة دولياً، لم يبق على المحتل الا ان يضرب غزة بالقنابل النووية، جرَب كل الأسلحة الجديدة على سكان القطاع، وهدفه أن يحصد ارواح الأطفال والنساء، والأطفال لقتل المستقبل والنساء حتى لا يبقى من يلد ابطالاً، والشيوخ ظناً منهم لطي التاريخ الفلسطيني للنكبة، جرّف الأراضي ودمر المنازل حرقوا الأشجار قتلوا الطيور والحيوانات دمروا الشوارع والمستشفيات والمدارس والاطقم الطبية واطقم الدفاع المدني، لم يتركوا شيئاً حي الاّ دمروه ظنا منهم أن يكسروا إرادة شعبنا وكي الوعي المقاوم ولكن كل ما فعلوه لم ولن يكسر إرادة شعبنا مهما كلف الثمن بل زادنا اصراراً على الخلاص من الاحتلال، والعمل من أجل حرية شعبنا واستقلاله وإنهاء صفحة المحتل اللعين.

نُدرك تماماً أن ثمن الحرية غالي ومكلف ولكن ليكن الدرس الأول من هذا العدوان المجرم، أن الوحدة الوطنية هي المسمار الأول في نعش الاحتلال ووحدة الهدف هي التي تقربنا الى الحرية، إن الحرية والاستقلال هو الهدف لشعبنا الذي يعيش في ظل الاحتلال، هذا حقنا وكفا نعيش في ظل الاحتلال. هذا حقنا، وكفا نعيش ضغط علينا وكفا اجحافاً، وإنحيازاً ظالماً وتسييساً للأمم المتحدة، كرئيس البيت الأسود الأمريكي الذي يقر بحق الكيان الصهيوني للدفاع عن نفسه ولحق به بان كي مون الذي كان واجباً عليه أن يكون محايداً ويقف الى جانب المظلوم لا المجرم.

عليهم أن يعتذروا من الشعب الفلسطيني لأنهم سبباً في المجازر التي تعرض لها شعبنا وأمريكا تغطي على جرائم الاحتلال وتموله بالأسلحة الفتاكة بكل أنواعها التي تفتك بأجساد أبناء شعبنا وهم يتفرجون، وبدلاً من إيقاف هذه الجريمة للمجرم، ولقد كشف العدوان المجرم على غزة رؤوس الكثير الكثير وعورات الكثير.

كما أن هذا العدوان اكد أن الشعوب إذا ارادت الحرية والكرامة رغم حصارها وفقرها وتكالب الأعداء تستطيع أن تهزم اعدائها فغزة الفقيرة المحاصرة كانت وما زالت وستكون مدرسة ثورية حقيقية للكرامة والعزة والبسالة والصمود والمقاومة.

ستكون جماهيرنا الباسلة بعظمة جبال فلسطين، ومن حقها البسيط والطبيعي أن تحقق آمالها في حرية واستقلال دولة مستقلة ذات سيادة تسيطر على ارضها وسمائها وهوائها وبحرها وثرواتها. موحدة بين كل أبنائها في غزة والضفة والقدس وفلسطين المحتلة عام 48 وعودة أهلنا في المنافي، لذلك اليوم اصبحنا اقرب الى تحقيق الاماني من أي وقت مضى رغم صعوبة وتعقيدات الأمور.

وستبقى غزة رمز العزة.

د. مريم ابو دقة

(عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)

12 أغسطس, 2014

مقالات ذات صلة