المقالات

أيتها “التوينية الصغيرة” … راجعي التاريخ جيداً !

أيتها “التوينية الصغيرة” … راجعي التاريخ جيداً !

عثمان بدر 1-1-2013

طالعتنا السيدة نائلة تويني عبر جريدة “النهار” بمقالة عرمرية تصب فيها ومن خلالها جام

غضبها وحقدها وعنصريتها على الفلسطينيين وتكيل لهم اتهامات ما انزل الله بها من سلطان وهم برآء منها براءة الذئب من دم “يوسف بن يعقوب” عليهما السلام, ولانك يا “ابنتي صغيرة جدّا جدّا وبالكاد تكونين قد اطلعتي على “تاريخ لبنان” واجزم انك لا تعرفين حدوده الجغرافيّة وجب لفت نظرك الى بعض القضايا الهامّة,واولها ان الفلسطينيين لم يفكّروا في يوم من الايام ان يكون “لبنان” او سواه من بلدان العالم وطناّ بديلا لهم وهم متمسكون بوطنهم “فلسطين” وبحق عودتهم الى بيوتهم وممتلكاتهم ولو كان الامر كما تزعمين فما الذي منعهم من اعلان دولتهم على الاراضي اللبنانية وقد كانوا يسيطرون على 80 بالمائة من لبنان ومن المؤكد ان خطوتهم هذه كانت ستجد تشجيعاً ومباركة من “حلفائك” الاميريكان والصهاينة الذين ضغطوا بكل قوتهم على القيادات الفلسطينية ليكون للفلسطينيين وطنا بديلاً عن فلسطين فرفض الشعب ورفضت القيادة…

ثم ان الفلسطينيين لم يشتركوا طوعاً في “حربكم الاهلية” بل استدرجوا اليها استدراجاً ضمن مؤامرة “امريكية_صهيونية “لاشغالهم عن هدفهم الاسمى وهو تحرير ارضهم فكان الاعتداء آلآثم والغادر على باص يقل بعضهم في 13-نيسان-1975 في منطقة “عين الرمانة” وكان بمثابة “الشعرة التي قسمت ظهر البعير”,مع الاشارة الى ان التحضيرات ل”الحرب الاهلية” كانت قد بدأت منذ مطلع عام1972

من مختلف الافرقاء اللبنانيين الذين يبدو انهم قد ادمنوا “الحروب الاهلية” منذ عام 1840 مروراً بعام 1860 وعطفاً على عام 1958 والتي كان جدّك الراحل “غسان تويني” احد المنظّرين لها والمشاركين بها و بفعالية. وليس انتهاءً بعام 1975 وها انتم جميعاً تتحضرون وتتسلحون ايذاناً ببدء “حرب اهلية” جديدة ويبدو واضحاً وجليّا انكم بعد انتهاء جولاتها ستحمّلون تبيعياتها للفلسطينيين كما فعلتم في الحرب السابقة,ما يعني ان ما حصل هو “حروبكم ” انتم وليس “حروب الاخرين ” على ارضكم كما تزعمين وتتدعين ولكنكم انتم من استدرج “الاخرين ” اليها بكل ما تعني كلمة استدراج و كان لا بد للفلسطيني ان يدافع عن نفسه ووجوده…

بربك, الا تخجلين من نفسك وانت تكذبين وتلفقين وتزوّرين الحقائق و انت (نائب في البرلمان) ينبغي ان يكون “الصدق شعارك” على الاقل احتراماً لاولئك الذين “باعوك” اصواتهم لتدخلي “الندوة الرلمانية”,فهل لبنان هو الذي عانى من الفلسطينين ام ان الفلسطينيين هم عانوا ومازالوا يعانون من التعاطي “السلطوي اللبناني القمعي” ومن عنصريتك وعنصرية امثالك التي تشابه الى حدٍ بعيد عنصرية “القرون الوسطى”,في وقت يشهد القاصي قبل الداني ان الفلسطينين قد اسهموا بشكل كبير في نهضة لبنان وعمرانه وان الاقتصاد الفلسطيني كان وما زال داعماً اساس للاقتصاد اللبناني,ولاذكرك فقط اسوق هذا المثال: فالدولار الاميركي قفز قفزته الشهيرة ووصل سعره الى اكثر من ثلاثة الاف ليرة لبنانية بعد ان كان ثمنه ثلاث ليرات فقط لا غير عندما قامت “منظمة التحرير الفلسطينية” بسحب ارصدتها من المصارف والبنوك اللبنانية وهذا ما اكّده الرئيس امين الجميل في احدى مقابلاته “المتلفزة”…!!

اما بالنسبة للمقولة التي قالها القائد الراحل صلاح خلف “ابو اياد” ان “تحرير فلسطين يمر عبر جونيه” وانتم ما زلتم تتمسكون بها و تعيدونها على مسامعنا “كلما دق الكوز بالجرّة” وكلما اردتم ممارسة عنصريتكم بحقنا, فقد كان المقصود فيها آنذاك ان يتم تحرير “جونية” من “القوات الصهيونية و”ضباط الموساد” والاجهزة الامنية الصهيونية الذين كانوا يرابطون فيها لدعم المجموعات الانعزالية المسلّحة التي كانت تسعى للقضاء على الوجود الفلسطيني في لبنان وافتعلت بحقنا مجازر يندى لها الجبين الانساني خجلاً”

اني اطمأنك كما سبق وان طمأنت زميلك في “البرلمان “جبران باسيل,فالفلسطينيون الذين يسكنون في سوريا لن يرضوا او يقبلوا السكن في لبنان ولو انتم استجديتموهم,فهم يعيشون في “الشقيقة الكبرى” اسوة بالمواطنيين ويصلون في الدولة ومؤسساتها الى اعلى المراتب والمناصب ولا يعرفون عن العنصرية الا ما يسمعونه منك ومن امثالك,فكوني مطمئنة لن يتغيّر الواقع, الاّ بحلٍ جذري لقضية اللاجئيين و سيعودون الى بلدهم الثاني سوريا بعد ان يستتب الوضع فيها و من المعيب لا بل من العار انك “تمثلين الشعب” في بلد ذي سيادة واستقلال وله دولة وجيش وطني ومؤسسات وتتحدثين عن “جزر امنية” فهذا فيه انتقاص للسيادة والاستقلال,رغم انه ادعّاء عارٍ عن الصحة جملة وتفصيلاً فجميع “المخيمات الفلسطينية” تحت سيادة القانون اللبناني ويستطيع اي انسان ان يدخلها اي ساعة يشاء ولا اعتراض من اي فلسطيني ان تفرض الدولة سيطرتها على المخيمات كافّة شريطة اقرار حقوقنا المدنيّة والسياسية والاجتماعية…و الفت نظرك ” معاليك” الى الفلسطينيين ليسوا سلعة رخيصة في “بازارك” الانتخابي او في “بازار” احد سواك وتسابقكم المحموم لاظهار عنصريتكم البغيضة تجاههم قد يسهم بكسبكم لاصوات بعض العنصريين من اشباهكم ولكنه في المحصّلة لا يصب في مصلحة العلاقات اللبنانية -الفلسطينية التي ينبغي ان تكون اخويّة وقائمة على الاحترام المتبادل…!!

مقالات ذات صلة