اخبار دولية وعالمية

ألمانيا || نجل مؤسس دير شبيغل متهم باللاسامية… ولجنة لمراجعة الكتب المدرسية

إسكندر الديك: ثمة حدثان في ألمانيا أخيراً لا علاقة مباشرة بينهما إلا في نقطة واحدة تتعلق بالموقف من “إسرائيل” والعداء للسامية. الحدث الأول، لجوء مركز سيمون فيزنتال في لوس أنجليس بالولايات المتحدة إلى إدراج اسم الناشر والصحافي الألماني الشاب ياكوب أوغشتاين على لائحته السنوية التي تضم عشرة أشخاص أكثر عداء للسامية ولـ”إسرائيل” في العالم. والحدث الثاني، إعلان لجنة ألمانية – إسرائيلية شكلها معهد غيورغ إيكارت الألماني لأبحاث الكتب المدرسية بأن معظم هذه الكتب في ألمانيا لا تقدم صورة متوازنة عن “إسرائيل”، وتضعها في صورة العدو. وأوصت اللجنة بإجراء تعديلات في محتوى الكتب المعنية، خصوصاً كتب التاريخ، والاهتمام “بعرض جوانب متعددة عن إسرائيل كدولة برلمانية ديموقراطية تسود فيها دولة العدالة والقانون”.

أثار اتهام الصحافي والناشر أوغشتاين، الذي يكتب في موقع “شبيغل أونلاين” زاوية بعنوان “عند الشكّ إلى اليسار” بمعاداة السامية، على الفور، زوبعة من ردود الفعل المستنكرة والرافضة الاتهام من مختلف الاتجاهات السياسية في البلاد. حتى أن مسؤولي المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا رفضوا التهمة وطالبوا بسحبها، لا لأن أوغشتاين هو ابن مؤسس مجلة دير شبيغل رودولف أوغشتاين الذي كان ذائع الشهرة، بل لأن لا ذرة حقيقة في الاتهام المبني على وشاية مفضوحة من قبل صحافي ألماني – يهودي مثير للجدل أساساً، وقع في حبالها المركز اليهودي – الأميركي الذي اشتهر مؤسسه بمطاردة قادة النازيين بعد الحرب العالمية الثانية والكشف عنهم ومحاكمتهم.

ورفض الحاخام أبراهام كوبر، المسؤول عن إصدار لائحة العشرة في مركز روزنتال، المطالبة بشطب اسم أوغشتاين منها أو المجيء إلى ألمانيا بدعوة خاصة من مجلة دير شبيغل للمشاركة مع الأخير في ندوة نقاش.

وليس صدفة أن تتداخل الخلاصات الأولية عن عمل اللجنة الألمانية – الإسرائيلية التي شكلها معهد إيكارت عام 2010 لفحص نحو 500 كتاب في التاريخ والجغرافيا والعلوم الاجتماعية تدرّس في ولايات عدة، مع تداعيات إدراج اسم صحافي ألماني على لائحة العشرة الأكثر عداء للسامية في العالم. فقد توصل ديرك زادوفسكي، المختص في الشؤون الإسرائيلية وأحد القائمين على المبادرة، إلى الاستنتاج بأن “ثمة تجاهلاً للكثير من الواقع المدني الإسرائيلي” ملاحظاً أن مؤلفي الكتب المدرسية يميلون عادة إلى وضع “إسرائيل” “في صورة الجاني ووضع الفلسطينيين في موقع الضحية”. ومن بين ما لاحظته اللجنة المشتركة “وجود صورة لجنود إسرائيليين يصوّبون أسلحتهم في اتجاه مدنيين غير مسلحين” إضافة إلى استخدام عبارة “الإرهاب اليهودي”. وانتقد زادوفسكي “التوجه نحو اختيار صور لا تصب في مصلحة إسرائيل، والتركيز على وضع إسرائيل في صورة العدو”.

الحياة، لندن، 15/1/2013

مقالات ذات صلة