المقالات

تحية لروح المناضل خالد ايوب‎

في الحادي عشر من الشهر الخامس للعام 2013 ، توجهت برفقة أخي شادي الى مدينة دورتمون الالمانية ؛ للحاق بوالدي خلدون في رحلة عمل باستضافة الصديف محمد جابر . اقلتنا طائرة الخطوط الملكية الاردنية من عمان الى مطار فرانكفورت . استمتعنا كثيرا بالمطبات الهوائية حتى وصولنا المطار . و عند الوصول قمنا بالاتصال بوالدي ليعلمنى كيفية الذهاب من فرانكفورت الى دورتموند التي تبعد ثلاث ساعات شمالا . اخبرنا والدي على عجل بوجود شخص في المطار بانتظارنا اسمه ( ابو سامر ) و نبهنا ان لانتحدث معه بالسياسة .

فور خروجنا من بوابة المسافرين ، تقدم شخص و عرفنا باسمه ، و لا ادري كيف عرفنا ، هل من شكلنا العربي ، ام فراسته في معرفة الاشخاص . هذا السائق الجميل الذي تعامل معنا بحب و تواضع كبيرين ، ساعدنا في حمل الحقائب الى سيارتة ، و اخذنا سيجارة معا ، و قمت بسؤاله عن الاوضاع السياسية كنوع من الفضول لمعرفة سبب تنبيهي من عدم التحدث بالسياسة معه .

تحدثنا عن الاوضاع في سوريا و مصر و الدول المحيطه ، و عرجنا على الوضع الاجتماعي و الاقتصادي العربي ، و مقارنة السياسة العربية بالاجنبية ، و في كل مرة يعود بي هذا السائق الى النقطة المركزية ( القدس ) ، ابهرني ذلك السائق بمدى انتمائه للقضية الفلسطينية و للقدس تحديدا ، رافضا كل ما لا يدور في فلكها ، و في كل مرة اذكر فيها نفسي متعجبا ، من يكون هذا السائق المتواضع جدا ، و المثقف جدا ، و الكريم جدا ، كيف يكون كل هذا ، و اكرر ، لا يوجد عدل في هذه الحياة التي تجعل من هذا الشخص سائقا .

اخذنا استراحة لعدة دقائق في احدى محطات الوقود ، تزودنا بها بالطعام و القهوة ، و هو لا زال يتحدث عن فلسطين ، كنت اراقب بريق عينية المليئتان بالقسوة ، كيف يكون لهذا الشخص قلب رقيق ، و بعد ثلاث ساعات من المسير و سماع ابو سامر يتحدث عن فلسطين دون ملل مستخدما جملته التي لم تفارق شفتية ( و بالتالي ) ، احسست بالندم ، فهذا السائق قام برحلة مدتها ست ساعات ، ليحضرني من المطار الى دورتموند محل اقامتنا ، و عند الوصول ، استقبلنا والدي و محمد جابر . و مالك سعد ، و فؤاد ، و نزل هذا السائق و جلس معنى ، و كان محط اهتمام الجميع ، فعرفت بعدها ان ابو سامر كان بالفعل سائقا ، و سائقا صبورا ، تاريخ من النضال و الغربة و المعاناة عاشاها حاملا قضيتة . ابو سامر كان شخصا متواضعا جدا لدرجة انة اقنعني بانه سائق سيارة ، بتصرفاتة و تواضعة ، بالفعل اقنعني انة سائق .

و لا اعلم كيف يمكن لشخص ان يتنصل من كل ما يربطة بالعالم المادي ، و ينير قلبة لك ، يجعلك تخجل من نفسك ، ابو سامر ذو الملامح القاسية و الحاجبين المتنمرين ، يخفي تاريخة كاملا و يبداء معك من جديد .

تحية لروح المناضل خالد ايوب – فادي الداود

تأبين مبكر لفقيدنا ابو سامر

ما اجمل ما كتبت يا فادي، انت لست فقط فنان تشكيلي، انت لديك حس الكاتب الروائي.

ابو سامر بالفعل هو سائق، سائق قاطرة مليئة بالناس والأفكار والتجارب القاسية،

ابو سامر لآجيء طرد من ارضه عنوة بالقوة وصنعت منه قساوة الظروف

قائدا نقابيا وسياسيا يا فادي وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهنا تتجلى عظمة القيادة،

عندما لا يستطيع المراقب مثلك ممن لم يعرفه مسبقا التفريق في شخصه بين السائق والقائد.

ابو سامر قومي عربي حقيقي مسكون بهم اسمه فلسطين والأمة العربية

ولم يكن يريح او يستريح وقد تتحدث معه عن سكان القمر ولكن بوصلته تعيدك دوما الى القدس وفردوس العرب المفقود (فلسطين).

. مقالتك هي بمثابة تأبين مبكر لفقيدنا ابو سامر

نمر يحيي

فادي الداود

18. September 04:00

مقالات ذات صلة