المقالات

مؤتمر العودة في مالمو .. درسا إبداعيا نحو تحيق العودة..!!

يوم مشهود.. هو يوم انعقاد مؤتمر فلسطينيي أوروبا الرابع عشر في مدينة مالمو السويدية يوم 07/05/2016 ..

ونعتقد بأن ذرات تراب فلسطين .. كانت تحس وتشعر بلهيب شوق المشاعر للعودة .. وشعرت فلسطين باحتضانها من أجيال العودة .. من الكل الفلسطيني.. من كافة الشرائح والأعمار لأبناء شعبنا.. من أطفال وصبايا وشباب أخوات وأمهات .. ورجالات فلسطين .. هي مواقف رجولية بامتياز .. ترتسم فلسطين على جباههم .. مواقف تحس فيها بأنك تقف أمام جبال لا تتزحزح .. شامخة شموخ فلسطين..!!

وشعرت فلسطين بكل فسيفسائها… بأن احتضان أهلها لها .. واحتضان وضم مقدساتها لصدورهم .. وأن هدم سور الفصل العنصري على ترابها .. وتحرير أسراها .. هو أكيد وقد بات وشيكا وقريبا..!!

مدينة مالمو ومؤتمر العودة الرابع عشر .. كان فيها تظاهرة إنسانية عربية فلسطينية حضارية معبرة .. وهي تلاحمية من الجميع .. وحضرت فيها هذه المرة أيضا سفيرة فلسطين في السويد السيدة هالة فريز… وهم يرددون فلسطين عربية .. راجعينلك راجعين .. يا بلادنا راجعين .. ويرددون .. عالرباعية عالرباعية … واحنا ما بنام عالغلوبية.. فقد عاشت مالمو شعب عنيد .. متمسك بثوابته ومصر على استعادة حقوقه…!!

التحية والتقدير لشعب الجبارين .. ممن فكر وخطط ورتب وبذل جهدا ووقتا وعرقا لإنجاز العمل .. ولمن نظم وحضر وسهر وادار واستقبل وودع واستضاف .. لإتمام نجاحات هذا العمل …!!

التقدير والتحية لشعب أهل العودة والتمسك بالثوابت .. وهم من الشتات يرسمون خارطة العودة إلى فلسطين .. ويسطرون ملحمة العودة في مالمو .. وهم يسمعون العالم أنين وألم ومعاناة شعبنا في الوطن المحتل وفي الشتات في مخيمات القهر والعذابات .. من خلال التشرد والتهجير وفقدان الوطن وممارسات الإحتلال غير الإنسانية .. وهم يشاركون ويبذلون ماديا ومعنويا طواعية وبرغبة .. وهم يوصلون رسائل المؤتمر لكل من يعنيه الأمر..!!

والشكر لمن استجاب لنداء فلسطين من الضيوف الكرام .. عجما وعربا .. برلمانيين وساسة وإعلاميين وحقوقيين ..

حشد غفير كان في مالمو السويدية .. بدأت طلائعه بالتقاطر بكل وسائل النقل المتاحة للمدينة السويدية .. مما ألقى بظلاله بداية على النقاط الحدودية بين الدنمارك والسويد.. من حيث كثرة الأعداد البشرية التي وصلت ولم تشهدها البلاد من قبل ذلك..!!

أما مدينة مالمو وهي تحتضن المؤتمر .. وقد تزينت بالأعلام الفلسطينية وبالزي التراثي الفلسطيني.. وعاشت يوما تراثيا فلسطينيا بامتياز.. سيبقى أهل مالمو يحدثون عنه .. وقد انبهروا من روعة الآداء .. قبل وأثناء وعند نهاية المؤتمر..!!

هي مؤتمرات العودة.. وهذه نسختها الرابعة عشر في مالمو .. هي مدرسة كفاحية تبدع وتتطور .. مضيفة بآدائها دروسا جديدة رائعة متطورة في السباحة والرماية وركوب الخيل .. بمعنى التطور والإبداع الحضاري في العطاء والبذل لفلسطين…!!

كما وأقيمت ورش العمل العديدة على ضفاف المؤتمر قسمت إلى لجان .. للعديد من التخصصات المهنية .. ولجنة سياسية حضرها برلمانيون وساسة أجانب…!!

كانت الأطياف الفلسطينية حاضرة في المؤتمر .. تذوب في بعضها بعضا .. وهي ترفع ألوية العودة.. وشاهدنا الجماهير كيف هتفت بحرارة لتحقيق المصالحة ورص الصفوف .. وهي تبرق للأهل في الوطن المحتل وتحيي انتفاضته المجيدة .. وكذلك لأهلنا في العمق الفلسطيني .. وفي مخيمات الشتات وللأسرى والمعتقلين خلف القضبان.. ولأسر شهداء فلسطين .. بأن فلسطيني الشتات هم ركيزة وطنية وعودة حتمية…!!

د. أحمد محيسن – برلين

مقالات ذات صلة