شؤون فلسطينية

الكحلاوي || نعيش مرحلة غير مسبوقة من التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني

قال رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع د. أحمد الكحلاوي، إن الاختراق الصهيوني للأنظمة الخليجية أصبح متقدماً والتعاطي معه متطوراً، فضلاً عن الودّ المتبادل الذي لم يعد مفاجئًا في هذه المرحلة التي تشهد فيها القضية الفلسطينية والحالة العربية والإقليمية برمتها أوضاع راهنة ومفترق طرق خطير.

وأوضح الكحلاوي في حديث لـ موقع فضائية فلسطين اليوم أن العدو الذي صنع إسرائيل هو نفسه الذي صنع الأنظمة الخليجية التي تدين منذ تنصيبها بالولاء في أمنها واقتصادها وثقافتها للغرب والكيان العبري قائلا: نعيش مرحلة غير مسبوقة من التطبيع العلني، لم نشهدها منذ الصراع العربي الصهيوني .

وأشار إلى أن ما يحدث من هرولة عربية منقطعة النظير تهدف بالدرجة الأولى لإتمام وتثبيت الاعتراف بحق «الكيان الإسرائيلي» في فلسطين المحتلة، عبر تهيئة الظروف والمناخات للغرب الاستعماري والصهيونية العالمية لتصفية القضية الفلسطينية.

وتابع بعض الأنظمة العربية بمن فيها الخليجية سعت منذ زمن لمحاربة الأنظمة القومية التي اعتبرت فلسطين قضيتها المركزية من خلال تنفيذ سياسة الولاء للمتزعم والحامي الأمريكي والانخراط والمساعدة في تنفيذ خطوات ما تسمى بــ «صفقة القرن» التي اعلنها دونالد جون ترامب، عدا عن التعاطي بأريحيه مع الكيان الصهيوني لتمرير مخططاته إلى جانب تسهيل مشاريع واشنطن التصفوية في المنطقة .

ويرى رئيس هيئة مناهضة التطبيع والصهيونية أن أنظمة الخليج باستثناء سلطنة عمان التي تبدو أقل تورطاً (..)؛ تلك الأنظمة ومن زمن تمارس سياسة النفاق تجاه قضية فلسطين وشعبها ومقاومتها، لافتاً أنهم تخلوا عن القدس التي كانوا يتشدقون بالقول بأنها قبلتنا الاولى .

واعتبر أن أكاذيب الأنظمة المُطبعة ظهرت مع بدء الترويج لــ صفقة القرن حيث انكشفت مواقفها الحقيقة المعادية لفلسطين ولأمتنا العربية، حتى ذهبوا إلى درجة التحامل على المقاومة واعتبروها إرهابا و انخرطوا في الصراع ضد إيران وسوريا.

يُذكر أن مملكة البحرين ووفقاً لوسائل إعلام «إسرائيلية» أعلنت مؤخراً عزمها استضافة وفد إسرائيلي رسمي في اجتماعات لجنة التراث العالمي التي تنظمها منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) في المنامة في الفترة من 24 يونيو/حزيران الجاري وحتى الرابع من يوليو/تموز المقبل برعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وبين الكحلاوي أن أبواب دول عربية وخليجية لا تزال مشرعة أمام وفود من « الكيان الإسرائيلي» في إطار تعزيز العلاقات التطبيعية معه كطوق نجاة له، لاسيما في ظل الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين السلميين العزل في قطاع غزة، وحالة التضامن الدولية الواسعة التي بدأت تتنامى إحقاقاً ودعماً لحقوق الشعب الفلسطيني.

وأوضح السياسي التونسي احمد الكحلاوي أن الشعب الفلسطيني رغم السياسات العبثية والطائشة لسلطة أوسلو القائمة برام الله، والتطورات العربية والدراماتيكية التي أثرت سلباً في مسار الصراع برمته، من خلال حالة الضعف والفوضى التي سببها الربيع العربي المزعوم؛ فإننا نستطيع التأكيد على أن صفقة القرن ستسقط بفضل الرفض الفلسطيني الذي تؤكده انتفاضته الباسلة والتي يساندها دعم عربي وإسلامي متمثل في محور المقاومة ومشروعها الرافض لسياسة أمريكا وإسرائيل .

ودعا في معرض حديثه إلى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية واستمرار المقاومة بكافة أشكالها، مشدداُ على أن ميزان القوى المتحول بفضل مراكمة الانتصارات على حلف الأعداء لصالح فلسطين يؤكد صحة المسار النضالي المتصاعد في هذا الصراع العربي – الصهيوني.

وأثنى د. الكحلاوي على صمود الشعب الفلسطيني الذي يقاتل منذ ما يناهز القرن ويقدم أبنائه قرباناً للكرامة العربية وما زال يقف في وجه آلة الإرهاب والبطش الإسرائيلية التي تحميها أمريكا، مشدداً على أن حق العودة لفلسطين التاريخية حق شرعي وطني وقومي وعقائدي ولا يمكن ان نفرط به .

مقالات ذات صلة