شؤون فلسطينية

خفايا اقتحام نواب ووزراء صهاينة للمسجد الأقصى

تتجه الأنظار صوب محيط المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وما يشهده من اقتحامات مستمرة ومتسارعة تنفيذا لقرار رئيس وزراء العدو “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو السماح لنواب يهود من الكنيست ووزراء في حكومته بالعودة إلى اقتحام باحات المسجد، وذلك بعد منعهم منذ اندلاع الهبة الفلسطينية الأخيرة قبل نحو عامين.

وشارك في الاقتحامات عدد من أعضاء الكنيست المتطرفين، في مقدمتهم النائب إيهود غليك الذي أصيب في وقت سابق بإطلاق نار في عملية فدائية فلسطينية، ووزير الزراعة يوري أريئيل، والوزيرة من حزب الليكود شارين هيشكل وغيرهم، ليشكل القرار خطوة استفزازية في ظل غياب ردود فعل فلسطينية وعربية رسمية.

تواطؤ رسمي عربي

وأكد كمال الخطيب النائب السابق لرئيس الحركة الإسلامية أن الاحتلال أسس لتسارع هذه الاقتحامات عندما قرر حظر الحركة الإسلامية وإخراجها عن القانون، إضافة لاستمرار اعتقال الشيخ رائد صلاح ونقله من السجن الكبير إلى الإقامة الجبرية، تزامنا مع اعتبار الرباط في المسجد الأقصى جريمة يعاقب عليها القانون.

وأضاف الخطيب أن نتنياهو مطمئن جدا لقراره السماح لأعضاء الكنيست باقتحام الأقصى، ولم يكن ليخطو هذه الخطوة إلا بعد أن نجح في تقييد دور المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، يضاف إلى ذلك شعوره بالراحة في ظل تواطؤ الأنظمة العربية في تهويد القدس وموافقة بعض الأنظمة على “صفقة القرن” ودعمها، في ظل وجود مشايخ يدعمون النظام السعودي ويدعون للتطبيع مع الاحتلال وزيارة الأقصى، خاصة بعد تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأن القدس لم تعد أولوية النظام السعودي.

وأردف “كل ذلك يتزامن مع القبضة الأمنية في القدس، والتنسيق الأمني في الضفة الغربية، اللذين يضيفان اطمئنانا لنتنياهو بأن لا أحد يستطيع مواجهته أو الوقوف أمام مشاريعه الاستيطانية”.

استغلال للفرص

من جهته أكد المختص في شؤون القدس جمال عمرو أن تصاعد الاقتحامات “الإسرائيلية” للأقصى هو نتيجة مبنية على قواعد قديمة مرتبطة بالمفهوم الصهيوني، موضحا أنه مشروع قائم على أرض فلسطين على قاعدة أساسية يهودية تقول: “لا قيمة لإسرائيل من دون القدس، ولا قيمة للقدس من دون الهيكل”، وهو ما تستغله اليوم حكومة الاحتلال على أكمل وجه، وتسارع في تنفيذه على قدم وساق.

وذكر عمرو أن اليهود استطاعوا أخذ وعد من (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب أخطر من وعد بلفور بأن القدس عاصمة لليهود، ليسقط بعدها القناع وينكشف الستار ويبدأ اليهود بتنفيذ مخططاتهم بشكل علني ومكشوف ويتحول التهويد من المرحلة السرية للعلنية دون الاحترام لمواثيق السلام مع مصر أو الوصاية الهاشمية الأردنية وغيرها.

وأضاف أن هناك خطورة تكمن في أخذ المسؤولية من موظفي الأوقاف، بحيث أصبحوا مجرد شهود على الجريمة فقط، وذلك من خلال تقليص دورهم ومن ثم تفكيك وجود المرابطين والمرابطات وتفكيك مشاريع البيارق وجمعيات رعاية الأيتام في القدس مقابل تغول المشاريع التهويدية على حساب المسلمين.

وحذر عمرو من أن “الجمعيات التهويدية الصهيونية تضع نصب أعينها منطقة باب الرحمة التي تحوي مقبرة الصحابة، التي يتم العبث بها بشكل مروع وخطير، وتضم حوالي 12 دونما بين باب الرحمة وقبة الصخرة تمثل جزءا أصيلا من المسجد الأقصى”.

وأشار إلى أن الواقع في القدس والمسجد الأقصى اليوم يبدو بعيدا عن التغيير في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة العربية، والتطبيع الرسمي من قبل أنظمة كانت تتغطى بالأمس بلباس الدين والوطنية، لتنكشف الآن وتبدأ مرحلة التعاون العلني والصريح مع دولة الاحتلال التي اكتسبت المزيد من الثقة جراء هذا التعاون.

وأكد عمرو أن الخطأ الذي ارتكبه الفلسطينيون (من قادة السلطة) هو تفريطهم بالقدس وجعلها قابلة للمساومة في أروقة التفاوض، وهو ما استغلته “إسرائيل” لصالحها بالكامل، في وقت لم يحقق فيه الفلسطينيون أي شيء.

رام الله – وكالات

مقالات ذات صلة