المقالات

لون و رائحة

لون و رائحة (4 )

(يوميات)

-1-

ما لون الفتنة؟ ما رائحتها؟ عشنا و نحن صغارا في الحرب و الفتن المتنقلة ، و نعيشها ككبار… متى ينتهي كل هذا؟ أشم رائحة الموت و الدم، لون الفقر لم يتغير، لون القرف و التخلف و الفوضى نراه كما هو من سنين… متى يتوقف كل هذا الخراب، الشخصي و العام!! هي فوضى…. هي فوضى..

-2-

لم يعد خطابك سيدي يجمع، أنا المنحاز للإنسان كإنسان، أنا الكاره لكل ما كان يحدث في العراق و ما زال يحدث…أنا الكاره لما يحدث في سوريا….. أنا الذي يرى و يسمع، و الحمدلله، أقول لك لم يعد خطابك يجمع.. لم يعد خطابك يجمع..

-3-

الصواريخ تلاحق أليسار إلى بيروت.. تسكن في الضاحية لأن الضاحية أرخص من الناحية المادية، ما لون الموت الرخيص!! تكتب صبية في صفحتها نداء إلى أبناء طائفتها بأن لا يموتوا رخيصا في سوريا… لقد زغردت يوما لشهداء الموت الذي يرفع الراس ضد أعداءنا جميعا و اليوم تخجل على طائفتها من هذا الموت الجديد… تعالي إلى طرابلس حيث ستجدين لونا آخرا لهذا الموت الجاني..

-4-

ألبيركامي و بول سارتر كتبا أشياء كثيرة عن العبث (كتب و روايات و مسرحيات)، لم يعيشا في العراق و لا في لبنان و كتبا أشياء كثيرة عن العبث و اللامعقول، ما بالنا نحن نكتب عن الواقع، و من ثم نقول عذرا هذه الأحداث ليست واقعية.. مم نخاف!! من عبثية بندقية أو سكين يحملها شاب أرعن أزعر، من ديك جمع حوليه كل هؤلاء الصلعان تحت مسميات النضال و الكفاح.. كلكم قادة زواريب، كلكم تاريخكم لا يشرف أحدا، كلكم تشترون و تباعون، حتى محدثى النعمة الجدد في مخيماتنا يمكن أن يشتروكم أنتم و رؤوس كثيرة خارج المخيم بحفنة من الدولارات، و بعدها سيفعلون ما يشاؤون، و ليس لنا نحن إلا الهروب إذا إستطعنا إليه سبيلا..

-5-

أكتب أبو القواسم عن مسعود و أبو مسعود، أكتب، فليس لنا إلا صوتنا، اكتب حاج خالد عن كل العبثية و اللامعقول الذي حدثتني عن جزء بسيط منه، أكتب حاج خليل عن كل الهواجس التي تناقشنا فيها، أكتبي أم عاطف عن كل الأشياء التي تهزك في مجتمعنا،

أكتب عدنان، أبو الوسم، فؤاد، و آخرون كثر عن الهجرة القصرية و الطوعية، لم يعد لنا إلا صوتنا في كل هذا العبث و مع كل هذا الموت المجاني من حولنا…

بقلم احمد العربي خميس

مقالات ذات صلة