الشتات الفلسطيني

بيان صادر عن قيادة حركة فتح في لبنان – إعلام الساحة

قيادة حركة فتح في لبنان- إعلام الساحة

ورغم كل الآلام والمشاهد العنصرية والاجرامية, لم يخرج فلسطينيٌّ واحد من أرض القداسة يرفع رايةً بيضاء, وانما كانت صرخات الله اكبر تنخرُ آذان جنود الصهاينة, وكانت أيدي الجرحى الملطخة بالدماء ترفع علامة النصر

تشهد الاراضي الفلسطينية, ومازالت تطوراتٍ ميدانيةً ساخنة, ووقائع متفجرة, وأحداثاً دراماتيكية, ومتغيراتٍ متصاعدة في طبيعة الصراع الجذري القائم على الاراضي الفلسطينية المباركة. صحيح أن الاستيطان لم يترك بقعة إلاَّ ودنَّسها, ولم يدخل حياً, أو قرية, أو بلدةًّ, أو مدينة إلاَّ ودمَّر الابنية فيها, وأغلق الطرقات, وكثَّف الاعتقالات, وضاعف عدد الأسرى والأسيرات، حتى اكتظت الزنازين والمعتقلات.

والعبءُ الاكبر اليوم يصبُّ على محافظة القدس بكل تفاصيلها, وتضاريسها, ومخيماتها, ومؤسساتها, ومقومات صمودها وبقائها, وكل عناوين تراثها, ورموز حضارتها, ومساجدها, وكنائسها, وآثارها الدينية, ومن أقصاها إلى صخرتها إلى مصلاها, وكل شواهد وبيارق ومآذن الاسراء والمعراج .

أهلنا في مدينة القدس, ورغم كل المآسي والجراح النازفة, ورغم كل الآلام والمشاهد العنصرية والاجرامية, لم يخرج فلسطينيٌّ واحد من أرض القداسة يرفع رايةً بيضاء, وانما كانت صرخات الله اكبر تنخرُ آذان جنود الصهاينة, وكانت أيدي الجرحى الملطخة بالدماء ترفع علامة النصر, وكانت رؤوسُ وأعناقُ الشبان الأسرى والمعتقلين في ساحات الصراع, ساحات الأقصى والصخرة, كانت هذه الهامات تناطحُ آفاقَ السماء مشيرة بأن النصر آت .

أهلنا في القدس خرجوا بعشرات الآلاف رجالاً ونساءً وشبيبة ليؤكدوا للاحتلال الصهيوني, بأن الشعب الفلسطيني هو صاحب هذه الديار, وهو حارسها حتى يوم الدين, ونحن حماةُ الأقصى, والديار المقدسة نعتبرها أمانةً في أعناقنا .

يا أهلنا في فلسطين …

يا أبناء شعبنا في القدس العربية, والاسلامية والمسيحية, نحن في بلاد الغربة نعيش معكم همومَكم ومسؤولياتكم الوطنية في الخندق الامامي من خنادق حماية الاقصى، من كل محاولات التهويد ومخاطرها, وندعو العالم الحُرَّ وكل الشرفاء, أن يأخذوا المبادرة للانخراط في معركة شعبنا هناك في القدس، من أجل حماية المقدسات الدينية, والاراضي المقدسة, وتقديم العون والدعم لأهلنا الصامدين بوجه جيش الاحتلال الصهيوني العنصري, الذي يمارس أبشع صور الجرائم في إطار حرب الابادة, والتخلص من الشعب الفلسطيني, الذي وُلد وعاش هو وآباؤه وأجداده, منذ آلاف السنين على هذه الارض .

ثانياً: عندما نطالب العالم بهذه الوقفة الجريئة والمبدئية إلى جانب شعبنا المعذَّب, فإننا ننطلق من منطلق وعينا وادراكنا, بأنَّ هذا العالم كانت دُولُهُ محتلة, واليوم أصبحت مستقلة, ونحن الدولة الوحيدة التي مازالت أرضُنا محتلةً منذ واحد وسبعين عاماً, وبعد هذه السنوات الطوال آنَ الأوانُ أن يقول العالمُ الحرُّ كلمتَهُ الحاسمة, لردع الصهيونية ورموزها، ترامب ونتنياهو وأتباعهم الذين يستفردون اليوم بالشعب الفلسطيني, وخاصة أهالي القدس الحرَّاس المؤتمنين على كل مقدساتنا الاسلامية والمسيحية, في كل الاحياء المقدسة, وذلك نيابةً عن كل الأمة التي تسمع وتشاهد, وتتابع كلَّ ما يجري هناك من جرائم يتصدى لها شبابنا, ونساؤنا, ومشايخنا, ورجال الدين من المسلمين والمسيحيين .

ثالثاً: لا شكَّ أن طبيعة الصراع القائمة اليوم ضد الاحتلال الصهيوني، والمستوطنات، ومحاولات هدم الأقصى، وتهديد أماكن العبادة، وتهجير الأهالي بعد تدمير أبنيتهم، إنما هو صراع جذري. فإما أن نكون نحن أسياد الأرض وحرَّاسها، وسدنتُها، ونحن الذين تصدح أصواتُنا من مآذننا بقول الله اكبر، ونحن ايضاً من يقرع أجراسَ كنائسها، وإما فإن الصراع قائم ومتواصل من جيل إلى جيل ، حتى نهزم بني صهيون، الذين تجرأوا بقوة الارهاب والاستعمار والمجازر على أرضنا وشعبنا، وهذا عهدٌ علينا نحن أبناء فلسطين لن نحيد عنه.

رابعاً: إنَّ تمسُّك أهلنا في كل الاراضي الفلسطينية، وخاصة في محافظة القدس، والدفاع المستميت عن قدسية وحرمة أماكن العبادة، والتصدى لقطعان المستوطنين الذين يدخلون إلى باحات الأقصى من باب المغاربة تحت حراسة جنود الاحتلال ، محاولين بكل الطرق تثبيت التقسيم الزماني والمكاني، إلاَّ أنهم رغم الضغوطات الهائلة، مازال أهلنا هم الذين يسيطرون على الاماكن المقدسة، ويدافعون عنها بقوة الايمان والإصرار على نيل الشهادة أو هزيمة الاحتلال.

خامساً: إنَّ القيادات السياسية، والدينية، والاجتماعية والثقافية والاعلامية أثبتت أنها على قدر المسؤولية في الازمات السابقة حيث احتشد ما يزيد على مئة الفٍ صباحَ عيد الأضحى، وما يزيد على مئة وخمسين ألفاً عندما كانت معركة نصب الكاميرات في باحات الأقصى. والذي يسهم في إنهيار معنويات الاحتلال هو المشاركة الواسعة من أهلنا في أراضي الثمانية والأربعين بشكل مكثَّف، ومتواصل وبحماسةٍ متناهية., هذا التضامن، والتفاعل في المجتمع الفلسطيني هو مفتاح الانتصار لشعب أسَّس مع قيادته أعظم ثورة في العالم هي الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح.

سادساً: أننا كحركة فتح نشيد بالدور الثوري والوطني الذي يقوم به شعبنا في كل فلسطين، وخاصة قي القدس المحتلة درة تاج فلسطين، ونذكِّر هنا بالدور الميداني التنظيمي، والاعلامي، والاجتماعي، وحماية الجماهير، والرموز، وكذلك الدور السياسي الذي يحتاج إلى جهد تعبوي لكافة الشرائح حتى تكون مستعدة لتحمل التبعات الثقيلة في مسيرة التحدي والمواجهات. ونحيي الاخوة من كل الفصائل الذين لا يغادرون ساحة الميدان، رغم صدور العديد من مذكرات التوقيف والاعتقال، والطرد والابعاد عن بيوتهم وأُسرهم، ونذكِّر بالبعض منهم وعلى سبيل المثال محافظ القدس عضو المجلس الثوري عدنان غيث، وفضلية الشيخ عكرمة صبري، وسماحة المفتي الشيخ محمد حسين، وغيرهم من رجال الدين، وأمين سر إقليم حركة فتح في القدس الأخ شادي مطور، ومسؤول حركة فتح في بلدة العيسوية، والتي منها سامر العيساوي من الجبهة الديمقراطية الذي أضرب عن الطعام لعدة شهور احتجاجاً على الأحكام الادارية التي صدرت بحقه. وهناك جداول طويلة من القيادات التي تعمل ليل نهار من أجل تعزيز حصانة القدس بكل مكوناتها.

ما نود الاشارة إليه، ومايجب أن يفهمه العدو الصهيوني، أن شعبنا الفلسطيني بكل قواه جذورُه ضاربة في أرضه ، وقناعاته بقيادته وبحقوقه راسخة وثابتة لا تتبدَّل فالقدسُ ستقف على رجليها، وتصرخ صرخةَ رجل واحد:

القدسُ خيارنا، والاقصى شاهدٌ علينا.
الخلود لشهدائنا الابرار.
والشفاء العاجل لجرحانا البواسل .
والحرية والعزة لأسرانا الأبطال .
وانها لثورة حتى النصر.

مقالات ذات صلة