المقالات

قيم الأمم المتحدة وماراثون غزة الثالث

قيم الأمم المتحدة وماراثون غزة الثالث

د.عصام شاور

اعتبر الناطق باسم وكالة الغوث رفض مشاركة النساء في ماراثون غزة الذي دعت إليه أمرا مؤسفا ويتناقض مع “قيم الأمم المتحدة” ويمس دور ومكانة المرأة الفلسطينية ، واعتقد أنه تم إلغاء الماراثون احتجاجا على إصرار الحكومة في غزة على احترام قيمنا وأعرافنا المنبثقة عن الشريعة الإسلامية.

في تركيا منعت النساء من ارتداء الزي الإسلامي لعقود من الزمن، وفي فرنسا منعن من دخول الجامعات محجبات ومن السير في الشوارع منقبات، حتى في تونس_البلد العربي المسلم_ وفي زمن المخلوع زين العابدين بن علي كان التضييق على المسلمات على أشده والأمثلة لا تنتهي، ولم يكن هناك أي اعتراض على “قيم الأمم المتحدة” المنتهكة لأن المسلمة الملتزمة هي الضحية، في حين يأتي من يتكلم عن “قيم” و”مبادئ” الأمم المتحدة فقط لأن الحكومة لا تريد إعطاء موافقة لنشاط مخالف لقيم هذا البلد، نحن نعيش في غزة وليس في فرنسا أو تونس بن علي، وأرى أنه من واجب ” الأمم المتحدة” والناطقين باسمها أن يراعوا ظروف البلد التي يعملون بها.

لا أدري ما علاقة دور ومكانة المرأة الفلسطينية في الجري كاسية عارية في الشوارع، أو في اختلاطها مع الآخرين، فمكانة المرأة الفلسطينية محفوظة وكرامتها مصانة في مجتمعنا الفلسطيني، فنراها وزيرة ومديرة وفي كل موقع تشارك الرجل_دون اختلاط محرم_في بناء الوطن والدفاع عن القضية الفلسطينية، ولا داعي لتلبيس إبليس وتشويه صورة المرأة الفلسطينية أو تحريضها للتمرد على قيم المجتمع باسم الحرية والحقوق لتجد نفسها سلعة رخيصة يتاجرون بها باسم الفن والأزياء وملكات الجمال.

ليس من السهل خداع المرأة الفلسطينية، وهي تعلم أكثر من الناطق باسم وكالة الغوث أنها تملك كامل حريتها في نطاق ما أحل الله، ولا أعتقد أنها توافق الناطق باسم وكالة الغوث فيما ذهب إليه،ولذلك نطالب بأن يكف المتاجرون بحقوق المرأة عن محاولاتهم الدنيئة وخاصة أولئك الذين يعملون على

الفصل بين الأخلاق وبين الالتزام بالزي الإسلامي بل ويعتبرونه تخلفا، و هؤلاء هم مصدر التخلف والرجعية والانحراف عن الدين وهم سبب البلاء الذي حل بالمسلمين.

فلسطين أون لاين، 6/3/2013

مقالات ذات صلة