المقالات

مدكور أكتوبر

سمات عالية في صلب بنود هؤلاء الرجال هم الذين خط لهم التاريخ أسماءهم في صفحاته وسجلاته و سجلاته وأرشيفه حتى أبدا أن الإنسان يضحى بأسمى ما عنده لأجل شيء يؤمن بأنه أغلى ما يكون وهي كرامة الأرض وعزة البلاد….

تحلق الأبجدية إلى عنان معانيها لتحاول قطف ما يستحقوا هؤلاء وزمنهم أن نكتب ولو كتبنا بماء الذهب لو كتبنا بدمائنا لهم لا سبيل للوصول لما يستحقوا ولكن بالقدر المستطاع نحاول أن نأخذ من عبق ريحانهم ومن تاريخ الفخور بأسمائهم التي خطت على بصفحاته وعلى جبين أوطانهم واحد من سلالة المرؤة والشرف واحد من ذاك المجد واحد من تلك الزمرة الصلبة

جنود الأرض حكايات إذ قرأتها تشعر بان قامتك تعلو للعلا وأنت جالس في مكانك

الأرض والتراب وكل ما عليها في تلك الحقبة المليئة بالأحداث والصراعات كانوا بقدرها وعلى قدرها هناك شخصيات أعطت برهان عظيم نسرد بفخر يضاهي عنان السماء

نكرم أنفسنا بذكرهم

الفريق مدكور أبو العز: الذي تولى قيادة الكلية الجوية بعد ثبات جدارته في تخريج دفعات من مقاتلي مصر لهذا شهد لها الجميع في الكفاءة العالية والاقتدار في حرب 1967 كان مدكور أبو العز محافظ لأسوان عقب عدول الرئيس عبد الناصر عن تنحيه أول قرار تم اتخاذه هو تعيين مدكور أبو العز قائد القوات الحربية المصرية .

قال جملته المشهورة :

من الشرف أن تفقد قواتنا طائراتها في معركة جوية ولكن من العار أن تفقدها وهي على الأرض

اقتنع وزير الدفاع وقتها بإنشاء الدشم والتزم أبو العز بتقديم خطة بتزويد المضادات الحربية بهذه الدشم قام الفريق أبو العز بهمة عالية بتجمع 250 طائرة هي ما تبقى من طائرات الجوية المصرية وبعد مرور أربعين يوما من الضربة الجوية التي استهدفت طائرات مصر الحربية نجح في الرد على الاستفزازات الإسرائيلية للجنود والمقاتلين المصريين بتوجيه ضربة جوية استهدفت طائرات العدو حيث اتبع أسلوب الطيران المنخفض واستهدف فيها مطارات العدو ومراكز قيادته وتشكيلاته في سيناء دون أن نفقد طائراتنا طائرة واحدة وفي هذه الخطة الناجحة .

ولقد اعترف الإسرائيليون وقتها بتكبدهم خسائر كبيرة بالإفراد والطائرات الحربية فضلا عن حالة انتشار الذعر بين صفوف الجنود الإسرائيليون المرابطون في مطارات سيناء التي استولت عليها خلال فترة الاحتلال وعندما ابلغ الإسرائيليون الرئيس عبد الناصر بان وزير دفاع العدو موشيه ديان يطلب لوقف أطلاق النار قال لهم الرئيس ناصر اسلوا مدكور أبو العز وحين سمع بقول الرئيس عبد الناصر قال أبو العز الأن يتوقف النار وبعد هذا تم استقالة مدكور أبو العز …..

ولد الفريق مدكور أبو العز :

في 13 مارس عام 1918 بقرية الغالب محافظة الدقهلية

التحق مدكور أبو العز بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1937 برتبة ضابط وكان من أصغر الضباط بين خريجي الكلية الحربية

عقلية مدكور أبو العز عقلية حربية بحتة جعلته يصل إلى منصب جدير بالكلية في عام 1956

شاهد مدكور أبو العز الطائرات المصرية ومخابئ للطائرات الحربية المصرية لتفادي ضربها وهي على الأرض

وصلت الأنباء إلى صدقي محمود وكان وقتئذ قائدا للقوات الجوية فقام بإبلاغ المشير عبد الحكيم عامر

بدء أعداء النجاح في ضرب مدكور أبو العز من الخلف

بدأت عملية تأمر على مدكور أبو العز أمام الرئيس جمال عبد الناصر الذي أمر بإبعاده عن الكلية الحربية وتعينه محافظا لمدينة أسوان

وصلت أنباء عن تعينه محافظا لمدينة أسوان لإبعاده عن الكلية الحربية بتحريض من المشير عبد الحكيم عامر فقال مقولته الشهيرة .

كانت الغطرسة الإسرائيلية على الجبهة بين مصر وإسرائيل قد وصلت إلى حد لا يمكن احتماله

وبدء الجنود اليهود في استفزاز الجنود المصريين ببعض الحركات البذيئة

قرر أبو العز بالقيام بضربة جوية ضد اليهود ليعلموا بان المصريين لديهم القدرة على الرد والقتال وليس كما يتوقعون

بعد 40 يوما من النكسة قرر مدكور أبو العز بالقيام بضربة جوية للجنود الإسرائيليين ا ردا على تلك العمليات الاستفزازية للجنود المصريين

قامت الطائرات المصرية باستهداف مطارات العدو الصهيوني ومراكز القيادة وبعض التشكيلات العسكرية بسيناء

كانت الضربة موجهة للقيادة الإسرائيلية خسر فيها العدو الصهيوني الكثير من الطائرات الحربية وجعلت الجنود اليهود في حالة من الرعب الشديد

ظلت الحرب دائرة حوالي ثلاث أيام لم يخسر خلالها الطيران المصري طائرة واحدة بفضل تلك الدشم والمخابئ وبفضل التدريب الجديد للطيارين على مسافة منخفضة

ولم تجد جولدا مائير غير التهديد بنسف قرية كفر سعد بدمياط انتقاما لما فعله مدكور أبو العز

وخرج موشي ديان من الغطرسة إلى الضعف وقف في وسائل الأعلام اليهودية يطلب في العلن رأس مدكور أبو العز

لم يصبح أمام موشي ديان غير أن يقف بذلة ويطلب من الرئيس عبد الناصر وقف أطلاق النار

كان الرئيس جمال عبد الناصر سعيدا جدا بتلك الضربة الجوية وقام بالرد على موشيه ديان وقال استأذنوا مدكور أبو العز

وصلت أنباء موشي ديان بطلب وقف اطلاق النار فقال في اعتزاز المنتصر بعودة كرامة المصريين الان يمكن وقف أطلاق النار

وبدأت شعبية مدكور أبو العز تزيد بشدة في قلوب المصريين حتى اثناء زيارة لمدينة طنطا قام أهالي طنطا برفع سيارته من على الأرض فرحا

شعر الرئيس عبد الناصر بالخوف من شعبية مدكور ابو العز

قام الرئيس عبد الناصر باستقدام الخبراء الروس لمساعدة القوات المسلحة المصرية في التدريبات والحرب

وجد مدكور أبو العز غطرسة من هؤلاء الروس على الجنود المصريين مما أدى إلى اشتباك مدكور أبو العز مع قائد الأركان المارشال زخاروف

أصبح أمام الرئيس جمال عبد الناصر احد الأمرين عزل مدكور أبو العز أو رحيل السوفييت فاختار عزل مدكور أبو العز

وخسرت مصر مرة أخرى بطل من أبطالها الذين لديهم عقلية عسكرية تجعل اليهود يركعون أمام المصريين

فرح اليهود بشدة من نبا عزل مدكور أبو العز

وبعد عملية عزل أبو العز فضل الإقامة في قريته في دمياط إلى أن توفى قفي عام 2006 عن عمر يناهز 88 عام

وكان الفضل الكبير في الإنتصار في حرب أكتوبر المجيدة بفضل الدشم والمخابئ والطيران المنخفض للطائرات المصرية والكثير …..

يرحلون الأبطال ويظل التاريخ يقلب صفحاتهم التي تضيء لنا هذا الدرب المظلم ….الأبطال هم وحدهم من نستطيع أن نتعلم منهم كيف القوة والإدارة والإرادة تكون .

رحلوا وظل طيفهم في هذا الوجود ……يردد سنقاوم إلى أن يبزغ فجر الحرية الموعود …….

مقالات ذات صلة