وقفة جماهيرية في العاصمة الألمانية برلين أمام مقر بعثة الجامعة العربية

مواصلة مسلسل الدّعوة التّطبيعيّة المُعلنة رسمياًّ من البحرين والإمارات مع دولة الإحتلال تعني التحالف مع مُغتصبي فلسطين والتّنكّر للحقوق العربيّة الفلسطينيّة

برلين / يوم الثلاثاء الموافق 15/09/2020

شاركت هيئة المؤسّسات والجمعيّات الفلسطينيّة والعربيّة في برلين اليوم في الوقفة الجماهيريّة أمام مقرّ بعثة جامعة الدّول العربيّة في العاصمة الألمانيّة برلين تعبيراً عن سخط جماهير أمّتنا وغضبهم على ما أقدمت عليه البحرين كما الإمارات العربية وهي تلتحق بقطار الذّلّ والعار الّذي يسير نحو تصفية القضيّة الفلسطينيّة ويُكرّس احتلال فلسطين واغتصاب مقدّساتها وتشريد شعبها.

وقال المحتجون أمام مقرّ بعثة جامعة الدّول العربيّة .. إنّ ما أقدمت عليه هذه الدّول المُطَبّعة مع دولة الإحتلال يُعدّ يوماً أسوداً في تاريخ هذه الدّول ..

وتابع المحتشدون القول .. إنّ هذا اليوم .. يُعدّ يوم التّوقيع والإقرار على بيع فلسطين .. وهو يوم رَفْع الرّايات البيضاء والإستسلام للمُحتلّ الصّهيوني في حدائق البيت الأبيض .. راعي الهيمنة والتّسلّط على هذه الأنظمة وناهب خيراتها ومقدّراتها .. ومحرّك حالة الإنهيار والهرولة لهذه الدّول من النّظام الرّسمي العربي .. للإرتماء في أحضان نتنياهو من أجل التّطبيع مع المُحتلّ الغاصب لفلسطين وشرعنة هذا الإحتلال عربيّاً..

وعبّرت الجماهير المُحتشِدة أمام مقرّ الجامعة العربيّة عن غضبها بالقول .. بأنّ التّطبيع مع دولة الإحتلال ينبع من الشّعور بالنّقص والدّونيّة لهذه الأنظمة المطبّعة .. حيث يعتقد هؤلاء المطبّعين مع الإحتلال بأنّهم سيضفون على أنفسهم قيمة تعوّض هذا النّقص الرّاسخ في نفوسهم .. بينما هو في الحقيقة يُمثّل السّقوط في مستنقع التّصَهْين ومعاداة قضيّة كلّ العرب والمسلمين في العالم ..

أننا في هيئة المؤسّسات نعتبر هذا التّطبيع تكريساً لتغلغل الصّهاينة في الوطن العربي .. وفرْض الهيمنة التّامة لدولة الإحتلال على الوطن العربي .. وتفتيت وتمزيق النّسيج الوطني والإجتماعي والإقتصادي للشّعوب .. ويُعتبر خِدمة ودعْماً لسياسات نتنياهو وترامب .. لإيهام العالم بعدم سقوط ما أسموه بمشاريع التّسوية وأوسلو وبصفقة القرن و قرار الضّمّ .. بل ويوصل رسائل تؤكّد التّخاذل العربي وتخلّيه عن قضيّة فلسطين .. بل ومشاركة المحتلّ في عدوانه على فلسطين .. وترك الشعب العربي الفلسطيني وحيداً يواجه مصيره أمام بطش الإحتلال ..

وقال المتظاهرون أمام مقر بعثة جامعة الدّول العربيّة في برلين .. بأنّ هؤلاء المطبّعون لم يُقَصّروا عبر السّنوات المُنصَرِمة .. في نسج العلاقات السّرّيّة مع الإحتلال .. واستمرّوا بالتّسويق لتلك العلاقات مع المتحلّ .. حتى برزت في العلن .. حيث تحالفهم مع دولة الإحتلال .. يعني المشاركة في العدوان على شعبنا وقضيّتنا من أجل الوصول الى فرض يهوديّة الدّولة والإعتراف بضمّ القدس رسمياًّ وتصفية القضيّة الفلسطينيّة..

وقال المتظاهرون بأنّ جامعة الدّول العربيّة مُتواطِئة مع بعض دول الخليج في مسلسل التّطبيع مع دولة الإحتلال .. لفرض واقع يؤسّس للكيان الصّهيوني في التغلغل في الخليج العربي ويزيد من نفوذه على امتداد رُقعة الوطن العربي ..

كما وأدان المتظاهرون موقف الجامعة العربيّة في اجتماع وزراء الخارجيّة الأخير من القضيّة الفلسطينيّة .. وعدم قدرتهم حتّى على الإدانة الّلفظية للتّطبيع .. واعتبر المتظاهرون هذا الموقف من الجامعة العربية .. هو مباركة ضمنيّة للتّطبيع مع المتحلّ وتشجيعاً لمن يقف بالصّفّ من بعض الدّول المرشّحة لذلك .. من أجل الإقدام على التّطبيع ..

وفي ختام الوقفة تمّ تسليم خطاب من المحتشدين ‏للجامعة العربيّة في برلين .. مفاده المطالبة بالتّراجع عن هذه الإتّفاقيّات التّطبيعيّة الرّذيلة .. وعن الغطاء الّذي قدّمته الجامعة العربيّة لهذا التّطبيع الخياني .. وعدم إدانتها للأنظمة الّتي خرجت عن الإجماع العربي بركوبها قطار المُعاداة للقضيّة الفلسطينيّة بتطبيعها مع دولة الإحتلال ..

إننا في هيئة المؤسّسات والجمعيّات الفلسطينيّة والعربيّة في برلين.. نعتبر الهرولة للتّحالف مع دولة الإحتلال هي إعتراف من هذه الدّول المطبّعة بتهويد الاراضي العربيّة .. والمُشاركة في الإجراءات التّصفويّة للقضيّة الفلسطينيّة .. وتُعدّ مُشاركة في تشكيل خطر حقيقي على مستقبل الامة العربيّة ..

إنّنا في الهيئة ندين ونستنكر بشدّة ما أقدمت عليه الإمارات والبحرين .. في فتح أبواب الخليج على مصراعيها للإختراق الصّهيوني لنهب مقدّرات الأمّة وتخريب وعي الشّعوب العربيّة والإسلاميّة ..

وقد طالب المتظاهرون أمام الجامعة العربيّة بسحب الإعتراف بدولة الإحتلال وإعلان إنهاء أوسلو والعودة لصيغة منظمة التحرير الجامعة لكلّ مكوّنات الشّعب الفلسطيني على أسس مواثيقها حين تم تأسيسها وإلى وحدة الصّفّ في انتزاع حقوق شعبنا الّذي لا يمكن أن يُنجَز إلا بمقاومة المحتلّ كما فعلت كلّ الشعوب التي رزحت تحت نير الإحتلال وتحررت بالتّصدّي والصّمود والمقاومة ووحدة الصف ..

وإننا على ثقة بأن شعبنا العربي في دول الخليج العربي .. سيبقى يعي قدر وحجم هذه التّهديدات الوجوديّة من قبل الصّهاينة لأقطارنا العربيّة في الخليج العربي..

وستظل شعوبنا العربيّة كما عوّدتنا تُقاوم سياسة التّطبيع وإقامة علاقات مع العدوّ الصّهيوني المحتلّ لفلسطين وللأراضي العربيّة .. وستعمل شعوب أمّتنا العربيّة على إفشال هذه السّياسات والمخطّطات .. وستبقى تقف في صفوف الشّعب الفلسطيني المُقاوم في نضاله وكفاحه .. لاسترداد حقوقه بالتّحرير والعودة وتقرير المصير والدّفاع عن مقدّساته ..

إنّنا ندعو أبناء شعبنا الفلسطيني بأن يُكرّس وحدته قولاً وعملاً للتّصدي للمخطّطات الرّامية للنّيل من عزيمة شعبنا في مواجهة الإحتلال .. وستبقى فلسطين درّة تيجان وطننا العربي .. لتبقى حرّة أبية ..

هيئة المؤسّسات والجمعيّات الفلسطينيّة والعربيّة في برلين

الأمانة العامة برلين في 15/09/2020