المقالات

ماذا يحيك دونالد ترامب في الشهر الأخير لولايته

‎- ترامب ينفذ خطته للاستمرار باشعال الشرق الأوسط من خارج البيت الأبيض .

‎- نتننياهو ودول الخليج والعائلة السعودية والبرهان حلفاء ترامب حتى ، وهو خارج البيت الأبيض وينفذون خططه .

‎- ترامب يريد أن يرهب بايدن لمنعه من اتخاذ قرارات جادة تغير منهج ترامب ، وهكذا يقضي ترامب على أربع سنوات بايدن .

‎بسام ابو شريف

‎كثيرون يعتقدون أن دونالد ترامب يتصرف منذ اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية بهدف قلب تلك النتائج لتتحول لصالحه ، ولتجديد ولايته فقط ، لكن الأمر ليس كذلك ، لقد خطط ” زعيم العنصريين ” ، في الولايات المتحدة دونالد ترامب لما هو أبعد من ذلك ، فهو أول من يعلم أنه خسر الانتخابات ، ولذلك كان تعليقه الأول : ” لقد خدعوني … لقد غشوني ” ، لكن ترامب كما يقول هو سواء في كتابه ” كيف تنجح في عقد صفقة ” ، أو كمقامر يبدع عندما يربح وعندما يخسر ” A Bad Loser ” ، لذلك رسم بهدوء وأثناء غيابه للعب الجولف خطته وأمر كل الفرق بأن تنفذها ، وضع لنفسه أهدافا قابلة للتحقيق ، فهو مقامر ذو حنكة ويخطط ليربح .

‎الخط الأول : اكراه الحزب الجمهوري على مساندته ” ظالما أو مظلوما ” ، واستطاع أن يسخر الحزب ، وقياداته لخدمة مصالحه دون أن تتمكن قيادات الحزب من الاعتراض (باستثناء واحد أو اثنين ) ، وتحول الحزب الجمهوري الى حزب ترامب العنصري الذي لايفكر دقيقة واحدة قبل أن يصوت بنعم لكل ما يقترحه دونالد ترامب ، وحشر ترامب الحزب الجمهوري ، الذي تحول الى أداة لخوض معركة خاسرة مع معركة الغاء الأصوات ليضمن الفوزعلى بايدن في زاوية لا خلاص منها ، اذ ربط بين عدم تمكن الحزب من الغاء الأصوات ” كي ينجح ” ، بترشيح نفسه لدورة 2024 ، ولم يعارضه أحد ( على الأقل علنا ) ، وراح يكرر الأمر ضمن استراتيجية – كرر ما تريد ليصبح مقبولا لدى الآخرين – أو أمرا واقعا .

‎وفي الوقت الذي كان طاقمه من المحامين غارقا في رفع قضايا قانونية في كل الولايات ولدى المحكمة العليا ( ويخسر الواحدة تلو الاخرى ) ، كان هو منغمسا في أكبر عملية ابتزاز لأثرياء الجمهوريين ، واليهود ليجمع مئات الملايين لتمويل حملته الانتخابية للعام 2024 ، وضمن تقاليد الحزبين في اميركا المرشح الذي يجمع أكبر كمية من المال لتمويل حملته ، هو الذي يرسي الاختيار عليه ، لكن ترامب الذي اعتقل الحزب الجمهوري فرض قراراته دون العودة للحزب ، أوحتى التشاور مع قيادته …. رشح نفسه ، وجمع المال محضرا لمعركته القادمة ، خلال ذلك كان ترامب يركز تركيزا شديدا على ضمان استمرار نفوذه ، ونفوذ قراراته لمدة أربع سنوات دون أن يكون سيد البيت الأبيض ، بل من خارج البيت الأبيض ولكي يضمن ذلك : –

‎قام ، ويقوم باستخدام آخر أيامه لتصعيد حرب العقوبات على من حولهم طيلة فترة حكمه لأعداء ( سواء كانوا سابقا أعداء أو أصدقاء ) ، وذلك ليجعل بايدن غير قادر على ازالة عقوباته حتى لو استخدم السنوات الأربع لفترة ولايته ، وذلك ضمن قاعدة مقامرة معروفة باغراق ومراكمة الصعاب لتخيف خصمك ، وتجعله حذرا في التحدي بشجاعة تحمل الكثير من المخاطر مثلا ايران : –

‎يصعد حتى الآن ترامب من هجماته ، واستفزازه ، وحصاره لايران ، ويحرض حلفاءه “الضروريين لاميركا ” ، لاتباع نهجه ضد ايران بحيث لايتمكن بايدن من اتخاذ قرار جريء بالعودة للاتفاق النووي ، وازالة العقوبات كافة ، وتطبيق ما نص عليه الاتفاق النووي قبل أي حديث مع ايران ، تكتيك ترامب يستهدف ارهاب بايدن ، وبعض الشخصيات المحيطة به كي لايزيلوا عقبة ايران ، التي خلقها ترامب بضربة قاضية لأن مثل هذه الضربة ، هي التي ستقلب الوضع ، وتسحب نفسها على بقية المواقع والميادين تنفيذ الموضوع الايراني يستهدف عرقلة بايدن ، والنخبة من سرعة تحركه ، ويكون باجراء تغيير جذري على سياسة اميركا فقط ، ويبدو مما يسرب وينشر أن ترامب ينجح الى حد كبير في عمليته الارهابية هذه .

‎ثانيا : – ركز من خلال ” الجرو الترامبي ” ، بومبيو على منح اسرائيل أسلحة وذخائر لم تحلم بالحصول عليها مثل ف 22 ، وام القنابل ، والصواريخ النووية المحدودة التأثير ، ويعمل بكل سرعة وجدية لاقامة حلف عسكري تقوده اسرائيل في الخليج لمواجهة ايران ، والاعتداء عليها وعلى حلفائها يريد ترامب أن يجعل من هذا أمرا واقعا بموافقة الأطراف ” عملائه وشركائه ” مما سيجعل بايدن يقف مكتوف اليدين ، لابل قد يجره هذا الحلف الى حرب لايريدها ، ولا تصب في مصلحة الولايات المتحدة ، وبدأ الأمر بالتركيز على اليمن :

‎فترامب يهيء لاعلان الحوثيين تنظيما ارهابيا قبل مغادرة البيت الأبيض ، أي أن تصبح القوات الثورية اليمنية المتصدية للعدوان هدفا للحلف الجديد ، وأقنع حليفه العنصري جونسون بارسال أكثر من عشرين الف ضابط وجندي وخبير وفني للسعودية ، والامارات للقيام بدور في الحرب على اليمن في فترة لايكون ترامب فيها حاكم البيت الأبيض ، وكذلك فان ضمن خطة ترامب تعميق العدوان على سوريا بالاتفاق الجانبي مع تركيا ، واسرائيل ، وحرمان سوريا من نفطها ، ومحاولة تجميد الدعم الروسي العسكري ولهذا تشهد ” التنف ” ، الآن نشاطا عسكريا محموما ، ويقوم اليوم رئيس الأركان المشتركة الاميركي بدراسة الخطط والخرائط مع عفيف كوخاني رئيس أركان اسرائيل .

‎الخطر داهم

‎يدرس في هذه الساحات التي نكتب فيها كل من رئيس أركان اسرائيل ، ورئيس الأركان المشتركة الاميركية التصعيد ، والاغتيالات ، واستخدام الذخائر النووية ، والشبح ف 22 وهناك اثارة لنغمات تبريرية من نوع الكيماوي السوري ، واتهام الحوثيين بتهديد الملاحة في البحر الأحمر ، وضرب وسائل نقل النفط !! ، فضرب ناقلة في جدة لم يكن جديا لقد خدشت الناقلة ، لكن الفبركة كانت كبيرة حول تعطيل الحوثيين لتحميل النفط للغرب ، ويجري العمل بسرعة لتفجير لبنان بعد أن حوصر ، وجوع ، وهربت أمواله ، وبعد أن دعم حلفاء اسرائيل في لبنان من قبل الاسرائيليين بأسلحة ، وخبراء ، وضباط هم الآن على أرض لبنان ويحملون أجهزة معقدة لملاحقة حزب الله ، ولانريد أن نتحدث عن تهريب خلايا داعش النائمة للشمال ولبيروت انهم يخططون لاغتيالات وتفجيرات في ظل حملة على حزب الله ، فحذار ….يجب أن تتحول مواقع المقاومة الى قلاع يمنع دخول الجواسيس لها .

‎ضمن مخطط ترامب : –

‎أن يكلف صديقه نتنياهو باشعال المنطقة تحت غطاء اعلامي خادع سوف يضع بايدن أمام التعقيدات ، التي لن يخرج منها ضمن طريقته المرحلية البطيئة ” حتى بعد سنوات ” ، يريد أن يجعل من سنوات بايدن الأربع سنوات فاسلة ، ويضمن خلالها استمرار سياسته ليأتي في العام 2024 ، وكأنه يكمل ما بدأه بما في ذلك ” انجازاته ” ، في عهد بايدن .

‎لذلك ، فان مواجهة ذلك تتطلب معالجة واعية لمرحلة بايدن في البيت الأبيض ، فالضغط الذي يمارسه ترامب على ادارة بايدن ، ووضعه أمام أمر واقع يجبره على عدم احداث تغيير في المنهج أو الابطاء بالتغيير لايمكن لبايدن أن يتخلص منه الا عبر موقف القوي المتصدي لصفقة ترامب ومخططه ، اذا نظرنا للأمر من زاوية معالجة وضع بايدن لتشجيعه على اتخاذ قرارات تراجعية أساسية ، وملموسة علينا أن نتمسك بصلابة بمواقف محور المقاومة ، وافهام بايدن أنه لن يكون بامكانه التحرك ” حتى في السياسة الداخلية ” ، مالم يتراجع ، ويلغي منهج ترامب وذلك : –

‎- باعادة الولايات المتحدة للاتفاق النووي دون شروط .

‎- رفع العقوبات .

‎- البحث في التعويضات عن خسائر نجمت عن قرارات ترامب .

‎- ملاحقة قتلة سليماني وابو مهدي المهندس .

‎- الغاء قرارات ترامب بشأن ضم الجولان .

‎- الغاء قرارات ترامب بشأن صفقة القرن ، وضم القدس ، والضفة .

‎- اعتبار كافة مستوطنات الضفة غير شرعية ، ويجب الخروج منها . – الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة ، وعاصمتها القدس الشرقية ، وقد تعلن وحدة مع الاردن بعد قيامها .

‎- وقف الحرب على اليمن .

‎- الانسحاب من سوريا .

‎- عدم عرقلة عودة اللاجئين السوريين .

‎- المساهمة في اعادة بناء سوريا .

‎- الانسحاب من العراق ، والافراج عن أموال العراق .

‎- العودة للأمم المتحدة ووكالاتها ، وعلى رأسها محكمة الجنايات ، والاونروا ، واليونيسكو والصحة العالمية ، والسعي الجدي لتطبيق قرارات الأمم المتحدة ، واجبار اسرائيل على تنفيذها .

مقالات ذات صلة