المقالات

حرب سورية محدودة على “إسرائيل” تنقذ النظام

حرب سورية محدودة على “إسرائيل” تنقذ النظام

تشيلو روزنبرغ

الخلاف الاعلامي حول مسألة الغارة الاسرائيلية في سوريا، المزعومة، يجب ان يبقى من نصيب وسائل الاعلام الاجنبية. وسواء كانت التقارير صحيحة ام لا، فان على اسرائيل الرسمية أن تحافظ على ضبط النفس والا تنجر الى تصريحات تبجحية من شأنها أن تورطها.

صمت القدس الرسمية مبارك. هكذا تصرفت حكومات اسرائيل في الماضي وهكذا يجب التصرف الان. واذا كنا لغرض النقاش الاكاديمي فقط سنتبنى موقف وسائل الاعلام الاجنبية والتصريحات التي تأتي من سوريا، لبنان وايران والتي تقول ان سلاح الجو الاسرائيلي هو الذي نفذ الغارة كي يدمر صواريخ مضادة للطائرات متطورة كانت في طريقها الى حزب الله، فان سلاح الجو يستحق الثناء الى جانب جهاز الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي. ويجدر بالذكر ان هذه العملية، مهما كانت ناجعة، لن تمنع سوريا وايران من محاولة تسليح حزب الله مثلما جرى منذ حرب لبنان الثانية وحتى الغارة موضع الحديث.

كما أنه اذا كان صحيحا ادعاء وسائل الاعلام الاجنبية، فان الحديث يدور عن تنفيذ التهديدات التي أطلقتها اسرائيل الرسمية منذ سنين دون أن تنفذها. والان، اثبتت اسرائيل انها قادرة على أن تستخجم ‘الذراع الطويلة’ لها بنجاعة وفي توقيت دقيق على نحو رائع. ماذا ستفعل كيانات الارهاب الثلاثة وهل ستنفذ تهديداتها بالرد على اسرائيل؟ من الصعب ان نتوقع ذلك بيقين. قرأت جيدا تحليلات الخبراء المختلفين وثقتهم بان سوريا، حزب الله وايران لن يردوا وذلك لاسباب داخلية صرفة. ودون أن نحسم الموقف هنا، يجدر بنا أن نترك مجالا للشك وللاستعداد.

ماذا ستفعل الكيانات الارهابية الثلاثة وهي ستنفذ تهديداتها بالرد على اسرائيل؟ من الصعب ان نتوقع ذلك بيقين. التقارير في وسائل الاعلام والتي تقضي بان الجيش الاسرائيلي يتابع عن كثب ما يجري ومستعد لاستباق الخطر تفعل فعلها. والتصريحات الحماسية التي تأتي من سوريا، لبنان وايران لا تشير، بالضرورة الى نوايا هجومية، ولكن محظور على اسرائيل الاعتماد على هذه التقديرات.

الاسد يوجد على شفا الانهيار. صحيح أنه منذ سنتين ونيف يتكرر الادعاء بان الاسد سيسقط قريبا ولم يحصل بعد شيء غير مذبحة رهيبة وفظيعة. ويقال للمتشائمين ان الاسد ليس خارج التاريخ. مصيره حسم وسقوطه سيأتي حتى لو تلبث. وبالذات لهذا السبب على اسرائيل ان تنتبه جيدا من أن يحاول الاسد رص الصفوف تجاه العدو المشترك لكل الفصائل المقاتلة في سوريا. فالمعارضة السورية ليست مؤيدة متحمسة لاسرائيل بل العكس ومن شأن الاسد أن يغرى ويفكر بانه يمكن الخروج من الحصار عليه من خلال عمل ضد اسرائيل يؤدي الى حرب محدودة. وبالنسبة للاسد مثل هذه الحرب جيدة لانها تحدد العدو المشترك. يجدر باسرائيل أن تستعد لذلك جيدا.

حتى لو خاطرنا في تقديراتنا وقررنا بان الاسد لن يستخدم السلاح الكيميائي اذا ما قرر العمل، فان استخدام السلاح الكيميائي تجاه اسرائيل من شأنه أن يؤدي بسوريا الى مصيبة لم يسبق أن شهدتها ابدا. كل الحواجز التي تقف اليوم في وجه اسرائيل ستزول، والضربة على سوريا يمكنها أن تكون فتاكة للغاية. محظور علينا أن يغرينا التفكير بان كل زعماء سوريا غير عقلانيين على نحو ظاهر. ومن غير المستبعد أن حتى ايران ستدفع الاسد الى مغامرة من هذا النوع كي تثبت بان الامور في ايران كالمعتاد، رغم التقارير عن التفجيرات في مفاعلاتها.

منظمة حزب الله ستواصل التسلح. الى جانب ذلك فان نصرالله ايضا يعرف بان كل مخزونات السلاح لن تجلبه الى ما يسميه الخبراء الاسرائيليون بانه ‘سلاح محطم للتعادل’ ويفهم جيدا ما يمكن لاسرائيل أن تفعله حين لا تعود اياديها مكبلة. ينبغي الامل بان يعرف زعماء اسرائيل كيف يردوا بالشكل السليم على كل استفزاز أو رد، اذا ما جاء.

معاريف – 3/2/2013

القدس العربي، لندن، 4/2/2013

مقالات ذات صلة