المقالات

“الامن الاجتماعي”.لسنا مع دعاة جلد النفس

“الامن الاجتماعي” لسنا مع دعاة جلد النفس

غازي الكيلاني

في البدء وقبل كل شيئ لسنا مع دعاة جلد النفس ولا مع تبرير النفس العجزة ، نحن مجتمع كباقي المجتمعات لدينا هموم ومشاكل وأن أختصرنا وذهبنا الى سجلات المخافر سيتبين بالادلة ان الفلسطينين المقيمين في المخيمات لا تتجاوز نسبة الادعاء عليهم ( 1% 0100 ) من باقي المقيمين واللبنانين .. ومع ذلك ولان لنا قضية ووطن مسلوب وصفة لاجئين ضيوف، نتطلع وبالرغم من الفقر والحاجة ،لأن نكون مثال لمجتمع يقدم العبرة والمثل الطيب لباقي الامم .

ولاننا ما تعودنا أن ننحني أمام الصعائب ، ونرفض تبريرالعجز أمام تطلعاتنا .

نتطلع ولنا الحق .. أن نكون أكثر تماسكا وقوة ، أكثر دراية ووعيا ، أكثر رأية وأستشراق .

تصدرت في الآونة الأخيرة ، أحداث كشفت عن خلل يعاني منه واقعنا الاجتماعي وضعف البنية التنظيمية لفصائل العمل الوطني في المخيمات . .. إذ تبدلت حالات من التبديل السلوكي وأخذ أشكالا وصيغاً مختلفة .. باستخدام القوة في إنهاء بعض المشكلات الأسرية أو الاجتماعية ، والذي يعد تحولا اجتماعيا خطيرا في تصرفات تسيئ لتاريخ شعبنا وتؤشر لحالة الضعف والوهن لدى فصائل العمل الوطني في التدخل لمعالجة الاشكاليات الداخلية والتي تورق مجتمع المخيم بالخوف من فقدان قيادة اجتماعية تديرازمات مماثلة .

أن الوقائع تتطلب أن تتدارس النخب الوطنية في مختلف مواقعها مسألة الأمن الاجتماعي .. الذي لا يصنع بالتوجيهات الأخلاقية والمواعظ الاجتماعية فحسب .. وإنما بمشروع اجتماعي متكامل ، ينهي جذور الظواهر الاجتماعية السيئة ، ويؤسس لارضية اجتماعي مناسب لعملية الأمن الاجتماعي ومتطلباته النظرية والعملية .. لافشال كل المخططات التي يحاول من خلالها شياطين الإنس ، ترويج الفساد والانحراف.. والشللية

أن التساهل والتبرير لارضاء النفس العاجزة عن مواجهة الحقائق ، لا يؤدي إلى بناء مجتمع متماسك بل العكس ، سيزيد العابثين قوة تصل الى حد المناعة لديهم . ولتغيب فصائل العمل الوطني مما يعني غياب سنوات النضال وحرق زرع الشهداء في دهاليز مليئة بالعفن والفساد أرضاء لمجموعة متربعة على مملكة الدولار .

مفهوم مهام اللجان الشعبية ” والقوة الأمنية” ولجان المتابعة

أن مفهوم مهام اللجان الشعبية ” والقوة الأمنية” للمخيمات قد قفزعن المفهوم السائد، ويجب أن يتطورمن مفهوم فصائلي إلى مفهوم مجتمعي يرتكزعلى أساس المشاركة المجتمعية بعد ان مضى على تشكيلة اكثر من 43 عام ..

اليوم يجب أن لا يلقى باللوم على الفصائل ولا تترك تتحمل المسئولية وحدها.

وأن لا نقف مكتوفى الأيدى فى انتظار تغييرالاوضاع الأمنية في المنطقة ،او انتظار سلطات الدولة بالسماح واعطاء ترخيص بردع العابثين ، ووضع تشريع يحدد مهام ومسؤوليات وواجبات المجتمع وأستخدامة لعناصرالقوة التي يمتلكها

اليوم الجميع شركاء فى حماية مجتمع المخيم ، باتخاذ خطوات جادة في التعاون والمشاركة البناءة الامساك بقوتنا لتحقيق الأمان في ظل ظروفا عربية ومحلية بالغة الخطورة .

ولأن الأمن هوشعور وهاجس قديم قدم الإنسان ذاته والذي اعتمد على نفسة لحماية نفسة من المخاطر البيئية والبشرية بالاتجاه نحو الاستئناس والعيش مع الآخرين ، للقضاء على الوحدة، لإداكه أن الاتحاد قوة لمواجهة الخوف والخطر.

و لإداكه أن الأمن الفردي لايمكن ان يتحقق دون الانصهار في إطار تجمع بشري يضمن له الأمن والأستقرار. فظهرت الأسرة والعشيرة والقبيلة والبلدة والمخيم والمدينة ثم الدولة فيما بعد انطلاقاً من حاجه الانسان وبدافع الشعور بالطمأنينة وحماية ذاته بكل ماتعنيه كلمة الحماية والأمن بابعادها المختلفة. ولتحقيق ذلك كلفت المجتمعات عدد من أفرادها للعمل على توفير الأمن وحفظ النظام .

فالأمن اليوم وبعد 43 عام ليست القوة وعديد العناصر المسلحة للفصائل والتدريب العسكري على كيفية التخندق لمواجهة النزاعات بين الافراد ، والانتشار لأستعراض قوة الخوذ والهروات ، وتعليق مشانق بالهواء لارهاب النشئ “ولتبرير العجز”.

ولأن أمن المجتمع لا يجزأ ،،

• أصبح بحاجة الى وجود أمن فكري يحقق للفرد الاستقرار والتوازن النفسي ضد اخطار الأمراض وسؤ التغذية و البطالة

• أصبح بحاجة الى أمن ثقافي واعلامي يحمي معتقداته وموروثاته الثقافية وألتزاماتة الوطنية من التأثيرات والافكار المنحرفة والهدامة.

• أصبح بحاجة إلى أمن اقتصادي يحمى مصادر دخله وأمواله من جرائم التزييف والنصب والاحتيال

• أصبح مفهوماً واسعاً يشمل كل جوانب الحياة فلم يعد ذلك المفهوم الضيق والموجه بصورتة (التقليدية)

• أصبح خدمة اجتماعية بين مقدم الخدمة ومحتاجها

• أصبح قوة نظم لمساعدة لافراد والمجتمع

القوة لايمكنها تحقيق الأمن بمفردها مهما توفرت لها الإمكانات المادية والبشريه

1-القوة المجتمعية :: يقع عليها العبء الأكبر في حفظ النظام والأستقرار، بمراقبة سلوك الأفراد ودرجة الضبط بتطبيق النظام والحد من تجاوزات الآخرين وإلى حل الخلافات وفض النزاعات ..قبل أن ترفع إلى السلطة القضائية والاتصال بأولياء أمور الأحداث الذين قاموا بأفعال تخريبية وتبيان المخاطر من ذلك .

ولذلك يجب أن يتوفر لها أحتياجاتها وقدرتها لتحقيق ذلك الامر الذي يتطلب طرح إستراتيجية مناسبة مبنية على أسس علمية تضمن مشاركة فعالة لمؤسسات مجتمع المخيم تكون عونا وحاضنة للقوة المجتمعية في تحقيق رسالتها وأهدافها

ولأن العمل والأداء الأمني هو خدمة اجتماعية متمثلة في مد يد العون والمساعدة للأفراد والمجتمع، وبالتالي فإن العلاقة بين مقدم الخدمة ومحتاجها هي عامل الرضا والقبول حيث يعد اللاجئ الصالح بمثابة الزبون المستفيد من الأنشطة الأمنية فتعمل على ضمه لصفوفها لمحاربة الجريمة والسلوك المنحرف،والبطالة ونشر الوعي والاهتمام بالشباب والمرأة ،مساعدة وإنقاذ وإغاثة ملهوف ونجدة محتاج وحماية قيم ومبادئ وتدخل في حالات الطوارئ، ومساعدة بما تعنيه هذه الكلمة من شمولية متعدده للخدمات الأمنية . بحيث تحكم هذه الأنشطة روح المسئولية الوطنية البحتة فلا فرق بين لاجئ واخر ورجل وامراة وصغير وكبير فالجميع يتمتع بمساواة في الخدمة الأمنية لكونه فلسطينيا .

• الحماية: أمن المخيم المتمثلة في وحدته الاجتماعية ، وفي صيانة النظم وحماية مؤسساته والحافظ على مكتسباته. و كل دعوة إلى الفرقة أو إلى الفتنة، دعوة شيطانية.

• الأمن الاجتماعي (توفر الطمأنينة والرفاهية والتغلب على المرض والجهل والاعتداء)

تحقيق الأمن مسئولية ” القوة المجتمعية ”

يعني استنفار الطاقات المجتمعية متمثلة في الأفراد والجماعات والهيئات والمنظمات والجمعيات والشباب والمرأة. للدعم والمساندة ..

لتحقيق الأمان للجميع، وبجهود الجميع، باعتبار أن مهمة ضبط المجتمع وتوفير الأمن ليست مهمة “القوة الأمنية” وحدها، وإنما هي مهمة المجتمع ككل. .. وبعبارة أخرى ولم يعد الأمن اتفاقا بين الفصائل أو أنه نعمة أسبقها الحق سبحانه وتعالى علينا

المقومات الأساسية:

– التعاون والتآزر،،، وهو يعني تضافرالجهود لتجفيف منابع الشر والقضاء على أسبابه بحشد الطاقات

– الوقاية ،،، لخلق مجتمع قوي ومتماسك، اتصال وتنسيق وتعاون وتكامل ومشاركة في تحمل المسؤولية

– تخطيط ،،، متكامل وسياسة سليمة وتعاون وثيق بين كافة المؤسسات والجمعيات لتوفير مقومات الأمن

– سياسة حكيمة:،، وهي تعني حسن إدارة شئون الناس وهذا يقتضي وضع سياسة ثقافية وتربوية ترسخ مبادئ للخير وتعمق الأخوة.

– رادع ذاتي،،، من خلال الوعي بدءاً من الأسرة والمدرسة والمسجد والهيئات المجتمعية وتحصين أفراد المجتمع لضمان التزامهم بنظم وقيم وضوابط المجتمع وتحفيزهم للمشاركة في تحقيق الأمن

وسائل تحقيق الأمن الاهلي :

– قوة مجتمعية فاعلة ،،، ومستعدة للتدخل ..

– هيئة فاعلة وحاسم،،، تضمن حقوق الجميع وتفصل في الأحكام بسرعة ولجم المخالفين

– توفير الإمكانات المناسبة

– توظيف مناسب للعقوبة

– التوعية الموجهة

القوة المجتمعية :

• ﻟﻀﻤﺎﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤل ﻭﻓﻘﺎﹰ ﻷﺼﻭﻟﻪ ﻭﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺘﻪ، ﺩﻭﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺘﻀﻊ ﺍﻟﻨﻅﻡ ﺍﻟﻭﺍﺠﺏ ﺍﻻﻟﺘﺯﺍﻡ ﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻭﺍﺠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﺔ بالقوة المجتمعية .

أ- مهمات القوة المجتمعية

– ﺼﻴﺎﻨﺔ ﺍﻷﻤﻥ ﻭﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺘﻘـﺩﻴﻡ ﺍﻟﺨـﺩﻤﺎﺕ ﻟﻁﺎﻟﺒﻴﻬﺎ

– ﺇﺼﺩﺍﺭ ﺍﻷﻭﺍﻤﺭ ﻭﺍﻟﻨﻭﺍﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻬﺎ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻁﻭﻋﺎﹰ ﺃﻭ ﻜﺭﻫﺎﹰ ﺘﺤﻘﻴﻘﺎﹰ ﻟﻠﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺎﻡ

– ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺒﺄﻋﻤﺎل ﺍﻟﺤﺭﺍﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻭﺭﻴﺎﺕ ﻭﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﻤﺭﻭﺭ ﻭﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﺒﻭﻫﻴﻥ

– ﺤﻔﻅ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻻﺤﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ وﺍﻟﻤﻨﺎﺴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻭﻁﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﻤﺭﺍﻗﺒﺔ ﻤﻨﺎﻓﺫ المخيم

– ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺭﺩﻉ، ﻟﺘﻭﻓﻴﺭتطبيق النظام وحماية المجتمع ،

– فض ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ، بحسن التصرف ﻭﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺒﺎﻟﻬﺩﻭﺀ ﻭﺍﻟـﺼﺒﺭ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻤـل

– ﺍﻟﺘﺩﺨل ﺍﻟﺤﺎﺴﻡ ﻟﺘﻁﻭﻴﻕ النزاعات

– حل الخلافات قبل أن ترفع إلى السلطة القضائية

ب – قواعد الأخلاق أثناء تأدية الواجب

يقضي الواجب على القوة المكلفة أثناء القيام بواجبها أحترام كرامات الاشخاص، والمساكن ولا سيما في الاستدعاء

 لا يجوز استعمال القوة الا في حالة الضرورية القصوى، وفي الحدود اللازمة لأداء الواجب

 أستعمال الاسلحة النارية يعتبرتدبي أقصى

 الحظر المطلق للتعذيب أو غيرة من ضرب اسائة المعاملة ” أثناء” التوقيف” .

 يمنع على المكلفين من ارتكاب أي فعل افساد الذمة

 السعي الى تحقيق الفاعلية لاحترام كرامات الافراد اثناء تأدية الواجب

 المشاركة في برامج تدريب لاكتساب فهم أفضل لتطبيق النظام وأستيعاب الصدمة

 كفائة الضباط في التحقيق وجمع المعلومات والابلاغ عنها للمعنين

الخطة ،ً

• ما من مجتمع يسعى إلى حماية أبنائة، إلا ويضع التخطيط سياسة له يسير على هديه ويستفيد منه بترتيب الأولويات في ضوء الإمكانات ,والقدرات من خلال التركيز على طاقاتها المتوفرة للتعرف على التهديدات المحتملة والعمل على تفاديها أو التقليل من آثارها. يقصد بالتخطيط الاستراتيجي هو نشاط منظم يركز على تفسير وفهم المتغيرات الداخلية والمحيطة والخارجية وتحديد الاولويات التي تواجه المرحلة ووضع السياسات والبرامج الملائمة للتعامل معها .بأهداف واقعية وقابلة للتنفيذ وملائمة للامكانيات المتاحة مع ضرورة توفر البدائل المرنة والمحافظة على استمرارية

• اطلاق عملية تخطيط لمجتمع المخيم, وتأسيس قاعدة مجتمعية قوية لإنتاج خطة استراتيجية واقعية بمشاركة مجتمعية ،/ نخبة من التربويين والاجتماعيين وممثلي النوادي الشبابية والجمعيات الأهلية المختلفة بالإضافة إلى عدد من المختصين / تنهض ببرنامج وترتيب أولويات الأحتياجات الحقيقية للمخيم .

غازي الكيلاني

g.alkilani@hotmail.com

مقالات ذات صلة