أرشيف المنتدى

فهمي هويدي ودموية مطالبه !

فهمي هويدي ودموية مطالبه !

الكاتب ألأسلامي الكبير فهمي هويدي ، هو ألآخر دخل سباق الرهانات العربية في كيفية حسم الصراع الدموي على ألأرض السورية، فقد رهن قلمه خدمة لقطار ما يسمى الربيع العربي على حساب مصداقيته التي أشتُهر بها ، وإرتضى لها أن تغوص في وحولها ،متنازلا عن موضوعية مُيّز بها منذ سنين ! فهو كاتب إسلامي الرؤية والأنتماء ، وبالتالي لن يخلع عباءة ألأخوان المسلمين حتى وإن كان ثمن ذلك طمس ما في داخله من نزعة العروبة وقوميتها العربية ! فإنتمائه للأخوان المسلمين بدى وأضحا ، بأنه أقوى من كل ما كان يردده عن العروبة وتطلعاتها.. وأكبر من معاداته لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن العربي وقضيته المركزية فلسطين! ولا غرابة في فعله هذا ، فالأكثر منه ثورجة ً السيد خالد مشعل ، لم يتردد عندما ساقته ألأقدار أمام قرار المفاضلة ، من أن ينسلخ عن ماضيه .. مُفضلا َ تحالف ألأخوان على أيْ تحالفاتٍ آخرى!

لا علينا ، فألأمر لم يعد أكثر من قصة تُحكى ودرسٌٌ يُستفاد منه .. في فهم أصالة كاتب كبير كألأستاذ محمد حسين هيكل لا يزال متربعا َ على عرش الصحافة العربية رغم بلوغه سن الثمانين .. في حين يسقط الآخرون عند أول إختبار للتفاضل بين القومية العربية والحركات ألأسلامية ، فترى أقلامهم تُمعن في قتل أحدهم على حساب الآخر !

أما الذي دفعني للكتابة ، هو المقال للكاتب ألأسلامي فهمي هويدي المنشور على الجزيرة نت تحت عنوان – إعتذار إلى الشعب السوري – . ولكي لا نتّهم بالتحريض على كاتب بحجم ألأستاذ فهمي هويدي سنعرض ما جاء في مقاله لنقول الآتي :

هو يقول – ( لا بد أن نقدم إعتذارا ً للشعب السوري على خذلاننا له وتقاعسنا في إعلان التضامن معه )

ونحن نسأل بدورنا – ضد من يُريد أن يتضامن إذا كان بإعتراف العدو والصديق أكثر من 75% من الشعب السوري يقف ويساند قيادته ؟! إذن هو ليس تضامن مع الشعب السوري ، بل هو إصطفاف وتحريض لفئة قليلة مدعومة من الرجعية العربية والغرب ضد غالبية الشعب السوري وقيادته !! بلغة أخرى هو يُحرض السوري على قتل أخيه السوري وإحلال الفوضى وتدمير إستقرار بلده!!

هو يقول – ( طوال الأشهر التي خلت أصبحنا لا نرى في سوريا سوى أنها بلد غارق في دم أبنائه. شوارعها لا تسير فيها سوى جنازات الضحايا ومدرعات القتلة. ومدنها موعودة بالخراب والدمار كلما ارتفع فيها صوت يطالب بالحرية. بل إننا ما عدنا نسمع سوى أزيز الصواريخ والقاذفات واستغاثات المحاصرين المطالبين بوقف المجازر، وهتافات المصرِّين على إسقاط النظام، والداعين إلى أي تدخل عربي أو دولي يكبح جماح غارات التتار الجدد.)

ونحن بدورنا نقول، من الطبيعي أن تقول كل هذا إذا كنت من متابعي التضليل لمحطة الجزيرة وأخواتها ! ولكن دعني أسألك ، إذا كانت هناك أصوات تطالب بإسقاط النظام .. ألم تسمع بالأصوات المؤيدة للنظام وهم ألأكثر! ثم من هو الذي لا يريد الحوار ولماذا لغة الحسم الدموي التي تسوقها رغم الدعوات الكثيرة لطاولة الحوار.. ولماذا لم تجنح للغة دعم الحوار وأنت الكاتب المثقف ولست المقاتل المُرتزق ! ! وكذلك .. من أيّ البنادق ينطلق القتل والرعب .. ومن هم المرتزقة الذين لم تأتي على ذكرهم ومن أدخلهم إلى سورية وموّلهم بالمال والسلاح .. أم تراك عزمت ألأمر لتكون لو إقتضى الأمر واحد منهم ؟!

هو يقول – ( هذه الجريمة المستمرة منذ أحد عشر شهرا لم تحرك شيئا في العالم العربي، الذي اكتفت أغلبيته بمتابعة ما يجرى عبر شاشات التلفزيون، تماما كما يحدث مع أي مسلسل تركي!)

ونحن نقول – كل الذي تحرك في العالم العربي من إعلام ممنهج وتلفيق قرارات وتغيير مواقع .. والجنازات المفبركة والأموات الأحياء ، والأموال التي تهطل كالمطر .. وتسخير الجامعة العربية والأمم المتحدة وتهديد دول كالجزائر وموريتانية .. ، كل هذا برأيك الجليل لا يكفي ؟! من المؤكد أنه لا يكفي فالهدف من إسقاط النظام لم يتحقق بعد ! لذلك نراك تدعوا يا جلالة المثقف العاقل لحشد الطاقات ولدورة جديدة تكون أكثر دموية لعلها تفي بالغرض !!

هو يقول بعد أن يُسهب في تحليل الطرق الممكنة لأسقاط النظام السوري . ( يراهن النظام السوري في الداخل على القبضة الأمنية القوية، وعلى مساندة قطاع عريض من الطائفة العلوية، التي يلوح بها كفزاعة لا تخوف فقط من احتمالات الحرب الأهلية، ولكنها فزاعة أيضا لإزعاج الجارة تركيا التي يزيد فيها عدد العلويين على عشرة ملايين نسمة. وبالمناسبة فإن النظام السوري يستخدم ورقة الأقليات العرقية والدينية ليس فقط للتخويف من بدائله، ولكن أيضا لتحدي الجيران وترهيبهم.)

ونحن نقول ، إذا كان رهان النظام على ما قد ذكرت ، فعلى ماذا جاء رهانك ، على فرنسا وتركيا ومزيدا من دعم المرتزقة .. ثم تدعوا الشعب السوري لمزيد من الصبر على جراحه لأن المسألة ستطول !! هل يُعقل أن لا نقرأ في رهاناتك ولو من باب إبعاد الشبهة الدموية عن طروحاتك ولون ثقافتك ..، ..، دعوة للحوار أو مؤتمر تُدْعى له جميع ألأطراف ؟! أم تراك لا ترى في سورية غير غليون ورفاقه ومجلسه الموقر لقيادة سورية الحديثة !!

هو يقول ، بعد أن يحلل تقاعس الشارع العربي في تأييده للسيد غليون ورفاقه – ( الغائب عن المشهد حتى الآن هو ضغط الشعوب العربية، خصوصا في دولة مثل مصر، التي يفترض فيها الريادة ويتعامل معها الجميع باعتبارها “الشقيقة الكبرى”، الأمر الذي يستدعي السؤال التالي: لماذا لم يحرك شلال الدم المتدفق في سوريا شيئا يذكر في الشارع العربي عامة والمصري خاصة؟ .)

ونحن نقول ، لم يتحرك الشارع العربي المصري ليس كما صورت لنا أمانيك المزعومة ! بل أولا ، لأن ربيعك المزعوم أغرق الشارع المصري بفوضى لا ندري متى الخروج منها وهي بفضل حلفاء ربيعك مرشحة للمزيد . وثانيا َ لأن الشارع المصري أدرك أن ما هو حاصل على الأرض السورية لا يملك عناصر التشابه مع الثورة المصرية ،، وثالثا ً لأن الشعب المصري صادق في عروبته .. ويدرك حجم المؤامرة التي تحاك على ألأرض السورية ! أم تراك أسّقطت من أمامك كل البدائل فإستنجدت بشعب رغم علمك المُسبق بمعرفته لمعنى الثورة الحقيقية والثورة المفبركة !!

وأخيرا وكما هو واضح فقد أعيتك الحلول ، فذهبت لتستنجد بالشعوب العربية لتناصرك أنت وغليون ومجلسه الموقر من أجل خراب سورية وقتل أبنائه !! لكن دعني أطمئنك فإن شعبك العربي لا يملك الوقت للتفكير بكل هذا ليس لأن في ألأمر خطأ أو صواب ، بل نتيجة الفوضى الربيعية الذي أحدثها ربيعك العربي على ألأرض العربية !

ولنا لقاء أبورياض