أرشيف المنتدى

هل أصبح الخطأ بحجم الوطن!

هل أصبح الخطأ بحجم الوطن!

تصريح رئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة المتعلق بالأجتماع المرتقب اليوم، بين وفد إسرائيلي وآخر فلسطيني برعاية أميركية ممثلة بجون كيري وزير الخارجية، بالقرب من البحر الميت تثير المخاوف حول ما يُدبّر في الخفاء للقضية الفلسطينية وعموم المنطقة العربية!

لقد قالها بوضوح رئيس الوزراء الأردني ، بأنه يأمل أن يحدث تقدم بهذا الشأن ( المفاوضات ) ليتم التفرغ للقضايا العربية الأخرى !

بمعنى آخر، ان المشكلة الفلسطينية المستعصية تحول دون تحويل الجهود بإتجاه إما حل القضايا العربية الأخرى، أو في المساهمة في أزمتها. ولأن الكل يعلم أن الأنظمة العربية وخصوصا المرتبطة بالغرب لا تملك قرار فرض الحلول.. بل مهمة التنفيذ ، لذلك وجب الدخول في قراءة تفاصيل ما يعنيه السيد الطراوي عندما ألمح إلى التفرغ للقضايا العربية الأخرى!

هناك ثلاث إحتمالات لا رابع لهما من وراء التفرغ للقضايا العربية الأخرى من بعد ألأجتماع التفاوضي الفلسطيني الأسرائيلي المرتقب تحت الرعاية الأميركية:

الأحتمال الأول:

هو رغبة أميركية في إثبات نجاح ما.. في الشرق الأوسط تقدمه على طاولة (جينف 2) ، بعد سلسلة من الفشل المتواصل بدأ بأفغانستان والعراق مرورا بلبنان وغزة وصولا لأيران وسوريا، مما أتاح للسياسة الروسية للعودة بقوة لم نعهدها من قبل عن طريق البوابة الدمشقية. وهو ما أربك الغرب فكثف الضغط بإتجاه قطر والسعودية وتركيا وإسرائيل لترويض القرار الفلسطيني عبر الضغط على القرار الفتحاوي من جهة .. والأغراء من جهة أخرى لحجر القرار الحمساوي من أجل صقل رؤية فلسطينية مشتركة قادرة على التفاوض مع إسرائيل. وبالتالي إحراز تقدم ما.. قادرعلى تسويق المصداقية الغربية المفقودة عند الشارع العربي الذي أثبت أنه قادر على أن يلعب دورا (الوقود) في مهمة إسقاط النظام في سورية- بعد أن وقفت روسيا والصين حائلا ً دون حصول تدخل عسكري غربي في سورية. مع إدراك أن هذا يتوقف على ما يمكن أن تقدّمه إسرائيل من تنازلات عبر التفاوض مع السلطة الفلسطينية بشقيها الفتحاوي والحمساوي، وهو تنازل لم يعهده الغرب لدى إسرائيل في أن تفعله ولن تفعله. ولكن لا مانع (من وجهة النظر الغربية وبعض الدول العربية) من الدعوة لمسرحية التفاوض إذا كانت ستنجح في تخفيف نقمة الشارع العربي وتأمين سريان ( الوقود البشري ) المطلوب في الحرب على سورية!

الأحتمال الثاني:

إن رئيس الوزراء الأردني يُدرك أبعاد إجتماع (أصدقاء سورية) في العاصمة الأردنية، وبالتالي إرتباطه بشكل لا يقبل الشك في أن يصبح حلقة من حلقات المنافذ القادرة على متابعة الحرب على سورية. وهو موقف تُدرك القيادة الأردنية مخاطره، وكذلك تُدرك مدى الترابط الجغرافي التقافي الأجتماعي بينها وبين القضية الفلسطينية كشعب وكقضية ، وأن أية قرارات خاطئة يرتكبها النظام بحق القضايا العربية الجوهرية كفلسطين وسورية ( عودة للموقف الأردني بالنسبة للحرب على العراق ندرك حساسية الموقف الأردني) سيكون له إنعكاساته السلبية القادرة على زعزعة الثقة بشكل دراماتيكي بين السلطة والشعب الأردني الذي يملك حسا ً وطنيا عاليا ً. وهو ما دفعها أي القيادة الأردنية إلى طلب التدخل الأميركي لعقد هذا اللقاء بين الأسرائيليين والفلسطينيين قرب البحر الميت لأثبات موقفها الأيحابي تجاه قضايا الأمة، وهو ما قد يُساهم في تلطيف الموقف العدائي لدى المواطن الأردني الذي يٍمكن أن يتشكّل من جراء قرارها الأخير ( عبر إستضافتها لمؤتمر أصدقاء سورية ) ودخولها محور الدول التي تساهم في شن الحرب على سورية!

الأحتمال الثالث:

وهي رسالة تصالحية بإتجاه الأخوان المسلمين من قبل النظام . ومفادها أننا قد قبلنا عبر ضغط عربي وغربي لمؤازتكم في الحرب على سورية.. ولكن لحساسية الترابط التاريخي بالقضية الفلسطينية.. لابد من ترتيب البيت الأردني الداخلي عبر تقديم ما يُثبت حسن النوايا لقضايانا المصيرية، وما سعينا لأنجاح اللقاء التفاوضي الفلسطيني الأسرائيلي، إلا خطوة إيجابية قبل أن ننتقل إلى القضايا العربية الأخرى ، والمقصود هنا الحرب على سوريا ولا شيء غير ذلك!

هل أخطأت القيادة الأردنية في موقفها التحالفي العلني مع أعداء سوريا ؟

من وجهة نظري، نعم أخطأت في أن تكون طرفا وممراً للحرب على سورية، رضوخا للضغوطات الغربية والعربية.. وإرضاءً للأخوان المسلمين الذين لن يتعدى دورهم أدوات تنتهي صلاحيتها فور تحقيق حلم الشرق الأوسط الجديد!

والأيام ستثبت أن أولى خطوات مؤامرة قيام الوطن الفلسطيني البديل على الأرض الأردنية، قد حيكت إولى خيوطه، يوم أن أعلن الأردن قبوله الأنضمام إلى حلف أعداء سورية!

وعند السنين القادمة الخبر اليقين..

أبورياض