أرشيف المنتدى

البرزاني والإهتراء العربي!

البرزاني والإهتراء العربي!

لم تنجح كل محاولات من أوجد ابو بكر البغدادي وأدواته الداعشية في تقسيم العالم العربي، لذلك تم إستبداله بالمدعو مسعود البرازاني وأدواته البشمركية لإستكمال المهمة.

من يراقب برودة مسعود البرازاني وهو يمارس لعبة الإنفصال عن العراق يدرك أن مسلسل تقسيم العالم العربي إلى دويلات عرقية وطائفية متواصلة، ويبدو أن البرزاني قد ينجح حيث فشل البغدادي، فالدعم الإسرائيلي العلني للبرزاني والمعارضة الأميركية الغربية الخجولة للتقسيم، ناهيك عن القرار العربي المهترء والغير قادر على المواجهة، كلها تصب لصالح مهمة البرزاني.

أما الدول العربية فهم، قسم يدعم التقسيم وإن من خلف الستار، وقسم رضخ وإستكان بعد أن أخرج العروبة من حساباته الضيقة.. وما تبقى فهو إما مُحاصر أو مُحارب بلا هوادة، وإما خارج الخدمة والصلاحية.

هي حالة غير مسبوقة من التراجع والتخاذل والتواطؤ يعيشها عالمنا العربي. والحقيقة التي لا تقبل الشك بأن كل هذا لم يكن ليحصل لولا المشاركة الفعلية من قبل بعض الدول العربية في ذلك. والغريب أننا لا نسمع عبارات العروبة والتضامن العربي والوحدة العربية من هؤلاء إلا عندما يتعلق الأمر بمعاداة إيران، أو عندما يتطلب الأمر حشد جيوشهم مثلما فعلوا ضد العراق صدام حسين وليبيا القذافي، أو يوم أن تباكوا على عروبة الشعب السوري ثم بعثوا بأدواتهم إليه لينعم بالقتل والدمار والتشرد. حتى الشعب اليمني لم يسلم من أسلحة العروبة المزيفة حتى بات مرض الكوليرا يكاد يفتك بأكثر من مليون يمني!.

أما عندما يُجَابَهون بالسؤال عن دورهم في قضية فلسطين أو ماذا فعلتم يوم تمَّ تقسيم السودان، أو ماذا أنتم فاعلون لمواجهة البرزاني وهو يقوم بتقطيع العراق.. تراهم كالحَمل الوديع لا يتخطون القناعات الإسرائيلية أو الرغبات الأميركية أو التمنيات الغربية!.

يوم قال كاتبنا الكبير الشهد غسان كنفاني مقولته الشهيرة، في روايته العودة إلى حيفا ” لقد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط “، لم يكن يتصور كاتبنا رحمه الله، بأن هذه الأمة لا ترغب حتى في قراءة ماضيها.. ناهيك عن دمارها لحاضرها ورهن مستقبلها بأيد الغرباء.

هي أمة لا همَّ لها سوى كيف تنجح في تبديد خيراتها من أجل التآمر على ذاتها وفي وضح النهار، فكيف لها أن تتصدى للتقطيع الذي يمارسه البرزاني بحق العراق.. عجبي!.

أبورياض