الشتات الفلسطيني

المخيمات الفلسطينية في لبنان: 70% من الطلاب دون تعليم

يقول مدرسون في مدارس «الأونروا» ان «ما يدعو إلى تسرب بعض الأولاد من المدارس هو واقع الإنسان الفلسطيني، وواقع الطالب الفلسطيني الذي يعيش في مخيمات بؤس وظروف اقتصادية صعبة، وبيئة غير ملائمة، وهذا كلّه يؤدي إلى نتائج سلبية في تحصيلهم الدراسي، ما يدعوهم إلى ترك مقاعد الدراسة».

يضيفون: «لا توجد مدارس نموذجيّة تجذب الطالب، ومدارسنا دون المستوى المطلوب، وهي عاجزة عن جذب الطالب، وهناك أيضاً مسؤولية ملقاة على الأهل لجهة عدم اهتمامهم بتثقيف أولادهم. ولا ننسى أنّ التلميذ الفلسطيني لا يجد فرصة عمل بعد تخرّجه، وهذا الأمر يحدّ من تشجيعه على التعلم، فهو لا يجد عملاً حتى لو كان مهندساً أو طبيباً، وهذا عامل محبط للطلاب ولا يشجعهم على التعلم». ويتابعون: «في السابق كانت فرص العمل أوسع أمام الفلسطيني، أمّا الآن فهناك صعوبة بالغة في إيجاد فرصة عمل. ونحن كفلسطينيين أمام كارثة وطنية وليس فقط تعليمية، فهناك أكثر من 70 في المئة من الطلاب من دون تعليم».

ويرى هيثم عبدو، وهو مدير مشروع في «مؤسسة NAPS»، عمل سنتين مع «الأونروا» في دراسة التسرب المدرسي في منطقتي صيدا وصور، أنّ أهم أسباب التسرب هو ضعف التحصيل العلمي بالنسبة إلى 34 في المئة من حالات التسرب، والسبب الآخر هو ترك الدراسة من أجل العمل وإعالة الأسرة وهؤلاء يشكلون 24 في المئة من المتسربين. ويلفت إلى أن «11 في المئة يتركون الدراسة لعدم رغبتهم بها، و10.52 في المئة يتركونها بسبب مشاكل عائلية بين الأب والأم، وكذلك هناك 4.65 في المئة يتجهون إلى التدريب المهني لرغبتهم في العمل، و7.65 في المئة من الفتيات يتوقفن عن التعلّم بسبب زواجهنّ المبكر، وهناك أسباب تتعلق بالأمراض المزمنة التي تعيق الطالب عن متابعة دراسته وهؤلاء نسبتهم 2.63 في المئة».

يضيف: «أي علاج لموضوع التسرب يتعلق بثلاثة محاور: البيت أولاً، والمدرسة ثانياً والطالب نفسه ثالثاً، فلا نستطيع معالجة هذه الظاهرة إلا باجتماع هذه المحاور الثلاثة، وكنا نعالج قضية التسرب من خلال شقين، الشق الأول هو إعادة الطلاب إلى المدارس مع برنامج مخصص لهم كي يستطيعوا اللحاق بزملائهم، والشق الثاني يتمحور حول الطلاب الذين يرفضون نهائياً العودة إلى المدرسة، فنعمل على متابعتهم وتحويلهم إلى التدريب المهني».

ويشير عبدو إلى أنّ «عملنا الأساسي كان التدخل المباشر مع المدارس والتلاميذ والأهل، فكنا نذهب إلى المدرسة لنعرف الطلاب المتسربين، نزورهم في بيوتهم ونملأ استمارة لمعرفة سبب التسرب. ونحن نستكمل المشروع الآن، لكن بطريقة أخرى وهي فقط التدريب المهني، من دون العمل على إعادتهم إلى المدارس.

السفير، بيروت، 19/2/2013
انتصار الدنان

مقالات ذات صلة