الشتات الفلسطيني

مشروع ترفيهي في مخيم عين الحلوة يوفر 300 فرصة عمل

من مؤسسة شُكلت من أبناء المخيم في ألمانيا، تم إنشاء مجمع رياضي، ليكون متنفساً لشباب عين الحلوة الذين يعيشون حالات خوفٍ، وضيق.

منصور عزام من الأشخاص الذين شكلوا مؤسسة أبناء المخيمات الفلسطينية في برلين، وقد لاقت المؤسسة قبولاً وتشجيعاً من أبناء الجالية الفلسطينية في ألمانيا والسويد والدانمرك. وعملت الجمعية على جمع التبرعات من الأشخاص الأعضاء الفلسطينيين، وأقامت عدة مشاريع خدماتية داخل المخيم، فقد قامت بمساعدة خمس حالات مرضية محتاجة في المخيم، كما أمّنت الجمعية معدات طبية، وكراسيَ متحرّكة للمعوقين حركياً، وكذلك أمنت أدوية ومعدات للمرضى الذين لا يستطيعون تأمين الدواء لأنفسهم.

لكن منصور عندما عاد إلى المخيم، الذي يحبه كحبه لفلسطين، لأنه مسقط رأسه، ووجد وضع المخيم مأساويّاً، ووضع أمني مخيف في زواريب وشوارع مقسمة، حاول أن يقوم بعمل يجمع الشباب على جميع انتماءاتهم الفكرية بدون إلغاء الآخر. فكّر بأن يقوم بحماية مئة ألف شخصٍ قد يكونون رهينة فكر شخص أو شخصين، فكر بحماية ثلاثة آلاف طفلٍ مصابين بمرض السكري والبول اللاإرادي جراء الخوف وإطلاق النار داخل الزواريب، وافتعال المشاكل بالمخيم، فجاءت فكرة مجمع منصور عزام الرياضي في منطقة حطين بالمخيم، لأنه تربطه بها علاقة ولادة ومحبة ومودة.

والفكرة راودته عندما كان يجد الشباب جالسين على جوانب الطرق، لا يعملون ولا يجدون منفساً لهم، ما قد يؤدي إلى انتشار آفات اجتماعية، كالمخدرات وغيرها، لذلك فقد رأى أن هذا المكان قد يملأ فراغ الشباب، ويحميهم فكرياً وصحياً. ويعتبر نقل الشباب من الشارع الفوقاني للمخيم إلى منطقة حطين أكثر أمناً لهم. كما يحاول في هذا المجمع أن يعمل على إيجاد أشياء غير موجودة في المخيم، ففي المجمع اليوم يتواجد أكثر من مئتي طفلٍ، فلو كانوا بالشارع ماذا كان سيحدث لهم؟

والشباب اليوم بدل أن يكونوا في الشارع وجدوا لأنفسهم مكاناً آمناً، لأن الشباب الفلسطيني يجب أن يُحمى من كل ما يسيء لهم، ولأنهم لهم الحق بالعيش كما يعيش الآخرون.

وبسؤالنا لبعض الأشخاص الذين يحضر أولادهم إلى المجمع الرياضي الذي يتوافر فيه كل أنواع الرياضات التي يطلبها الشباب من مسبح، إلى ملعبين لكرة القدم، وكرة السلة والستيك، والبينغ بونغ وغيرها. قال جمال عيسى: “أولادي كانوا يذهبون إلى مجمعات رياضية خارج المخيم، ما يكلفهم مادياً أكثر ما يكلفهم داخل المخيم، وحتى أسعار إيجار الملاعب أرخص من خارج المخيم بنسبة 50%”.

كما يوجد في المجمع موقف للسيارات، ومطعم للوجبات السريعة، وصالة للأفراح أنشئت لتخفيف العبء عن الشباب، لأن التوفير قد يساعد الشاب بتجهيز بيته، بخاصة أن حفل الزفاف خارج المخيم يكلف ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف دولار، أما في صالة المجمع فيستطيع الشاب أن يدفع ألف دولار مقابل كل الخدمات المقدمة. كما وفر المجمع أماكن التسلية للشباب، فأحمد الناطور قال: “لقد أوجد المجمع فرصاً للتسلية، حيث نرتاده اليوم، ففي السابق كنا نذهب إلى صيدا مرة أو مرتين، ولم نكن نستطيع البقاء خارج المخيم إلى وقت متأخر، لكننا اليوم نأتي إلى المجمع في أي وقت أردناه، وكذلك أتاح المجال للعديد من الشباب أن لا يكونوا متواجدين على أرصفة شوارع المخيم وعرضة لأي ضرر”.

وأشار سعدو رباح إلى أن الشباب داخل المخيم، المخيم الذي عدد سكانه ثمانون ألف نسمة، يُضاف إليهم اللبنانيون الذين يقطنون الباركسات، والنازحون الفلسطينيون والسوريون، يحتاجون إلى متنفس، ومكان للتسلية، كي لا يقعوا في المحظور، فهذا المجمع كان المتنفس لهم.

ويقول سامر الحاج أحد العاملين في المجمع: “كنت أعمل في شركة في صيدا، وكان المبلغ ضئيلاً، وكنت أتكلف مصاريف النقل وغيرها من احتياجات خاصة، لكنني عندما وجدت عملاً داخل المخيم سعيت إليه، لأنه يوفر عليّ الوقت والمصاريف، وبالإضافة إلى ذلك فقد وفر المجمع فرص عمل للعديد من شبان المخيم”.

أما عبد الله شهاب المشرف على المجمع فقال: “عندي عشرة أولاد، وأعيش أنا وأسرتي من عملي في هذا المجمع، كما أن اليد العاملة التي عملت في هذا المجمع كانت جميعها من المخيم، وقد عمل فيه ما يزيد على ثلاثمائة عامل من أهل المخيم وكذلك من النازحين من سوريا، بالإضافة إلى كل ذلك فإن جزءاً من أرباح المجمع يخصص لمساعدة الحالات المرضية داخل المخيم للأشخاص الذين هم بحاجة للمساعدة”.

مقالات ذات صلة