الشتات الفلسطيني

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل!!

نزوح قسري أجبرهم على مغادرة منازلهم عنوة، ودفعهم إلى الرحيل إلى دولة أخرى غريبة عنهم، ولم يبقِ لهم خيارًا سوى “السكن” في غرف مظلمة مهجورة منذ سنين، أو البقاء في خيام مكشوفة السماء والأرض، أو النوم على الطرقات أملاً بأن ترقّ القلوب لحالهم.

إنهم الفلسطينيون النازحون من المخيمات الفلسطينية في سوريا إلى مخيمات لبنان، الذين لم يجدوا لهم مأوى غير بعض الخيام التي جرفتها سيول الأمطار، وبعض الغرف المهجورة الموحشة المظلمة واللاصحية ليسكنوا فيها، ويبدؤوا رحلة المعاناة من جديد.. “معاناة نازح”.

“وكالة القدس للأنباء” تفتح هذا الملف القاسي لتطلع الكثيرين على حياة النازحين الإنسانية الصعبة التي يعيشونها، فجالت بين تجمعاتهم، وزارت “غرفهم” الموحشة.

يقول محمد الطنجي، وهو نازح فلسطيني من مخيمات سوريا، وأبٌ لخمسة أبناء، لـ “وكالة القدس للأنباء”: ” لم أجد سوى هذه الغرفة المعتمة اللاصحية، الخالية من جميع مقومات العيش ومتطلباته، فالرطوبة مرتفعة، والحشرات منتشرة، والجرذان تجول في أرجائها، وليست هذه المصيبة فحسب، فالأمرُ أمرُّ من ذلك، لأنَّ لديَّ طفلا عمره 11 عامًا مصابًا بشلل نصفي وتخدش في النخاع الشوكي وتشوهٍ في ثماني فقرات قطنية في العامود الفقري، ما سبب له عجزًا في الحركة منذ ولادته، وما زاد الطين بلة هو النزوح القسري، والوضع الاقتصادي، والسكن الذي لا يليق لأحد أن يقطنه، خاصةً أنه بحاجة إلى عملية زرع أوتار لرجليه ليتمكن من مدَّهم أثناء النوم، وبحاجة لإصلاح الكلى التي تعاني من خلل يتسبب بالتهاب المثانة المصابة أصلاً، لذلك أدعوا الأونروا والمؤسسات الخيرية وأصحاب الأيادي البيضاء إلى المساعدة وتأمين فرشة ماء سريعة وعربة للتنقل عليها، والمساعدة في دفع تكاليف العملية”.

العينا: “الأونروا” تتحمّل المسؤولية

أما مسؤوال العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي، الحاج شكيب العينا، فقد أكد لـ “وكالة القدس للأنباء” أن “الأونروا ومؤسساتها الطبية هي المسؤولة قانونيًا عن حالة المريض، وندعوها إلى عدم التهرب من واجباتها، وعدم التنصل من مسؤولياتها تجاه النازحين واللاجئين على حدٍّ سواء، من أجل تخفيف المعاناة عن الأسر الفقيرة التي نزحت وتركت منازلها قسرًا”.

المقدح: للمساعدة العاجلة

أما أمين سر اللجان الشعبية في مخيمات صيدا، أبو بسام المقدح، فقد زار أسرة محمد، واطلع على ظروفها الصعبة والمريرة، وطالب الأونروا بإرسال مندوبين عنها للقيام بمساعدة الأسرة بشكل عاجل، وتأمين العيش الكريم لها.

ودعا المقدح، عبر “وكالة القدس للأنباء”، المؤسسات الاجتماعية والصحية، والفصائل الفلسطينية، والقوى الوطنية والإسلامية، إلى مد يد العون، وبشكل عاجل.

وماذا بعد؟!

فقرٌ أجبرهم على طلب المساعدة، والتي هي بالأساس مسؤولية الأونروا، ومرض زاد الطين بلة فوضعهم بين أمرين أحلاهما مرُّ: نزوح مرير إلى سكن غريب!! ومرض لم يجد له الفقر حلاًّ، ويبقى السؤال: هل سيبقى حال المريض كسابقيه، لا تأتيه المساعدة إلا بعد أن تتخذ منه وسائل الإعلام سلعة للحصول على سبقٍ صحفي، أم أن الحال سيتغير؟ وإلى متى ستستمر “الأونروا” في التنصل من مسؤولية هي وُجدت من أجلها؟

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل

نزوح وفقر ومرض.. ولا معيل

مقالات ذات صلة