الشتات الفلسطيني

حزب الشعب الفلسطيني في البقاع يوقد الشعلة الثالثة والثلاثين لإعادة تأسيسه

رقم صعوبة الطقس والبرد القارس وتساقط الثلوج والأمطار،أبت جماهير مخيم الجليل في البقاع،إلا أن تشارك منظمة حزب الشعب الفلسطيني في بإحياء الذكرى الـ 33 لإعادة التأسيس،حيث شارك في اللقاء الوطني الذي أقيم أمام مكتب الحزب،ممثلي القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية،بالإضافة لممثلي اللجان والإتحادات والمؤسسات والجمعيات الأهلية والشعبية والنقابية،اللبنانية والفلسطينية،وحشد غفير من أبناء شعبنا في البقاع،وتخلل اللقاء كلمة للحزب ألقاها الرفيق سليمان الفيومي سكرتير المنظمة في البقاع وعضو لجنة الإقليم للحزب في لبنان،وهذا نص ما جاء فيها:-

أرحب بكم وبمشاركتكم معنا إحياء الذكرى 33 لإعادة تأسيس حزبنا حزب الشعب الفلسطيني،هذه المناسبة المجيدة التي نحييها ونجدد بإحياءها عهدنا للشهداء الذين أسسوا هذا الحزب ورسموا فيه المبادئ والقواعد الكفاحية التي تمتاز بالصدق والأخلاق والإخلاص للشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية.

نحي هذه المناسبة المجيدة لنقول فيها لشهداء الحزب “إن على العهد باقون “وأن بذرة النضال التي بذرتموها في واحة من واحات النضال الوطني الفلسطيني،أنبتت سنابل من الرجال الأشداء الذين قاوموا الإحتلال والإستيطان الصهيوني بكل ما يملكون من قوة وإمكانيات،ولازالوا مصممين على المضي قدماً في مسيرة الكفاح إلى جانب كافة القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية الفلسطينية،مع كل المخلصين حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا الفلسطيني المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، لشهداء الحزب وفي مقدمتهم القادة :بشير البرغوثي ،سليمان النجاب ،معين بسيسو،فؤاد رزق،ابو العطا،المبحوح،خليل ابو جيش،عمر عوض الله ،ولشهداء الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية :ابو جهاد الوزير ،ابو علي مصطفى ،ابو العباس،الشيخ الجليل أحمد ياسين،فتحي الشقاقي،جهاد جبريل ،زهير محسن،ابو عدنان قيس،طلعت يعقوب،سمير غوشة،عبد الرحيم احمد الف تحية وسلام وإلى روح الشهيد الخالد الرئيس ياسر عرفات كل المجد .

وكذلك نوجه التحية إلى شهداء المقاومة الوطنية والإسلامية اللبنانية وعلى سبيل الذكر لا الحصر :القائد المعلم وليد جنبلاط،جورج حاوي،سماحة السيد عباس الموسوي،بلال فحص ،سناء محيدلي ،وكل الشهداء الذين سقطوا على درب وأرض فلسطين لروحهم وقفة إجلال وإكبار.

كما أن التحيات لا تكتمل بدونهم أولئك الذين يصنعون مصابح الحرية بإرادتهم وعزيمتهم وصمودهم وعنفوانهم وتحديهم لجلاديهم وسجانيهم،أولئك الأبطال الأسرى والمعتقلين القابعون خلف قضبان المعتقلات وسجون الإحتلال الصهيوني الغاشم،وفي مقدمتهم رفيقنا باسم الخندقجي عضو الجنة المركزية المحكوم بأربعة مؤبدات .

ايها الأخوة والرفاق

تطل الذكرى المجيدة علينا هذا العام في وقت تشهد منطقتنا العربية حالة من عدم الإستقرار والإضطراب بسبب الحروب التي تسحق بين رحاها ارواح الأبرياء،وتستنزف كل الطاقات والإمكانيات والثروات التي كان من المفترض أن توضع في المعركة الكبرة،معركة اقتلاع العدو الصهيوني الإسرائيلي من أرضنا العربية،واسترجاع حقوق شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العرية المسلوبة منذ أكثر من ستة عقود،هذا الحروب التي أرادوها لنا أعدائنا،بالتعاون مع بعض ملوك وحكام الأنظمة العربية الرجعية التي تبرعت بالمقاولة لحسابهم،مقابل ثمن زهيد جداً، وهو أستمرار بقائهم وأحفادهم جاثمين على صدور شعوبهم حتى لو بالإستجارة والإستقواء بقوة الغرب العسكرية.

إن تمزيق المنطقة العربية وتقسيمها،وضرب جيوشها وتشتيت جهود شعوبها،واستنزاف ثرواتها فضلاً عن تحولها إلى ساحة إحتراب عالمية وإقليمية،لا يخدم سوى العدو الصهيوني،المتمرد على الشرعية الدولية والذي يضع نفسه فوق قوانينها وأعرافها،ضارباً بعرض الحائط بكل القرارات التي صدرت وتصدر دعماً لحقوق شعبنا الفلسطيني،وتدعو لإنهاء الإحتلال والإستيطان عن كافة الإراضي التي احتلها في العام 1967 بما فيها القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ،وتدعوا أيضاً للسماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ارضهم التي هجروا منها قسراً في العام 1948.ولا يقف العدو الصهيوني عند هذا الحد،فيواصل توسيع استيطانه،وتهويد القدس،وعزل القرى والبلدات والمدن عن بعضها البعض بجدار العزل العنصري،وارتكاب المجازر بعدوان يتكرر بين الحين والأخر على أهلنا في قطاع غزة،ويستمر في عمليات الإعتقال لمناضلين ومناضلات فلسطينيين ليس لشيئ إلا لأنهم يرفضون التعايش والإستسلام لإحتلاله وسرقة الأراضي ونهب ثروات وخيرات شعبنا،وتناصره بهذه السياسية العدوانية الإرهابية الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي بأنها تحارب الإرهاب وتدعوا إلى الوقوف خلفها في حلف عالمي لمواجهة الإرهاب،فيما أنها من تصنع وترعى وتمول الإرهاب وتخلق أدواته،ثم تنقلب عليه فتجمع العالم بكل مؤسساته وقدراته العسكرية والسياسية والإقتصادية من حولها لمحاربته،والشواهد الحديثة لازالت ماثلة أمامنا،وكل ذلك فقط لتستمر بالسيطرة والتفرد بقيادة العالم ونهب ثرواته والتحكم بمصير ومستقبل الشعوب،فنجدها تقف بكل ثقلها في المؤسسات الدولية خاصة في مجلس الأمن،داعمة للعدو الصهيوني،فتستخدم كل نفوذها وإمكانياتها وضغوطها وجبروتها لإفشال أي قرار أو مشروع يتعارض مع مصلحة إسرائيل،حيث كانت أخر هذه الممارسات إفشالها لمشروع القرار العربي الذي تقدم إلى مجلس الأمن لإنها الإحتلال عن الإراضي التي احتلالها في العام 1967،أراضي الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس،والتي تم الإعتراف بها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة .

ايها الاخوة والرفاق

إن هذه الواقع المرير يضع على عاتق فصائل العمل الوطني والإسلامي مسؤولية كبيره،ويضعها أيضاً أمام تحديات كبرى،وفي مقدمة هذه التحديات استكمال ومواصلة المعركة الدولية من أجل حشد الإرادة الدولية خلف الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني،والسعي لإستصدار المزيد من القرارات الدولية الداعمة للشعب الفلسطيني،خاصة قرار اعتبار الاراضي الفلسطينية المحتلة هي أراضي دولة محتلة،ينطبق عليها كافة القوانين التي تحرم وتجرم إحتلال دولة لدولة أخرى عضو في الأمم المتحدة.

إن التوجه نحو الأمم المتحدة وكذلك إنضمام فلسطين للمواثيق الدولية والمعاهدات تمكننا من فضح قادة الإحتلال وجرائهم وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان،وهذا يمهد الطريق أمام تقديمهم للمحاكم الدولية،باعتبارهم مجرمي حرب،كما يسهم ذلك بمزيد من عزل إسرائيل دولياً ويجعلها دولة منبوذة في العالم.

ولكن حتى يتحقق ذلك فإن هذا يتطلب بالدرجة الأولى إنهاء الإنقسام الشنيع واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية واستعادة معها الأمل المفقود لدى العديد من أبناء شعبنا،خاصة أهلنا في قطاع غزة الذين دمرت منازلهم بالعدوان الصهيوني الأخير والذين لا يمكن أن يغفروا أو يسامحوا على بقاء الإنقسام مهما كانت مسبباته وأهدافه.

إن مسيرة النضال الوطني الفلسطيني تحتاج إلى التوافق على إستراتيجية وطنية فلسطينية،يلتف حولها كافة القوى الوطنية والإسلامية وكافة فئات الشعب الفلسطيني،تحفظ بالدرجة الأولى الوحدة الوطنية وتضمن عدم تكرار الإنقسام في الصف الوطني،وتمنع تقرير مصير أي من أراضي الوطن بمعزل عن مصير الوطن بأكمله،كما تحفظ الشراكة الوطنية في قيادة المسيرة والمصير ،وتجمع بشكل خلاق بين الحقوق الإجتماعية الديمقراطية والنضال الوطني التحرري الفلسطيني .

نحتاج إلى إستراتيجية تضغ مسألة تعزيز صمود شعبنا وتفعيل المقاومة الشعبية والمقاطعة في سلم الأولويات الكفاحية،بالإعتماد والرهان على شعبنا وقدرته واصراره على مواصلة النضال والتصدي للإحتلال والإستيطان،بحيث يتم الجمع بين الإرادة الوطنية في مواجهة الإحتلال والإستيطان وبين الدعم والحشد الدولي خلف المعركة الدبلوماسية التي يخوضها شعبنا للخلاص من الإحتلال ونيل حريته واستقلاله وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتحقيق العودة للاجئين وفق القرار الدولي 194.

أيها الأخوة والرفاق

بالمرور سريعاً على وضعنا في لبنان،أخذين بعين الإعتبار جملة التعقيدات التي يشهدها لبنان بسبب ما يجري في المنطقة من حروب تدمي القلوب،وكذلك الإنعكاسات التي تلقي بظلالها على وضعنا الفلسطيني ووضغ مخيماتنا في لبنان،نؤكد على أن لا بد من الإستمرار بالإلتزام بالموقف الفلسطيني المركزي والذي أتخذ من موقع الحياد الإيجابي للعنصر الفلسطيني عن التجاذبات والصراعات الداخلية اللبنانية مصلحة مشتركة للقضية الفلسطينية ولوحدة لبنان والحفاظ على أمن واستقراره ووحدة أراضيه وسلمه الأهلي.

وبهذا السياق فإننا نرفض التعرض لمخيماتنا ،ومحاولة إظهارها من بعض وسائل الإعلام وكأنها جزر أو بؤر أمنية خارجة عن القانون اللبناني،وندعوا الجهات الرسمية اللبنانية المختصة للقيام بواجباتها ومسؤولياتها تجهاه هذه الإستهدافات المغرضة والتي لا تريد لشعبنا خير ولا للبنان استقراراً.

كما نؤكد على حرصنا وحرص كافة القوى الفلسطينية على استقرار المخيمات والحفاظ عليها ومنع انزلاقها او إدخالها في الصراعات الجانبية،والتمسك بوجهتها نحو العدو الواحد وهو العدو الإسرائيلي الصهيوني .

كما ندعوا الأخوة اللبنانيين بكل أطيافهم السياسية والعقائدية،للتصدي لمؤامرة زرع الفتنة في لبنان،والتي يسعى لها أعداء لبنان وفي مقدمتهم العدو الصهيوني،وذلك بنبذ الفرقة وتوحيد الصف عبر إنجاح مسيرة الحوار الوطني الجارية بين تيار المستقبل وحزب الله،وتوسيعها لتطال كافة الإتجاهات السياسية لترسيخ الإستقرار والحفاظ على وحدة لبنان.

ويما يخص وكالة الانروا،فإننا في حزب الشعب ا لفلسطيني ندعوا إدارتها في لبنان،إلى إعادة النظر بقرار وقف العمل في برنامج الطوارئ الذي كان معمول به في مخيم نهر البارد والمتعلق بالإغاثة والطبابة والإيجارات لأبناء المخيم النازحين الذين لازالوا ينتظرون إستكمال إعمار منازلهم.وهنا فإننا نعتبر المسؤولية الأولى في السعي لتأمين الأموال اللازمة لاستكمال ما تبقى لإعمار المخيم تقع على الأنروا ولا نعفي مسؤولية الدولة اللبنانية التي أطلقت الوعد بإعادة الإعمار بعد الإنتهاء من المتطرفين الذين احتلوا المخيم واتخذوه رهينة في مواجهة الجيش اللبناني.

كما إننا نرفض قرار الأنروا الذي حرم ما لا يقل عن سبعمائة عائلة من برنامج المساعدات المالية الشهرية لاخواننا النازحين من سوريا إلى لبنان،ونطالبها بالعدول عن هذا القرار الظالم،وندعو كافة الفصائل واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني للتصدي بحزم لهذا القرار والضغط على الأنروا لزيادة تقديماتها لهم لكي يتمكنوا من العيش بكرامة إلى أن يتمكنوا من العودة الآمنة إلى مخيماتهم في سوريا.

وفي الختام اتقدم منكم بالشكر الجزيل على مشاركتكم لنا احتفالاتنا بالذكرى الثالثة والثلاثين لإعادة التأسيس.

وختم اللقاء الوطني بإقاد الشعلة من قبل قيادة الحزب وقيادة العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني واللبناني في البقاع.

مقالات ذات صلة