الشتات الفلسطيني

عبد العال || طوبى لمن يمنح الروح لوطن أغلى من الروح

رأى مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان الرفيق مروان عبد العال في ما يحدث في فلسطين صدمة إيجابية تخترق التفكير النمطي السائد، وتحدٍ سياسي جديد سيتجاوز من لا يدركه، وملاحظاً أننا قلّما نتلقى صدمة إيجابية تُحدث مثل هذا الاختراق في التفكير لدى الإدارة السياسية الفلسطينية بكل مكوناتها، والتي عانت من متلازمة العجز واليأس والإكتئاب في الآونة الأخيرة.

جاء ذلك في حلقة نقاش عقدت تضامناً مع الانتفاضة الفلسطينية، دعت إليها جريدة “الثبات” حول سُبل دعم الانتفاضة وإسنادها حتى تحقيق أهدافها، وقد عُقدت الحلقة في مركز “حركة الأمة” في بيروت، بحضور رئيس “الحركة” الشيخ د. عبد الناصر الجبري، فيما شارك في النقاش مثقفون وصحافيون فلسطينيون، وممثلو عدد من الفصائل الفلسطينية في لبنان.

ما تقوله الانتفاضة بحسب عبد العال، هو إن فلسطين أكبر من الفصائل، وحدود الوطن أوسع من أفق السلطة، ودور الفصائل أن يكون بحجم الهدف الوطني الجامع، وليس الفئوي الضيق وان لا تكتفي بالتصفيق للفعل البطولي، بل تقوم بالفعل البطولي المطلوب، أن تحميها قولاً وممارسة وأن ترتفع الى مستوى دماء الشهداء، بالوفاء الأكبر عبر إنهاء مسخرة الانقسام الفلسطيني المخزي.

وقال: من يريدها أن تستمر عليه أن يمنع استخدامها أو تعليبها والمساومة عليها وإعادتها إلى بيت الطاعة، وكي تنتصر تحتاج منّا وحدتنا من دون قيود، الوحدة الوطنية الآن الآن وليس غداً .

واستطرد عبد العال ملاحظاً أن الإنكار الإيجابي للانتماء التنظيمي هو عامل مقوٍ للانتفاضة، ينبغي أن لا يكون ذلك تصادماً مع بنيتها الشعبية، أو انكاراً سلبياً، فهذا الجيل ليس نكرة، بل هو من نسغ فلسطين الحقيقية والابن البار لتاريخنا الوطني الكفاحي وليس غريباً عنه، هؤلاء شباب السكاكين وقبلهم كان أطفال الحجارة ولا ننسى أشبال (الآر بي جي)، لكن لهذا الجيل سماته وتجربته وخصوصيته التي قد يتخطى فيها سلبيات الفصائل وينقل اتجاه التنافس المصلحي السلبي إلى التنافس الإيجابي في تصويب التناقض الرئيسي مع الاحتلال، ويصبح درجة التقييم ليس للراتب والرتبة والمنصب، بل ان الأفضلية لمن هو في قلب الدائرة الكفاحية القادر على التضحية بالنفس، وفي وسط بحر الجماهير وليس في المزاحمة الشكلية على من يقف في الصف الأول.

وأضاف عبد العال، إن المطالبة بتجديد حقيقي للشرعية؛ مصدرها الشرعية الكفاحية قبل صناديق الاقتراع بمعنى أن المقاوم هو من يقرر ويفرض الوقائع المتجددة في الواقع الفلسطيني كله، إلى مستوى أن تستولد الانتفاضة فيها قيادات جديدة للنضال الوطني الفلسطيني.

وتطرّق إلى ما وصفه بالإبداع الفردي الذي تحول إلى نسق جماعي ويومي وتميّز به أداء الجيل الجديد الذي يمثل نموذجاً فريداً وكبيراً في دلالاته وأهميته، درس في العطاء الذي قل نظيره، جيل جديد يعيد ترميم الوطنية الفلسطينية عندما يمنح الروح من أجل ما يستحق الروح، طوبى لمن يمنح الروح لوطن أغلى من الروح.

ودعا عبد العال إلى تشكيل قيادة وطنية عملية موحدة للانتفاضة، تجمع كافة القوى التي تريد الانخراط في استراتيجية عمل الانتفاضة الشعبية بطابعها المدني من جهة وعمل المقاوم العنفي المسلح من جهة أخرى ورؤية سياسية وطنية جديدة تستعيد الذات الوطنية إلى المواجهة.

المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بيروت لبنان

28/10/2015

مقالات ذات صلة