المقالات

اتفاق إعلان المبادئ أوسلو في ذكراه العشرين

اتفاق إعلان المبادئ أوسلو في ذكراه العشرين

اسم الكاتب : عبد الرحيم ملوح

تاريخ إدراج المقال : 2013-09-17

في الثالث عشر من أيلول / سبتمبر الحالي يكون قد مضى على اتفاق أوسلو أو إعلان المبادئ عشرون عاماً . وها نحن ندخل العام الحادي والعشرين من عمر هذا الاتفاق المشئوم والذي كان يجب أن ينتهي العمل به عام 1999 . وفقا لاتفاق أوسلو 2 . ووفقاً لما اتفق عليه في حينه . وفي هذه الأيام نحيي الذكرى الواحدة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا الذي أقدم عليها شارون وزير الدفاع الإسرائيلي في حينه .

وللأسف الشديد أنه جرى تحميل الاتفاق الكثير ، من قبل الطرف الفلسطيني ، مثل تقسيم مناطق الاحتلال الإسرائيلي والتي هي بالأساس مناطق الدولة الفلسطينية إلى A – B – C كل هذا حسب المفاوضين في حينه من أجل التسهيل على القيادة الإسرائيلية بالقبول به وتطبيقه لاحقاً .

وقد ذكر ايتان هابر في صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية وترجمته ونشرته صحيفة القدس في يوم 16/9/2013 ، أي بعد مرور عشرين عاماً على اتفاق أوسلو / أو إعلان المبادئ ، وإيتان هابر عمل سابقاً مديراً لمكتب شريك سلام الشجعان كما حلا للبعض تسميته اسحق رابين حيث قال : ” ليس في الاتفاق كلمة أو نصف كلمة عن ” دولة فلسطين ” أو ” دولتين لشعبين ” كما اقترح نتنياهو ” . وأضاف ” وكانت النية الإسرائيلية هي : ” إعطاء أسنان ” للسلطة الفلسطينية ” التي قامت كي تخدم ، شكراً للرب ، الإدارة المدنية الإسرائيلية ” . وأضاف : ” هذا الاتفاق كان ينبغي له أن يكون اليوم الحلم الرطب والمبتعد للمستوطنين ، ولكنه هو وهم لم يعودوا هناك ” . ” العرب يقتلون العرب والشعب الإسرائيلي في نشوى ، نحن نعيش اللحظة ” ، … إلخ ” وسفينة تبحر على نحو جميل بين جبال الجليل أما إلى الشاطئ فلا تصل . ”

إن من يقرأ كل ما كتبه ايتان في يديعوت أحرنوت يصل لاستنتاج بأنه مع اتفاق إعلان المبادئ / أوسلو ، لأنه يخدم الاحتلال الإسرائيلي ولأنه كان لاعباً رئيسياً به . ففي عام 1999 اتفقت القوى السياسية جميعاً وكان الاجتماع برئاسة المرحوم صخر حبش عضو اللجنة المركزية لفتح في حينه على شيء أساسي وهو ضرورة الإعلان على بسط سيادة دولة فلسطين على كامل حدود 1967 ومطالبة المجتمع الدولي بدعم هذا التوجه سياسياً وعملياً . وسافر الرئيس الشهيد ياسر عرفات لعدة دول عربية وعالمية لتسويق هذا الموقف وبعضها قابل رؤسائها في مطار البلد المعني وعاد إلى هنا بضرورة المزيد من المفاوضات حول هذا الموضوع . وذهب بعدها إلى كامب ديفيد 2 وعاد للوطن هنا لأنهم أرادوا دفعه لمزيد من التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني وقال جملته المشهورة : ” اتبعوني لتسير في جنازتي ” . حيث سبق له أن قال في أكثر من مناسبة بما في ذلك في خطابه يوم عودته إلى فلسطين : ” كل لديه ملاحظات حول اتفاق أوسلو وأنا أقول لهم بأن لي أكثر منهم على هذا الاتفاق ” .

إن اتفاق إعلان المبادئ / أوسلو وما تبعه وتلاه من اتفاقات ، ومن ممارسات للاحتلال ، واستيطان وحصار ، واعتقالات لا زالت مستمرة حتى الآن وربما غداً يتطلب منا جميعاً:

أولاً : إنهاء الانقسام الذي يعشش بين غزة والضفة ، فمن يريد مجابهة الاحتلال باعتباره التناقض الأساس. عليه أن ينهي هذا الانقسام أولاً .

ثانياً : وقف التفاوض الجاري مع الاحتلال . فالاحتلال يريد من هذا التفاوض شيئاً أساسياً هو أن يفعل ما يريد ، وعلى من يمثل الفلسطينيين التفاوض فقط .

ثالثاً : علينا العمل بمحورين أساسيين هما : (1) المقاومة بكل أشكالها باعتبارها حقاً لشعبنا ، فكل شعب يقع تحت الاحتلال له مثل هذا الحق وفق الشرعية الدولية وقوانينها. (2) التحرك السياسي دولياً وفي المقدمة باتجاه محكمة روما ومحكمة لاهاي لمحاكمة إسرائيل وشخوصها على جرائم ، خاصة أننا في وضع دولي يسمح لنا بذلك منذ 29/11/2012.

رابعاً : وقف كل أشكال التنسيق مع الاحتلال ، وبخاصة التنسيق الأمني ، فإسرائيل لا تقيم وزناً إلى لهذا وهذا فقط . لأننا بهذا نعطي لإسرائيل أن أمنها حصان من السلطة الفلسطينية وهي محتلة لأرض الفلسطينيين جميعاً .

إننا ندعو الجميع لاعتماد هذا التوجه من اجل فلسطين وشعبها ، من أجل ارض فلسطين والمهجرين على أيدي الصهاينة منها . ومرة أخرى نقول أن من يريد خل التناقض الأساسي عليه مواجهة الاحتلال أولاً.

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

17/9/2013

مقالات ذات صلة