المقالات

امارة سيناء بين شريعة الله وشريعة السياسية

امارة سيناء

بين شريعة الله وشريعة السياسية

المستشار : عماد العيسى

ان الذي يجري في سيناء هذه الايام يجعلنا نفكر ونتسائل ما هذا الجنون ؟ ولماذا نشاهد هذا الذبح والقتل وبشكل بربري ؟ وما المقصود ؟ ومن المقصود ؟ اسئلة كثيرة تتبادر الى اذهان الناس , كل الناس ولكن دعونا نبدء من الشريعة الاسلامية لنرى ان كانت تدعوا لهذا القتل والاجرام بكل انواعه وتحديدآ ما يجري في امارة سيناء , وإنه لمن المؤسف حقًا ومن المحزن حقًا، أن يسمع المسلم عن قتل نفس مسلمة على أيدي آثمة وأنفس شريرة مجرمة تسفك دم مسلم، بأسم الاسلام ، مما لا شك فيه انها جريمة شنيعة كريهة بغيضة تمارس هذه الايام على مد النظر في الوطن العربي السليب , ترتعد منها الفرائص وتنخلع لها القلوب، والمشكلة الكبرى انهم يعلمون ما يفعلون بالنسبة للقتل والذبح والتشويه والتقطيع وأكل القلوب والاكباد والفساد في الارض بأسم

الاسلام ولن اخوض في هذا الموضوع كثيرأ ولكن يكفي هذه الآية : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) . ويعرفون ان الله سبحانه في علاه قد وضع عقوبات واضحة من الله لا لبس فيها وهي الغضب واللعنة والعذاب العظيم وجهنم التي يخلد فيها ,وهناك الكثير من الآيات التي تحرم القتل للمسلم وغير المسلم , بل الانسان ككل ولكن لا يتسع المقام هنا لأجراء ذلك البحث رغم عظمته ولكن يمكن ان نتممه في بحث خاص ولكن دعونا نستمع الى الحبيب المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام ماذا يقول في ذلك. ففي حجَّة الوداع قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام : أيُّها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلَّغت؟ اللهمَّ فاشهد» (متفق عليه).وهذا الحديث لا يحتاج الى علماء للتفسير فالحرمة واضحة وليست بحاجة الى نقاش ومن هنا يتضح للمتابع ان الاسلام براء من كل هذه الجرائم التي ترتكب في سوريا والعراق ومصر هذه الايام اذا فالشريعة الاسلامية لا تجيز ولا بأي شكل من الاشكال هذه الجرائم …………

اما على المستوى السياسي فالموضوع اخطر من ذلك والخطورة تكمن انهم يستخدمون الشريعة الاسلامية كغطاء لمخططات غربية صهيونية تقسيمية لا يستفيد منها الا العدو الصهيوني والكارثة اننا كمسلمين نحن الوقود لكل هذه المؤمرات فننفذ بأيدينا والدماء اسلامية , وحتى التغطية المالية واللوجستية ايضآ اسلامية ( ليس المقصود الاسلام , بل من يرفعون راية الاسلام ) والمشكلة الاكبر اننا نقرأ ما يريد الغرب ان يفعل من تقسيم وقتل وتشريد ورغم ذلك ننفذ تلك المشاريع الاجرامية وبكل هدؤ , اذا لم يكن محبة , وقبل ان نتحدث عن تلك المشاريع المعروفة والمنشورة لا بد لي من مقدمة صغيرة جدا بهذا الموضوع , فأنني مقتنع كما انتم مقتنعين ان الهدف الاول من كل ما يجري في مصر بشكل عام وسيناء بشكل خاص , هو تقسيم مصر العروبه بل تفتيتها من الداخل اولا لذلك نراهم يلعبون على الوتر الطائفي من جهة بين المسلمين والاقباط وبين السنة والشيعة من جهة رغم ان الشيعة قليلة جدا جدا بالجمهورية المصرية , واليوم بين السنة والسنة وتحديدآ ما يمثله تيار القاعدة ممثلآ ببعض الجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها الدولة الاسلامية والجماعة الاسلامية وجند الله وجماعة انصار بيت المقدس والتي بايعت داعش مؤخرآ , على المستوى الدولي فمن المعلوم ان هناك وثائق عدة بهذا الخصوص ولكن الاشهر بينها ما كشفه تقرير سري للغاية صادر عن جلسة خاصة للكونغرس الامريكي عقد عام 2013 جاء فيه :

من خلال تفريغ لنص الشهادة السرية لوزيرة الخارجية الأمريكية وقتها هيلارى كلينتون، أمام الكونجرس بشأن الوضع فى مصر.

قالت «كلينتون» فى شهادتها الرسمية: «كان كل شىء على ما يرام وجيدًا للغاية، وفجأة قامت ثوره 30 يونيو فى مصر وكل شىء تغير فى خلال 72 ساعة، كنا على اتفاق مع إخوان مصر على إعلان الدولة الاسلامية فى سيناء وانضمام حلايب وشلاتين إلى السودان، وفتح الحدود مع ليبيا من جهة هضبة السلوم، كما تم الاتفاق على إعلان الدولة الإسلامية فى سيناءيوم 5 يونيو 2013، وكنا ننتظر هذا الإعلان رسميًا، لكى نعترف نحن ودول الاتحاد الأوروبى بهذه الدولة فورًا».

وأضافت «هيلارى»: «كنت قد زرت 112 دولة حول العالم من أجل شرح الموقف الأمريكى مما يحدث فى مصر، وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء على الاعتراف بالدولة الإسلامية حال إعلانها بشكل رسمى، وفجأة تحطم كل شىء أمام أعيننا بدون سابق إنذار»!

وواصلت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة اعترافاتها قائلة: «فكرنا فى استخدام القوة، ولكن مصر ليست سوريا أو ليبيا، فالجيش المصرى قوى للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده أبدًا، وعندما حركنا بعض قطع الأسطول الأمريكى نحو الإسكندرية ازداد التفاف الشعب المصرى حول جيشه، وتحركت كل من الصين وروسيا رافضة هذا الوضع، فعادت قطع الأسطول أدراجها للمياه الدولية، وإلى الآن لا نعرف كيف نتعامل مع مصر وجيشها. فإذا استخدمنا القوة ضدها خسرنا وإذا تركناها وشأنها خسرنا، إنه وضع سياسى فى غاية الصعوبة، فمصر هى قلب العالم العربى

والإسلامى، انتهت السيدة هيلاري ………..وهنا السؤال الا يكفي ان نعرف منهم ماذا يخططون ؟

تقرير سري آخر ساستند اليه وهو ما كشف عبر موقع روسى عن تقرير أمريكى «سرى» صادم بشأن خطة تحركات واشنطن بعد فشل مخطط إقامة «دولة الخلافة» فى سيناء العام الماضى، وقبيل إقرار الدستور الجديد فى مصر وإجراء الانتخابات الرئاسية الأخيرة لتعطيل «خارطة الطريق».

وتحت عنوان «روسيا تكشف عن تقرير سرى أمريكى»، تم الكشف عن خطة باراك أوباما لإقحام الجيش المصرى فى حرب أهلية لضرورة الإطاحة بالمشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع وقتها، يبدأ التقرير الأمريكى بالقول: «إذا لم يجد المصريون المبرر والسبب ليقتل بعضهم بعضًا، فإن علينا -أى الإدارة الأمريكية- أن نُوجد هذا السبب».

وأضاف التقرير قائلًا: «إن هدفنا الرئيسى هو دفع الجيش المصرى والشعب المصرى إلى قتال بعضهم البعض قبل عام 2015، لأنه إذا بقى الوضع كما هو الآن فى مصر فإننا سنواجه عبدالناصر جديدًا فى المنطقة، ولكن فى هذه المرة سيكون السيسى مدعومًا من دول النفط الخليجية

اذا هناك عدة اهداف اولها واهمها كما جاء في المخطط الشيطاني :

تفتيت الجيش المصرى» بافتعال ما يُدخله فى مواجهة مع شعبه، وهو ما سيؤدى إلى تفتيته فى أقل من 10 شهور، وفق الطموح الأمريكى الهادف لخدمة إسرائيل فى المقام الأول.

من الملفت ايضا انهم وضعوا سيناريوهات عديدة من أجل إحداث مواجهات بين الشعوب والجيوش فى المنطقة لمدة «750» يومًا متلاحقة أى حوالى عامين، قبل تقسيم كل دول المنطقة العربية «العراق، سوريا، مصر، السودان، السعودية» إلى دويلات صغيرة بحجم قطر والبحرين والكويت.

وتراهن واشنطن ، على تحقيق نجاحات متتالية فى فترة زمنية قصيرة، والسبب هو الانقسامات الأيديولوجية والعرقية والثقافية والطائفية المتجذرة فى منطقتنا.

وبات واضحآ ان المخطط يقضي بتقسيم كل المنطقة الى دويلات صغيرة علوية , او كردية , ومسيحية , ودرزية , ناهيك عن البقية الباقية بعد هذا الحديث المبسط في الشريعة الاسلامية والشريعة السياسية نستخلص بعض الامور الاساسية الهامه وهي :

1 : المطلوب ضرب الجيش المصري من الداخل وايجاد صدام مباشر مع الشعب .

2 : ايجاد امارة اسلامية في سيناء تكون قادرة على حماية الحدود مع العدو المنسي ( اسرائيل ) وتكون قادرة على فرض التقسيم في مصر ليشمل العديد من منها , حلايب والاقباط الذين سيكونون ملزمين بهذا لحماية انفسهم .

3 : تحقيق الحلم الصهيوني ( دولة صهيونية من الفرات الى النيل ) .

4 : والاهم شيطنة الفلسطيني ليكون عدوآ وليس حليفآ في ذلك المخطط لأن الفلسطيني عامل مساعد على الوحدة والقوة في مصر وليس العكس , ومن هنا يجب التحذير بشكل جدي من خطورة الانجرار الى ذلك المخطط ان كان من الفلسطيني او المصري وهو مطلوب من المصري اولا .

مع الاشارة الى ان المشروع كان يقضي كما قلنا باعلان امارة اسلامية تحت مسمى الدولة الاسلامية في سيناء بدل ان يعلن عنها في سوريا والعراق , ولكن ما جرى بتاريخ 30 يونيو 2013 وتلك الجموع الغفيرة من الشعب المصري اجبرت الامريكي ومن معه على تغيير ذلك المشروع ولكن بشكل مؤقت …..

ويجب ان يعمل وبكل قوة على ما يلي :

1 : يجب على جميع مكونات الشعب المصري الالتفاف حول القيادة وتحديدآ الجيش , لأنه الوحيد القادر على افشال هذه المخططات .

2 : العمل على محاورة الاخوان المسلمين على قاعدة حاوروهم بالحسنى وخاصة لانهم مكون اساسي على الصعيد الشعبي ويجب ان يعرفوا ان مصر هي الهدف الاساسي لمخططات التفتيت والشرذمة .

3 : والاهم كما قلت العمل على اعادة البوصلة الى مكانها الصحيح وهو فلسطين لأنها الوحيدة القادرة على جمع الامة الاسلامية والعربية , ويجب انهاء موضوع معبر رفح ضمن اتفاق مصري فلسطيني رسمي بين الحكومتين لقطع دابر الفتنه بينهما , والعمل على ايقاف البرامج الفتنوية عبر الاعلام , بل والتنسيق بشكل كامل بين غزة والقاهرة فالشعب الفلسطيني في غزة يعتبر نفسه مدافع اول عن وحدة مصر العروبة ……….

مقالات ذات صلة