العيادة الطبية

تعرف على الإدراك البصري والحسي عند الطفل خطوة بخطوة!

ربما لا يعرف الكثيرون أن الطفل لا يستطيع أن يرى العالم بشكل جيد وتكتمل عنده الرؤية إلا في العام الثاني، فالأمر يبدأ تدريجياً ثم يتطور، ولكن أغلب التطورات تحدث له في العام الأول.

وهنا خطوة بخطوة نحاول أن نفهم ما يجري، ما الذي يحدث منذ الولادة إلى أن يكمل الطفل العامين الأولين من حياته.

في لحظة الولادة تكون الرؤية عند الطفل بما مقداره 12 إلى 25 درجة أقل من مستوى رؤية الكبار للأشياء من حولهم، فالمعالم لا تبدو واضحة للطفل أو جلية.

وفي الشهر الأول لا تكون قرنية العين بالقوة التي تمكنها من تمييز الألوان.

أما في الشهر الثاني، فإن بؤبؤ العين يكون صغيراً لا يسمح بامتصاص الكثير من الضوء لتصبح الرؤية واضحة فالأشياء تبدو معتمة، حيث معروف أنه كلما زاد الضوء الممتص اتضحت الصور.

أما في الشهر الثالث، فالأطفال يبدأون في تمييز الوجوه بشكل أوضح، حيث لأول مرة يكون للطفل أن يرى وجه أمه وأبيه من حيث اتضاح العينين والفم والأنف، وهذا لا يكون ممكناً في السابق.

في الشهر الرابع تتضاعف الرؤية لتكون أكثر حدة ودقة عمّا قبل.

في الشهر الخامس تكون عضلات العينين قد قويت، ويتعمق مع ذلك الإدراك البصري.

في الشهر السادس يكون الدماغ والعينان قد تكاملا معا، في تشكيل صور ثلاثية الأبعاد للعالم، وهو لم يحصل من قبل. أي الانتقال من الصور ثنائية الأبعاد إلى الثلاثية.

في الشهر السابع يبدأ الأطفال في تتبع ومتابعة حركة الأشياء، أو الأشياء المتحركة، أي الانتقال من التجسيم إلى الحركة، كأن يراقب كرة تتنطط حوله.

في الشهر الثامن، يعمل الحبو على تطوير التناسق بين اليد والعين في تمييز الأشياء. فأثناء عملية الحبو يبدو الطفل في تلمس الأشياء أثناء رؤيتها وتمييزها.

في الشهر التاسع، يكون تناسق واتساق اليد والعين في العمل معا قد بلغ مرحلة تتيح للطفل أن يقبض على الأشياء ويتحكم فيها أو يلاعبها أو يخربها إلخ.. أي ينتقل الإحساس من مجرد الرؤية واللمس إلى التحكم في الأشياء من حول الطفل.

في الشهر العاشر تكون الرؤية قوية جدا، بحيث يكون للطفل أن يميز المسافات أو الأبعاد وهي مهارة إضافية لم تكن موجودة سابقا، أي الانتقال من حيز التعامل المباشر مع الأشياء إلى تمييز المسافة التي يقع عندها الشيء، بعيد.. قريب.. ومن ثم أكثر دقة من ذلك.

في الشهرين 11 و12 مع دقة أكثر في رؤية العالم، يبدأ الطفل في حب الاستطلاع لفهم الأشياء والعالم من حوله.

ولابد أن يمر عام كامل حتى تكون الأمور أكثر عمقا ويصبح الإدراك البصري والحسي عند الطفل قد ارتقى تماما.

عماد البليك

مقالات ذات صلة