المقالات

بيان قيادة فتح ضد الشعبية || رمتني بدائها وانسلت

بيان قيادة فتح ضد الشعبية: رمتني بدائها وانسلت

هاجمت قيادة فتح في بيانها يوم 14/4 الماضي الشعبية بعبارات مفادها بأن هناك فئة من الشعبية مأجورة أحرقت صورة الرئيس عباس وأوعزت بإلغاء فعالية وطنيون لإنهاء الانقسام التي ترأسها الرفيق مجدلاوي وتآمرت مع حماس ضد المشروع الوطني … وطالبت قيادة الشعبية باستنكار تصرفات هذه الفئة!!.

أمر قيادة فتح عجيب غريب، تقرر ارسال وفد للتعزية بوفاة الحاكم الصهيوني المحتل للضفة الفلسطينية بافتخار، بل إن أمرها أكثر من ذلك حين تدمر بسياساتها الأوسلوية الكارثية المدمرة للقضية الفلسطينية برمتها والتي كان أبشعها تصريح قيادتها مؤخراً باعتزاز بأنهم فككوا اكثر من 200 عملية ضد النظام العنصري الصهيوني وصادورا السكاكين البدائية من أكثر 70 طفل، ثم وفي نفس الوقت تتهم الشعبية في ذلك وهو ما ينطبق عليه الحكمة العربية ( رمتها بدائها وانسلت) !!!!

 الدكتور يوسف عبد الحق
الدكتور يوسف عبد الحق

وثالثة الأثافي أن تصوت باسم فلسطين في الجامعة العربية على أن حزب الله المقاوم حركة ارهابية وفي نفس الوقت الذي تعترف فيه بالأبارتهايد الاسرائيلي الاستعماري وتفاوضه تنسق معه أمنياً منذ ربع قرن علماً أنه يمثل منبع الإرهاب العالمي منذ أكثر من قرن من الزمان !!!!

ومما يستخف بالعقل إلى درجة (عنزة ولو طارت) أن تعيد تشغيل الاسطوانة المشروخة باتهام كل معارض لهذه القيادة بالتعاون مع هذا النظام أو ذاك كما كانت تفعل سابقاً باتهام الشعبية بأنها عميلة للنظام السوري، وهي اليوم تكرر ذاتها بأن الشعبية تتعاون مع حماس ضدها بل هي توعز لحماس بالتصدي للمشروع الوطني! وكأن حماس طفل صغير لا أيدولوجية ولا برنامج لها، بالرغم من أن الشعبية ليل نهار تتصدى لممارسات قيادة حماس وقيادة فتح القمعية وكذلك لأيدولوجية حماس في أسلمة النظام الفلسطيني والتي تجسدت حديثاً في بيانها ضد إرعاب اطفال المدارس من خلال كابوس التوبة!!!!!

ثم يتمادى استهبال العقل الفلسطيني المجرب حين تقول قيادة فتح أن ذلك يقوم به فئة مأجورة من الشعبية وذلك بهدف اثارة الفتنة داخل الشعبية مع أن القاصي والداني يعلم أن الشعبية أكثر حزب فلسطيني منضبط في مواقفه وسلوكيات أعضاءه وهو الحزب الفلسطيني الوحيد الذي يُسائل قياداته بمن فيهم أعضاء المكتب السياسي.

أما فزاعة حرق صورة الرئيس فيبدو أن قيادة فتح لم تنفتح بعد على المنهجية الديمقراطية في العالم الحديث، ذلك أن حرق صور الرئيس أي رئيس ليس أكثر من تعبير حركي رمزي عن رفض سياساته، بل أن المنهجية الديمقراطية اليوم تتيح للمعارضة باتهام الرئيس بأنه مثلاً ( يقايض الدم مقابل النفط) كما حدث في المسيرات العارمة ضد الرئيس بوش في حربه العدوانية ضد العراق.

وإذا كان مثل هذا الشعار مقبول في قيادة فتح، أنصح قيادة الشعبية باستبدال حرق صور الرئيس بشعار مثلاً (سيدي الرئيس: لا للكراسي بدل الشهداء) فهل ذلك مقبول يا قيادة فتح !!!!!!

د. يوسف عبد الحق

18 أبريل, 2016

مقالات ذات صلة