المقالات

رسالة الى القوى الإسلامية في عين الحلوة

اعتبر أمين سر القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة الشيخ جمال خطاب أن “المقاومة الإسلامية استطاعت ان تحرز انجازات هامة في جنوب لبنان ضد العدو الصهيوني اما اليوم فان هذه الانجازات تراجعت تراجعا كبيرا، بل خسرت ذلك الرصيد الذي حصلته طيلة السنوات الماضية”.

وقال: “اننا نربأ ان يستمر هذا الخطأ وأن تستمر هذه الوجهة بأن نبعث شبابنا وان نجعل واجبنا الجهادي في الوقوف الى جانب الذين ظلموا شعوبهم وقهروها واضطهدوها، فان الوقوف الى جانب الظالمين خسارة للدين والدنيا، وان كل شاب يسقط من جنوب لبنان في سوريا، وكل شاب نخسره في هذه المعركة الخاسرة هذا يفرح عدونا الغاصب لأرض فلسطين ويشمت أعداء الأمة .

وأضاف خطاب خلال رعايته نشاطا بمناسبة ذكرى النكبة أقيم في مخيم عين الحلوة الى أن “اليوم تنحرف البوصلة فإذا اقتتال المسلمين والعرب يتحول الى غير هذه الوجهة فبدلا من أن يكون في قتال العدو الصهيوني إذا به يتحول الى قتال بين المسلمين”.

وقال: “في ذكرى نكبة فلسطين نذكر بان كافة الجبهات يجب ان تفتح، ولا تفتح فتحا سياسيا وإنما يكون فتحا حقيقيا، هذه الجبهات التي صدأت من طول جمودها، يجب ان تفتح هذه الجبهات في مصر وسوريا ولبنان والأردن حتى تتحرر فلسطين باذن الله”.

انتهى كلام الشيخ جمال خطاب الناطق باسم القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة.

بقلم نضال حمد
بقلم نضال حمد

من حيث المبدأ الكلام عن أن الجهاد الحقيقي فقط في فلسطين صحيح 100%. وعن السلاح صدأ .. وللأسف فان سلاح الآخرين ومنهم سلاح البعض في مخيم عين الحلوة لم يصدأ لأنه يستخدم فقط في الاغتيالات و الاشتباكات والمعارك الجانبية بين الفلسطينيين أنفسهم. هذه التي أودت لغاية اليوم بحيوات مئات الشباب في المخيم.

أخي الشيخ جمال خطاب

لماذا لم نسمع هذا الكلام عن التدخلات في سورية من قبل تدخل حزب الله؟

ومنذ استباح المجاهدون الإسلاميين بمختلف توجههم الجهادي وهم من أهل ( السُنة) سورية؟.

انتم تعرفون كذلك ان هناك شباب مضلل من المخيم (عين الحلوة) حيث تقيمون ذهبوا وقَتلوا وقُتلوا هناك. كان بإمكان القوى الإسلامية في المخيم منعهم ووضعهم عند حدهم لو أرادت ذلك ولكنها للأسف لم تفعل ذلك ويبدو أنها لم تفكر مطلقا بمنع ذلك.

هل التصريح بعد إعلان حزب الله دخوله المعركة له معاني سياسية أم مذهبية؟ ..

خاصة انه يأتي بعد فتاوى القرضاوي وهيئة علماء المسلمين في لبنان.. مما يعني ضمن ما يعنيه أن هناك على ما يبدو شبه إجماع ووحدة بين القوى الإسلامية السنية اللبنانية و الفلسطينية على الإفصاح عن موقفها الحقيقي بالنسبة لما يجري في سورية. واعتقد أن حرق ورفض مجموعة من اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات سورية للمساعدات التي قدمتها المقاومة الإسلامية أي حزب الله للنازحين مؤخرا في مخيم عين الحلوة، كان عملا مدبرا ومخططا له من قبل بعض الجماعات الإسلامية في المخيم ويعتبر انسجاما مع هذا الموقف الصادر عنكم اليوم.

هل القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة أسست من أجل الجهاد في سبيل تحرير فلسطين؟

إذا كان الجواب نعم فلماذا لم تقم بآي عمل ضد الاحتلال الصهيوني منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثين عاما وحتى يومنا هذا.؟

وهل الجهاد في فلسطين وعبر الحدود العربية يستوجب إذنا من أي كان؟

فالذين جاهدوا ويجاهدون في العراق وسورية وليبيا وأفغانستان بإمكانهم لو أرادوا أن يجاهدوا في فلسطين من كل الجبهات. وبالذات الآن حيث الحدود مستباحة والجولان مفتوح لذلك سواء أرادت السلطة السورية أم لم ترد. مع العلم أنها صرحت مؤخرا وبعد الغارة الصهيونية على دمشق التي صفق لها وفرح لأجلها العديد من الإسلاميين والمعارضين السوريين ومؤيديهم من العرب والمسلمين، بأنها تفتح الجبهة لمن يريد القتال والجهاد من هناك في سبيل فلسطين.

وبما أن آلاف المجاهدين الإسلاميين موجودون الآن في سورية بإمكانهم توجيه سلاحهم نحو الصهاينة. والمنطق يقول ذلك. فقتل المسلم للمسلم حرام وكلاهما في النار.

إذا كنتم توافقون مع القرضاوي والعرعور والغريفي وغيرهم أن النصيريين وهو يقصد “الشيعة” و”العلويين” اشد كفرا من اليهود فهذه ام المصائب. وهذا يعني أنكم توافقون قول القرضاوي بأنكم انتم أيضا كنتم مخدوعين بحزب الله وهو “حزب الشياطين” كما قال عنه شيخ الفتنة في بلاد العرب والمسلمين.

يجب ان نتفهم ان حزب المقاومة تدخل مجبرا في معركة القصير بعدما تبين وأصبح واضحا أن التنسيق بين المعارضة السورية المسلحة والسياسية مع الكيان الصهيوني يستهدفه هو بالذات كما استهدف حق العودة عبر تشريد واستباحة مخيمات الفلسطينيين في سورية وقبلها في العراق. وان الذين يحتلون القصير لم يخفوا عداءهم للحزب وتهديداتهم بضربه وضرب و قطع خطوط إمداده من سورية. والحزب يا سيدي لن ينتظرهم حتى يهاجمونه في معاقله بلبنان. لذا نراه يقاتل في القصير لتأمين نفسه وتأمين خطوط إمداده وتسليحه. وقطع الطريق على من يفكر بمهاجمته.

نحو ثلاث سنوات مرت على التدخل الفض للقوى الإسلامية السنية المجاهدة في سورية لم يثر ذلك علماء السنة ومشايخهم ولم يحرك فيهم النخوة، ليخرج منهم من ينادي بان القتال في سورية ليس جهادا بل انتحارا. نستثني طبعا بعض المشايخ ومن هؤلاء الشيخ ماهر حمود في صيدا وهو صديقكم وحليفكم في وقت سابق، وكذلك شيح الأقصى أبو عرفة.

كان الأجدر بالقوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة أن تعالج مسالة محلية من حيث الأهمية لسكان المخيم تعتبر اهم من موضوع تدخل حزب الله في سورية. وأن تلتفت الى معاناة أهل المخيم مع فوضى السلاح والمسلحين الذين يستبيحون المخيم منذ سنوات طويلة، غير آبهين بالمخيم ولا بحياة الناس والسكان هناك. ففي كل مرة تخرج مجموعة صغيرة تقول أنها مجاهدة لتجاهد بحيوات أهل المخيم وبأمنهم وممتلكاتهم.

هل هكذا يكون الجهاد المقدس بنشر الفوضى ولغة السلاح والقتل في مخيم عين الحلوة؟

إن الجهاد الحقيقي هذه الأيام يجب أن يتركز في مخيم عين الحلوة حيث يجب وضع حد للفوضى وللسلاح التخريبي المدمر الذي يحصد حيوات الناس وممتلكاتهم وأمنهم ويثير حالة من الذعر الهلع والنزوح بين السكان المحليين وبين إخوتهم النازحين من جحيم المعارك في سورية. لانه من المعيب على سكان المخيم وقواه السياسية سواء الوطنية أو الإسلامية أن يتعايشوا مع الفوضى والاشتباكات والقتل والاغتيالات ورمي القنابل يوميا في زواريب وحارات عين الحلوة. فالسلاح الفلسطيني للأسف منذ ما بعد انتشار الجيش اللبناني سنة 1991، وحصاره وإغلاقه للمخيمات الفلسطينية في لبنان، والتعامل مع سكانها بعنصرية وكأنهم هم العدو وليس الصهاينة. هذا السلاح الفوضوي الذي لا يعرف من هو عدوه الحقيقي يجد من يحميه ويصونه في المخيم.

إن الوحدة بين المسلمين وحقن دماءهم في هذه الأيام العجاف أصبحت مطلبا بعيد المنال لان الأنظمة والقوى التي تتحكم بهم غير معنية حقيقة بذلك. وكل ما في الأمر بيانات وتصريحات من هنا وهناك لا تحل المشكلة ولا تبحث عن حلول لها بل تزيد الوضع تعقيدا والأزمة تأزما والانقسام انقساما والفرقة فرقة والصراع صراعا.

* مدير موقع الصفصاف
نضال حمد

مقالات ذات صلة