المقالات

في مدريد من جديد -نضال حمد

يعز عليّ أن أزور مدريد ولا ألتقي فيها بالمستشرق الكبير الراحل بيدرو مارتينث مونتافيث. (إن تمكنت سأقوم بزيارة ضريحه ووضع وردة عربية فلسطينية فوق قبره، لأبلغه أيضاً تحيات صديقي الروائي والأديب الفلسطيني الكبير، الراحل رشاد أبوشاور، الذي أوصاني بذلك قبل وفاته بسنوات…).
تعرفت إلى بيدرو ماتينيث مونتافيت في أيار – مايو سنة ٢٠٠٩، في ندوة جمعتنا بفرع العلوم السياسية في جامعة مدريد، بدعوة من الصديقة العزيزة المناضلة الأممية الدكتورة ماريا دياز، أستاذة العلوم السياسية في الكلية المذكورة وصديقة فلسطين الكبيرة، التي أدارت الندوة باقتدار وكان الحبيب جمال حلاوة (النابلسي – الطليطلي) أخي وصديقي، هو الذي ترجم لي من الأسبانية للعربية والعكس. وما كان كل ذاك الحضور البهيّ ليتم ويكون لولا الكبير شأنا وقيمة أخي وصديقي ورفيقي ماجد الدبسي (ميغيل) …
أحببت رحلتي المدريدية سنة ٢٠٠٩ لأنني تعرفت فيها على أصدقاء جميلين وعلى مجموعة من الأطباء الفلسطينيين الجميلين. مع انها كانت رحلة حزينة في جزء منها بسبب معاناة ومرض فوفاة أحد أصدقاءنا من كبار الحضور الفلسطيني في مدريد واسبانيا، الراحل أبو سفاح (الخطيب)، الذي كان يعاني بشدة من مرض عضال أودى بحياته.
يوم السبت القادم أي بعد ثلاثة أيام سوف يعقد في مدريد مؤتمر اتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا، الذي أسسناه قبل ٢٠ سنة ونيّف وبنيناه وقُدناه وربيناه كما ربينا أطفالنا. سوف يعقد بغياب أحبة وأصدقاء شاركوا في تأسيسه وتمتين حضوره إلى أن افترقنا لسبب أو آخر، سياسي وتنظيمي وربما غير ذلك.
شخصياً أتذكر الجميع واحترمهم وأقول دائماً فلسطين تجمعنا على ثابتها ولكنها تفرقنا إن غابت الثوابت عن عملنا.
يوم السبت ١٥ نوفمبر سوف نتذكر رفاقنا وإخوتنا وأصدقاؤنا الذين غادروا عالمنا ورحلوا إلى عالم آخر، تاركين لنا متابعة حمل الرسالة والمشعل. نتألم لغيابهم وعدم حضورهم ونتمنى أن تكون أرواحهم معنا برفقة الملائكة، تحلق في سماء مدريد وفي قاعة المؤتمر لتساهم في انجاحه وتأكيد حضوره الأوروبي – الفلسطيني.
في هذا اليوم أتذكر الرفاق والأصدقاء والأخوة الذين ترجلوا على طريق العودة:
خالد أيوب من ألمانيا، اعتقد أنه كان أول المتوفين وكانت تلك أول صدمة لنا جميعاً.
أبو الرائد ومحمود أبو هنطش وعبد الرؤوف أبو خريبي – الدنمارك
د جورج نقولا وسعيد الخضراء – النمسا
سمير الهنشل – هولندا
علي نابولي – ايطاليا
والدكتور راضي الشعيبي – برشلونة – الرئيس السابق للاتحاد وآخر المُتوفين والمُترجلين.
إذا نسيت ذكر أسماء آخرين فليعذروني واعذروني انتم كذلك.
وبمناسبة الحديث عن الغياب لا بد لي أن أوجه التحيات والدعاء بالشفاء العاجل للرفيق والأخ والصديق المناضل العتيق “علي أبو سمرة” وهو يقاوم المرض في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن.
في مؤتمرنا يوم السبت سنؤكد على ضرورة الوحدة تحت الثوابت الفلسطينية، فداء، عودة وكفاح وتحرير. وسوف لن نخذل فلسطين ولا شعبها ولا مقاومتها وسنبقى حريصين وأوفياء على نهج كامل تراب فلسطين.
سيكون مؤتمراً للجميع وفي القلب منه ستكون غزة ودورنا كفلسطينيين في المنافي الغربية والأوروبية لإعادة بناء القطاع، للمساعدة في أن تكون حياة كريمة وعزيزة لشعبنا هناك. مساعدة أهلنا في القطاع على البقاء والصبر والصمود والاستمرارية. هذا أقل ما يمكننا فعله للذين قدموا كل شيء لأجل فلسطين نيابة عنا كلنا.
الى اللقاء في مدريد من جديد.
نضال حمد
١٢ تشرين الثاني – نوفمبر ٢٠٢٥
موقع الصفصاف – وقفة عز

مقالات ذات صلة