المقالات

رحيل عملاق الصحافة اللبنانية والعربية طلال سلمان

قبل اسبوع من اليوم خسرت الصحافة اللبنانية والعربية واحداً من ابرز رموزها، وركناً من أهم أركانها، الكاتب والصحفي الكبير طلال سلمان، صاحب وناشر جريدة السفير. ترجل سلمان بعد مسيرة طويلةوحافلة، حملت معها الكثير من النجاحات، هذه المسيرة، وعبر جريدة السفير التي تميزت في وقفاتها الشجاعة، وتميزت بالدفاع عن الوطن والقضايا الوطنية العربية عامة والفلسطينية بشكل خاص، كما تميزت بمواقفها الشجاعة ضد الحرب الأهلية في لبنان، ودعمت الحركة الوطنية اللبنانية، ووقفت ضد المشروع الانعزالي، وحاربت بلا هوادة اتفاقية 17ايار. ودافعت عن عروبة لبنان، كما وقفت بقوة ضد الاجتياح الصهيوني واجتياح لبنان عام 1982، ووقفت مدافعاً شرساً عن المقاومة سياسياً وإعلامياً وثقافياً ،وكانت بالفعل والقول، هي المعبر الحقيقي عن صوت الجماهير الفقيرة المظلومة، وكانت صوت الذين لا صوت لهم مجسدة بذلك الشعار الذي رفعته.
كما وقفت صخرة صلبة في مواجهة كامب ديفيد ووادي عربة واتفاقيات اوسلو واتفاقيات التطبيع مع العدو.
وتاريخها الحافل يشهد لها ولرئيس تحريرها على ذلك.
وهم من الذين كانت بوصلتهم دائما تؤشر الى فلسطيني.
نعم نودع، بحزن عميق الراحل الكبير طلال سلمان.
لقد رحل صوت الذين لا صوت لهم
رحل صوت لبنان في الوطن العربي وصوت الوطن العربي في لبنان
رحل صاحب الكلمة الحرة والموقف الشجاع
رحل رئيس تحرير وناشر السفير التي شكلت على مدار اكثر من 43 عاما صرحا اعلاميا وطنياً وملتقى وملجأ للمدافعين عن القضايا الوطنية والعربية وفي المقدمة منها قضية فلسطين.
طلال سلمان
لبناني الهوية.. فلسطيني الهوى… عروبي الانتماء… شكل مع صحيفته طوال سنوات حياته الحافلة بالعطاء منارة للثقافة والأدب والوضوح السياسي والالتزام بالمواقف الوطنية.
هذه السياسة والمواقف التى عرضت طلال سلمان الى محاولات التصفية والاغتيال، كما عرضت صحيفته الى المضايقات والاغراءات في محاولة حرفها عن خطها الوطني وضمها الى الصحافة الصفراء، لكن طلال رفض كل العروض المغرية والمغرضة، وبقي يقاوم الظروف المادية الصعبة حتى اضطر إلى وقف اصدار الصحيفة. كونه اراد ان تبقى السفير ملتزمة بشعارها معبرة عن رأي الجماهير غير تابعة لأحد٠
طلال سلمان وجريدة السفير من الصعب ان نتحدث عنهم بعجالة، انه تاريخ متواصل مترابط من العطاء المميز.
لقد عشت في لبنان منذ عام 1975حتى عام 1982، وكنت من المتابعين يوميا لجريدة السفير، وكنت ابدأ يومي كما عادتي مع قراءة جرية السفير وفنجان القهوة، وكنت اشعر بالسعادة في ذلك، كما هو حال عشرات الآلاف غيري في لبنان والوطن العربي الذين ينتظرون وصولها اليهم بكل شغف.
وعندما كانت تغيب السفير عن الصدور كنت اشعر انني افقد شيئا مهما في حياتي.
انا كفلسطيني عندما اكتب عن طلال سلمان ومهما حاولت أن أعطيه حقه لن افيه ذلك.
فما كتبه طلال سلمان عن القضية الفلسطينية وفلسطين اكبر بكثير من كل ما كتب وقيل عنه.
انه عاشق فلسطين الذي كتب عنها واعطاها كل ما يملك وقدم لها كل ما تستحق
ويكفي طلال سلمان انه صاحب مقالة الفلسطينيين جوهرة الشرق
هذه المقالة التي نشرت في جريدة السفير بتاريخ 7/8/2008 ، وجاءت ردا على كل من اراد الإساءة للشعب الفلسطيني ودوره في لبنان.
وانا اكتفي بارفاق نص هذه المقالة هنا وهي تعريف لطلال سلمان لكل من لم يعرفه من العرب والفلسطينيين خاصة.

https://www.arab48.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA/2010/10/31/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AC%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7--%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-
رابط ذات صله اضغط الصورة والرابط

رحم الله الكاتب الصحفي الكبير طلال سلمان
العزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه العزاء موصول لأسرة الصحافة اللبنانية والعربية.
شعبنا الفلسطيني لن ينسى المواقف المشرفة لهذا الكاتب الكبير،وسوف يبقى خالدا في ذاكرته الى الأبد
طلال سلمان، نم قرير العين
سلام لك وسلام عليك.

طارق ابو بسام
براغ
1/9/2023

مقالات ذات صلة