المقالات

اليرموك ومبادرة الرئاسة

في خطوة توافقت عليها جميع الفصائل الفلسطينية العاملة فوق الساحة السورية وعددها 14 فصيلاً وحزباً فلسطينياً (مع غياب حركة “حماس”) تم وبالإجماع المصادقة على مبادرة الرئيس محمود عباس لإيجاد حلّ سلمي لمسألة مخيّم اليرموك وعموم المخيمات والتجمعات الفلسطينية فوق الأرض السورية، والتي نقلها إلى دمشق وفد رباعي باسم منظمة التحرير الفلسطينية.

زيارات الوفد الفلسطيني أثمرت إنجاز خطوات عدة، منها ما له علاقة بإقرار مساعدات عاجلة لفلسطينيي سوريا، ومنها ما له علاقة بتحسين المناخات العامة الفتحاوية السورية الأمر الذي تبدى في أكثر من مجال.

وبالعودة الى المبادرة التي تم الإجماع عليها، كان من أهدافها المعلنة نصاً “خروج المسلحين والسلاح من المخيم وعودة الأمن والأمان إليه لكي يعود النازحون لمنازلهم”، و”إعادة الخدمات للمخيم اللاجئين بعد إنهاء المظاهر المسلحة”.

وقد أعلنت مصادر فلسطينية بأن الوفد الرسمي الفلسطيني إلتقى قيادات سورية رفيعة المستوى، وقد أبدت تلك الجهات ترحيب الدولة السورية بالمبادرة، على أن يستتبع ذلك جواب واضح من الجيش الحر وجبهة النصرة المتواجدين في اليرموك.

في هذا السياق، تشير المعلومات المتوافرة وشبه المؤكدة بأن الجيش الحر والمجموعات التابعة له والمنضوية تحت أسماء مختلفة منها لواء التوحيد ولواء أبابيل حوران وصقور الجولان وكتائب جند الله، وجبهة النصرة… ومعها مجموعات فلسطينية وهي الجهات العسكرية المتواجدة في مخيم اليرموك، مختلفة إزاء مايمكن القيام به بشأن المبادرة التي قدمتها الرئاسة الفلسطينية، فمن بين تلك الجهات:

1 – من يرفض المبادرة جملة وتفصيلاً، بإعتبارها لا تعنيه إنطلاقاً من مقولة أن مخيم اليرموك أرض سورية في نهاية المطاف، وأن مخيم اليرموك ليس أفضل من بابا عمره أو الخالدية أو القصير…

2 – ومن يرى امكان الحديث بشأنها، مع أطراف فلسطينية معينة دون غيرها، على أن يتم إستبعاد أي وجود عسكري لأي طرف في اليرموك حال تطبيق الإتفاق، بما في ذلك الجهات الرسمية السورية كالجيش أو الأمن أو الشرطة المدنية.

3 – ومن بات يرى بأن دخول مخيم اليرموك كان خطأ جسيماً، وأن مجموعات الجيش الحر المختلفة دخلت في كمين مُحكم لتطويقها وإحكام إغلاق المربعات الجنوبية من دمشق في وجهها، وإغلاق سلة الغذاء والتموين التي كانت متوافرة لها في مخيم اليرموك.

وبناء، عليه، فإن التقديرات الفلسطينية المستقاة من قبل قيادات جميع الفصائل الفلسطينية العاملة على الأرض السورية، والتي تحاورنا معها من خلال الزيارات الميدانية واللقاءت المباشرة، تؤكد بأن المبادرة لا حظوظ للنجاح لها على أرض الواقع. وأن وظيفتها سياسية وإعلامية لقطع كل المبررات، ويبدو لها بأن الحل سيكون حلاً عسكرياً متدرجاً، قوامه العمل بالذخيرة الناعمة للدخول للمخيم وإخراج القوى التي دخلت إليه.

النهار، بيروت، 24/8/2013

مقالات ذات صلة