المقالات

الإحتفال بانطلاقة الثورة الفلسطينية .. يكون بالتمسك بثوابتها وبتجديدها وإيقاد شعلتها من جديد .. لتزداد جذوتها ويزيد لهيبها ويتصاعد …!!

د. احمد محيسن – برلين في 2019/01/01

نحتفل اليوم بانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ال 54 .. وحال أمتنا على كافة الأصعدة لا يسر صديقاً .. وشعبنا يدفع دماً ومعاناةً وحصاراً ظالماً .. وهو ما زال على العهد يقاوم ويتصدى للإحتلال .. شعب يناضل منذ أكثر من مئة عام .. وقيادة رسمية تتخبط ولا تليق بشعب المقاومة .. ولا بالعهد والقسم ..!!

رحم الله القادة العظام شهداء الأمة وشهداء فلسطين .. فهل كان الحال سيكون هكذا مظلماً وبائساً كما هو عليه اليوم .. لو كانوا ما زالوا بيننا أحياء يرزقون .. وهل كانوا سيبقون صامتين على ما يجري من مهازل وإهانات وعقوبات توجه من هؤلاء لشعبنا .. هذه الطغمة الذين يدعون زوراً وبهتاناً قيادة هذا الشعب العظيم …؟!

لا نعتقد .. بأن الشهيد ياسر عرفات أبو عمار وإخوته رحمهم الله وهم كثر كثر .. كانوا سيسمحون لأي كان بأن يصف شعبنا المناضل المقاوم بالجواسيس .. كما تجرأ ووصفه بالأمس محمود عباس أبو مازن .. وهو يطل في العام الجديد 2019 بالصورة والصوت في بث حي مباشر من رام الله المحتلة .. ويصف شعبه بالجواسيس .. وتسحج له السحيجة تسحيجة .. ” أما نعيمة نعمين .. خلي عليوه يكلمني ” …؟!

نحتفل اليوم بانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ال 54 .. التي أُطفِأت شعلتها ..شعلة التحرير والكرامة والعزة .. وقد ضربت قواعدها ومكوناتها الثورية .. وتم تصفية أجنحتها وأذرعها العسكرية المقاومة بفعل فاعل .. مع سبق الإصرار والتخطيط والترصد .. وبكل الوسائل .. وذلك لتمرير مخططات ومرحلة تصفية القضية الفلسطينية .. معالمها أصبحت تتضح يوماً بعد يوم .. وذلك حسب ما يعتقدون ويتوهمون …؟!

إن الإحتفال بانطلاقة الثورة .. يجب أن يعبر عن الحالة الثورية .. والفعل المقاوم .. ويحدث عن الإنجازات النضالية .. وعن تقدم الصفوف القتالية نحو التحرير .. ولا يمكن أن يكون التغني ويبقى تغنياً بماضٍ ثوري جميل .. بفعل وحالة وإنجاز من أطلق الثورة وناضل من مخلصي شعبنا في صفوف هذه الثورة نحو التحرير الشامل الكامل .. ونبقى نسمع في كل مرة تكرار أغنية كنّا وكنا .. ونحن ونحن .. من هؤلاء ركاب الأمواج .. تجار الحالة الثورية التي لا تمت صفاتهم وأقوالهم وأفعالهم للثورة ولا للحالة الثورية بصلة .. وهم في الحقيقة يتنكرون للنهج الثوري ومبادئ ونطريات ومنطلقات هذه الثورة والنهج الثوري المقاوم .. وهم بحاكمون اليوم مناضليها الأحياء .. وكذلك الشهداء بأثر رجعي …!!

إن مناضلي ومخلصي هذه الثورة ما زالوا كثر كثر .. من أبناء حركة فتح تحديداً .. الذين قدموا وضحوا وما زالوا يقبضون على الجمر .. رغم خفتان صوتهم .. بحكم الواقع المأزوم .. ولا يقبلون إطلاقاً باختطاف الثورة وتقويضها ولا بالتنسيق الأمني .. ولا بالتخلي عن مبادئها في التحرير الكامل والعودة .. وسيأتي اليوم الذي يحاكم فيه شعبنا من وصف شعبنا بالجواسيس ومن سحج لهم .. في محاكم شعبية .. طال الزمن أوزقصر ..!!

الإحتفال بانطلاقة حركة فتح

والإحتفال بانطلاقة الثورة .. لا يمكن أن يكون على طريقة حبرهم الأكبر مطرب الآيس كريم .. طريقة “عالويدل ويدله” .. و “ركبني المرجيحة” .. و “بوس الواوا ” .. ولا يكون الإحتفال بالإنطلاقة للثورة بشتم الشعب الفلسطيني وإهانته ومعاقبته وإيذائه .. ولا بكون بتهميش ثلثيه ممن يعيش في المنافي والشتات .. ولا يكون بإعدام مؤسسات شعبنا .. ولا بممارسة الإقصاء والديكتاتورية والتفرد .. ولا يكون بإيجاد طبقة سياسية من المنتفعين الفاسدين لكي ينطقوا باسم شعبنا ويدعون قيادته .. ولا يكون بمواصلة التنسيق الأمني مع الإحتلال .. ووصف المقاومة بالإرهاب وتحريض المجتمع الدولي عليها .. ولا يكون بملاحقة المقاومين والزج بحرائر فلسطين في مسالخ أريحا وغيرها من سجون ومعتقلات غلمان دايتون في الضفة المحتلة …!!

فالإحتفال بالإنطلاقة يجب أن يكون بتجديدها وإيقاد شعلتها من جديد .. وتقوية قواعدها وأجنحتها وأذرعها العسكرية المقاومة .. وبتنظيم صفوفها وتعبئتهم ثورياً .. ويكون برعاية أسر الشهداء والأسرى والمعتقلين والجرحى وذويهم وتقديم العون والمساعدة لهم .. لتزداد جذوة الثورة ويزيد لهيبها ويتصاعد .. وذلك بمقاومة الإحتلال والذود عن شعبنا ومقدساتنا وأرضنا قولاً ونهجاً وعقيدة وفعلاً .. ويكون بالعودة للعهد والقسم .. وللمبادئ والمنطلقات …!!

فالعهد هو العهد .. والقسم هو القسم .. وإنا بإذن الله لمنتصرون .. شاء من شاء وأبى من أبى …!!

مقالات ذات صلة