المقالات

الحكم غير نزيه ومنحاز || بسام صالح

كلما دار الحديث عن المفاوضات، يمر امامي شريط لمباريات كاس العالم لكرة القدم، ربما لشدة المنافسة بين الفرق الرياضية وما يقف خلفهما من نوادي رياضية ومصالح مالية كبيرة

الحكم غير نزيه ومنحاز

بسام صالح

كلما دار الحديث عن المفاوضات، يمر امامي شريط لمباريات كاس العالم لكرة القدم، ربما لشدة المنافسة بين الفرق الرياضية وما يقف خلفهما من نوادي رياضية ومصالح مالية كبيرة جعلت من هذه اللعبة الممتعة تجارة كبيرة واصبحت تساهم في مضاربات البورصات العالمية. هذه الرياضة التي تحظى بدعم وتشجيع ملايين البشر، تعتمد على مجموعة من اللاعبين المحترفين التابعين لهذا الفريق او ذلك، ويقف خلف كل فريق مدربين واطباء رياضيين متخصصين في العلاجات الطبيعية،

وبعد استعدادات ومباريات تمهيدية لاختيار افضل الفرق وهذه تستمر زهاء الاربعة اعوام ويسبقها ايضا اختيار البلد الذي سيستضيف الدوري العالمي بما لايقل عن ثمانية سنوات، وهناك ايضا لجنة من الحكام الدوليين الذين يجب ان يتحلوا بالتجربة وبالنزاهة والحكمة عند اطلاق صفاراتهم، وكثيرا ماتم اتهام البعض منهم بالانحياز لفريق دون الاخر، وان كان حكم الحكم في الملعب لا يقبل المناقشة ويمثل ديكتاتورية وسلطة مطلقة، وهذا منذ نشاءة هذه اللعبة، الا ان ذلك تطور ايضا فاصبح هناك من يساعد الحكم على يساره وعلى يمينه، لكي لا يقع باخطاء كبيرة، وتطورت الامور اكثر فاصبح هناك ما يسمى بالرجل الرابع او الحكم الرابع الذي يبقى جالسا في المنصة يراقب ويتدخل فقط في الحالات العويصة، الان وكثيرا ما نشاهد ايضا ان الحكم الرئيسي في مبارايات كرة القدم يضع على اذنيه سماعة، ربما لتصله التعليمات قبل ان يطلق العنان لصفارته لضربة جزاء او لابعاد او معاقبة احد اللاعبين.

بيننا وبين الاسرائيليين تاريخ حافل من المباريات وليس فقط التفاوضية فالحرب كر وفر، ، خاضها شعبنا وقيادته بكل بسالة، خسرنا معارك ولكننا حتى اللحظة لم نخسر الحرب. ورغم محاولاتنا لاقناع الذات اولا اننا استفدنا من تجاربنا السابقة في التفاوض وليس فقط مع الاسرائيليين بل مع من يدعمهم ويحتضنهم وينحاز اليهم وهو الحكم الامريكي الغير نزيهه ومعدوم التجربة ولا خبرة له في مآسي وازمات منطقتنا العربية، وما تعرضت له على ايدي القوى العظمى البريطانية والفرنسية بعد انهيار الخلافة العثمانية بل وبحكم ما يملكه من سلطة يقف من الطرف الاخر الاسرائيلي الظالم ويمارس على الطرف الفلسطيني المظلوم مزيدا من الضغط لقبول ما يريده الفريق الاخر

وكم نود ان نسلم اننا اعددنا العدة ودربنا فريقنا تدريبا جيدا ليلعب مبارة هامة يسجل فيها اهدافا حقيقية مستندة على ما نريد تحقيقه ضمن ما نصت عليه القوانين الدولية ودون الخروج عنها، ولكن اذا كان الحكم الوحيد في هذه المبارة هو الحكم الامريكي الغير نزيه، ويلغي كافة ضربات الجزاء التي هي لصالح فريقنا ويسجلها للفريق الاخر، ويفرض علينا استمرار المباراة حتى النهاية، ولا تجد احدا في فريقنا ليخرج من الملعب احتجاجا على الحكم ومطالبا بتدخل مساعديه او تدخل الرجل الرابع لاحقاق الحق او تانيب الحكم المنحاز

ملاحظاتنا ان الفريقين غير متساويين،وحتى لو كانا على نفس المستوى، مع عدم قناعتنا بذلك، فان الحكم يقف مع الطرف الاخر ومشجعي فريقنا منقسمين ومشتتين ولا يجدون حتى شعارا واحدا يجمعهم و يرفع من معنويات فريقنا

قد تكون هناك ضرورة لتغيير الحكم ومساعديه بسبب انحيازهم و قبل بدء الشوط الثاني من المباراة هذا يحتاج للوقت نعم وليس للوقت الضائع خلال الشوط الاول بل الاعداد الجيد وابراز العضلات قبل خوض الشوط . الثاني، ودون اللجؤ للرجل الرابع وهناك ايضا الفريق الذي يقف خلف الستار والذي قد يضطر الى تغيير لاعبي الفريق بالكامل او بعضهم للاستعداد لمباراة اكثر كفاءة وتوازنا

في عالم الرياضة النقي يقولون المهم المشاركة وليس الفوز، في عالم السياسة والتفاوض المهم هو ما تنجز وما تحقق من مكاسب على الارض

مقالات ذات صلة