المقالات

قضية قتل عرفات … شبح يلاحق لجنة التحقيق

قضية قتل عرفات … شبح يلاحق لجنة التحقيق

الكاتب :عبد الرحمن صالحة

تعتبر قضية قتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من القضايا الغريبة والتي تسودها الألغاز و الشائعات الغير الصحيحة لعدم الكشف عن السبب الحقيقي وطريقة كيفية القتل منذ أن رحل عرفات في 11 نوفمبر 2004

لكن من أبرز الشائعات المنشرة لقتل عرفات و المروجة هي العثور علي مستويات عالية من مادة البولونيوم المشع والسام في المقتنيات الشخصية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات استعملها قبل فترة وجيزة من وفاته وذلك بعد فحوصات أجراها مختبر سويسري مرموق ومن هذه الشائعات أيضا السرطان وتليف الكبدي وبل راحت الشائعات لمزاعم بإصابته بمرض الإيدز.

و بعد مرور أكثر من تسع سنوات على رحيل الزعيم الفلسطيني، لا يزال اللغز قائما حول ظروف مقتله، إذا أن التحاليل التي أجريت له في باريس لم تتوصل إلى وجود آثار سموم واضحة في جسم عرفات.

لكن الأهم هو أن التحاليل كشفت أن آخر الأغراض الشخصية لعرفات (ملابسه، فرشاة أسنانه، وحتى قبعته) فيها كميات غير طبيعية من البولونيوم، وهو مادة نادرة وعالية الإشعاع ، وكانت تلك الأغراض التي خضعت للتحليل في معهد الفيزياء الإشعاعية بمدينة لوزان بسويسرا، تحمل بقعا من دم عرفات وعرقه وبوله.

وتشير التحاليل التي أجريت على تلك العينات إلى أن جسمه كانت به نسبة عالية من البولونيوم قبل وفاته.

عرفات رحل وترك خلفة لغز كبير ومعقد بما يخص كيفية مقتله بعد حصار طويل له استنزف قدراته الصحية والعقلية بمقر المقاطعة برام الله ، اسرائيل أرات التخلص من عرفات بطريقة سهلة وناعمة من خلال السم دون اللجوء لخيار السلاح علي الرغم من وجود الدبابات والجنود الإسرائيليين في المقاطعة ويبعدون بضعت أمتار عن الرئيس عرفات ، معتقده اسرائيل عند استخدام السلاح لقتل عرفات سوف يولد الغضب الفلسطيني والعربي ويشعل انتفاضة شعبية قوية خاصة في الضفة الغربية .

لذلك استخدمت الحكومة الاسرائيلية والموساد الصهيوني السم لقتل عرفات من أجل أبعاد شبه القتل عن اسرائيل ، ولكن الشيء المؤسف والمخزي أن تتم هذه العملية الخطيرة والجبانة بيد فلسطينية أوصلت السم لعرفات ومحتوياته الشخصية من أجل تغلغل السم في جسده ، وأيضا الشيء المخزي أن تمر هذه السنوات علي مقتل عرفات دون معرفة طريقة القتل وآلية القتل والوسيلة والقاتل نفسه والشيء المؤلم والمحزن أن تصدر تصريحات من هنا وهناك بين فترة وأخرى غير مجدية وغير نافعة وأيضا متكررة مله منها الشعب الفلسطيني يتغنى بها سياسيين ومن يصفون أنفسهم بالقادة أنهم يبذلوا قصار جهدهم لكشف الفاعل أو القاتل ولإصدار ملف جامع وشامل للقضة ولمجريات الجريمة .

لكن الواقع يناقض ما يصرح به هؤلاء القادة والسياسيين والدليل علي ذلك ان قضية مقتل عرفات لم تذكر طيلة العام إلا عند اقتراب وفاة عرفات وهذا دليل علي الإهمال في القضية وعدم إبداء الاهتمام بالإضافة لذلك هناك للجنة تم تشكيلها من عدة سنوات لكشف القضة والتحقيق بها فماذا قدمت هذه اللجنة حتي الان سوء تكرار الشائعات والوعود بملاحقة القتلة .

قضية قتل الرئيس عرفات من القضايا الجوهرية والهمة لشعب الفلسطيني وللمجتمع العربي و التي يجب أن تنتهي في أقصر وقت ممكن وأن إنهاء هذه القضية يتطلب جهد هدفه نبيل هدفه الكشف وليس التصريح والخطاب الإعلامي وقادر علي التواصل والتحقيق مع الجميع سواء كان داخلي أو خارجي وهذا الجهد لابد أن يقع علي عاتق مؤسسة الرئاسة الفلسطينية ولجنة التحقيق ويحب أن يحدد هذا الجهد بفترة زمنية محددة .

مقالات ذات صلة