المقالات

عيد الأضحى اليوم .. هو يوم عيد الكرامة والشهامة والإستبسال في القدس وفِي الأقصى ..!!

د.احمد محيسن – برلين في 2019/08/11

لقد قالها شعبنا بأنه لا يثق بهذه القيادة .. التي قالت عدة مرات .. بأنها ستوقف التعامل بنصوص الإتفاقيات المبرمة مع الإحتلال .. وطالب شعبنا بإلغائها وليس فقط بوقف العمل بها ..!!

وها هي الأحداث تفضح زيف ادعاء هذه القيادة تباعاً .. حيث لم يتغير على واقع التعامل ببن السلطة ودولة الإحتلال أي شيئ يذكر .. وآخر مشاهد استمرار التنسيق الأمني بين الإحتلال وأجهزة السلطة .. وباعتراف العدو الصهيوني .. هو مشهد إلقاء القبض على منفذي عملية الجندي الإسرائيلي سوريك .. وبهذه السرعة وبهذه الدقة .. وذلك بفضل ما بذل من جهود من الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية ..!!

إن المشهد اليوم في يوم عيد الأضحى في الأقصى يتكرر .. بنفس معطيات الإنتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 .. وما زالت عقيدة المقاومة الفلسطينية .. تنبت في ساحات الأقصى وشوارع وأزقة القدس .. وما زالت هذه القيادة الفلسطينية غائبة عن الحدث وغير معنية بما يحري في الأقصى من اقتحامات من قطعان المستوطنين للحرم القدسي ..!!

إنه هو نفس المشهد الذي اندلعت به الإنتفاضة الفلسطينية الثانية في شهر سبتمبر من عام 2000 .. عندما قرر شارون الذي نفق .. ومعه المستوطنين .. عندما قرروا اقتحام ساحات وباحات المسجد الأقصى ..وهو أبو الإستيطان .. وذلك محمياً بقوات العدوان من جيش الإحتلال وشرطته .. ليصنع أمراً واقعياً ليتم التعامل معه وفرضه على العالم .. بأن المسجد الأقصى سيبقى تحت السيادة الأبدية لدولة الإحتلال .. كما روج لذلك شارون .. انطلاقاً من عقيدته الإستعمارية الإستيطانية ..!!

يتكرر هذا المشهد اليوم في المسجد الأقصى .. حيث يتم السماح اليوم للمستوطنين بدخول ساحات المسجد الأقصى .. في أول أيام عيد الأضحى المبارك للمسلمين .. تحت حماية قوات الإحتلال وشرطته .. في عملية عدوانية إستفزازية للمسلمين وللفلسطينيين في أول أيام عيد الأضحى المبارك .. وقد تصدى لهم أبناء شعبنا في مدينة القدس بكل بسالة .. وحصلت مواجهات حقيقية مع الإحتلال في المدينة المقدسة ..!!

*لقد كانت العقيدة القتالية للقيادة وللأجهزة الفلسطينية عام 2000 تختلف عن وضعها اليوم .. فقد كانت عقيدة المواجهة مع الإحتلال والتصدي لقواته هي سيدة الموقف للقيادة والأجهزة .. وامتدت المواجهات من الأقصى والقدس .. حتى وصلت كل المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة المحتلة وقطاع غزة .. وكانت الإنتفاضة العارمة المباركة ..!! *

إن أهلنا في القدس اليوم .. وفِي مخيمات البؤس في لبنان .. يتركون من هذه القيادة لوحدهم يواجهون مصيرهم .. في ظل غياب قيادة فلسطينية فاعلة متحركة .. تدافع عن الوطن وعن المقدسات وعن حرمات الأقصى .. وفي طل وجود قيادة تكبح جماح المقاومة وتمنعها .. وتزج بالمقاومين بمسالخها .. وتضيق على الحريات .. وتستدعي أحرار أبناء شعبنا من المخلصين أصحاب الكلمة الجريئة .. أمثال الأخت المناضلة الصحفية مجدولين حسونة .. والقائمة تطول .. ويستدعون أسرى محررين أمثال الأخ الأسير المحرر ‏عدنان ياسين حمارشة .. الذي اعتقل لمدة ثلاثة عشر عاماً وخرج مقعداً على كرسي متحرك .. وهو شقيق الشهيد المهندس عمر حمارشة .. وهو الذي اعتقلت زوجته لمساعدتها للأسرى .. وهنا القائمة أيضاً تطول .. فيا خزيكم وَيَا عاركم..!!

إن هذه القيادة تريد بكل السبل والأشكال والطرق .. أن توصل شعبنا إلى محطات الشعور بالوهن وبالإحباط .. في الوطن المحتل وفِي المخيمات في لبنان .. وفِي بقية دول المنافي والشتات .. ليوصلوا شعبنا إلى مكان القبول بلا دولة فلسطينية وبلا حق للعودة .. بعد فشلها في مشاريعها بحل الدولتين واتفاقيات أوسلو المشؤومة والضحك على الذقون.. وللقبول بأي عرض يعرض عليهم .. هو حل كيان يكون أقل من بلدية أو قائم مقام .. وهم يصارعون البقاء في مناصبهم بأي ثمن .. وتصرفاتهم يمكن ترتيبها ضمن بنود صفقة القرن المطروحة …!!

*ولأن هذه القيادة مستمرة في تساوقها مع المحتل بتنسيقها الأمني .. فقد أمعنت وتفننت قوات الإحتلال في البطش بأبناء شعبنا في الضفة المحتلة .. فهي مستمرة في ممارسة سياسات الإغتيالات والإعدامات الميدانية ضد أبناء شعبنا ..وفرض وجود الحواجز .. واستمرار بناء سور الفصل والضم العنصري .. وكذلك الإعتقالات والمداهمات ..وتجريف آلاف الدونمات الزراعية .. والإجتياحات العسكرية .. وهدم وتدمير المنازل والبيوت حتى في مناطق السلطة الفلسطينية .. آخرها في بلدة صور باهر .. في حي وادي الحمص .. وتوسيع المستوطنات القديمة والشروع ببناء المستوطنات الجديدة .. وكذلك حصار قطاع غزة والعدوان على أهلنا هناك..!! *

إنها هي هذه القيادة نفسها .. التي أوقفت إنتفاضة الأقصى بالقوة .. بالعصا وبالجزرة .. وذلك مباشرة بعد رحيل الشهيد القائد ياسر عرفات أبو عمار .. حيث هو بنفسه السيد محمود عباس .. من وقع في شرم الشيخ على اتفاقية الهدنة مع شارون مطلع عام 2005 .. بإنهاء الإنتفاضة وإنهاء كل سبل مقاومة المحتل .. وهذا ما تعيشه الضفة المحتلة المجروحة ليومنا هذا .. بعصا وسوط الأجهزة الأمنية الغليظة .. فمتى يفيض الكأس .. وتنهض الأمة .. لتدافع عن الوطن وعن المقدسات وعن الأقصى .. فقد طفح الكيل وزاد الحد .. وقد جاوز الظالمون المدى ..!!

مقالات ذات صلة