المقالات

الفلسطيني الخائن

الخيانة تعني الفلسطيني هذه الايام على لسان بعض المنتفعين على حساب ذلك الشعب , وتحديدآ فيما يخص المطالبة بهجرة الفلسطيني من لبنان والعمل عليها من قبل جهات محلية واقليمية ودولية وتحديدآ فلسطينيوا  لبنان ولاحقآ في سوريا ,  فما هي الاسباب وما هو البديل ؟ في لبنان الفلسطيني يعيش ولا يعيش فلا عمل ولا حقوق مدنية ولا انسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , مهندس او طبيب او محامي او مهن كثيرة ممنوع ان تعمل بها وعليك ان تجلس في البيت او على قارعة الطريق لشرب اركيلة المعسل وانتظار المجهول , ناهيك عن لصق تهم الارهاب واللصوصية وجميع تلك الاوصاف المقيتة , وعندنا يطرح السؤال تكون الاجابة من القريب والبعيد ( للمحافظة على حق العودة ) اي عودة تتحدثون عنها ؟ واي صمود ومقاومة يمكن ان تتحدثوا عنها , كفانا استهزاء بعقول البشر وعليكم ان تتحدثوا بصراحة جميعآ , لا نريد الفلسطيني في لبنان ويكفي , والانكى من ذلك ان البعض يتحدث عن تضارب المصالح الاقتصادية وانه يجب المحافظة على الاقتصاد اللبناني واليد العاملة اللبنانية , لمن لا يعرف هذه كذبة كبيرة فالجميع يعرف ان الفلسطيني يعمل في لبنان وماله يصرف في لبنان والفلسطيني الذي يعيش خارج لبنان يحول ما ادخره من مال الى الاهل في لبنان يعني الى البنوك في لبنان وهي بملايين الدولارات مما يعني ان جزء كبير من الاقتصاد في لبنان يعتمد على الفلسطيني , في الآونة الاخيرة الى اليوم كثر حديث التخوين بحق من يؤيد فكرة هجرة الفلسطيني من لبنان الى الخارج , فهناك من يتهم الحملات الشبابية انها تعمل لمصلحة محمد دحلان , وهناك من يتهم انها تعمل لمصلحة الصهيونية العالمية , وهناك من يتهم جهات لا يعلم بها الا الله  , كفانا ضحك واستهزاء على الناس , فهل الفلسطيني في الخارج خائن ؟ للعلم والتوضيح , قدر العدد بشكل عام بحوالي 200000 حسب المجلس الأوروبي موزعين على الشكل التالي , ألمانيا 80000 – الدنمارك 20000 – بريطانيا 15000 – السويد 9000 وفرنسا 3000 وهنا يجب الاشارة الى ان العدد الصحيح يتجاوز ذلك بكثير فبعض التقديرات تشير إلى أن عدد الفلسطينيين في ألمانيا وحدها يتجاوز ال 200000 وفي بريطانيا حوالي 50000 وكذلك الدول الأخرى والتي لم يشملها تقدير المجلس الأوروبي والتي يتواجد بها عدد لا بأس به من الفلسطينيين كهولندا وإيطاليا والنمسا وإسبانيا وغيرها. والسؤال هل كل هؤلاء خونة ؟ ما يقوم به هؤلاء تعجز عنه دول تحديدآ بما يختص بفلسطين فمن مؤتمرات تأكيدية على فلسطينية الدم التي تجمعهم , الى الوصول الى مراكز حساسة ومؤثرة في الدول التي يعيشون فيها , وبطبيعة الحال تستثمر لصالح فلسطين الى المئات بل الالآف من العلماء والمفكرين والادباء والاقتصاديين والاعلاميين ,وغيرهم وغيرهم والقائمة لا يمكن ان تتسع لأحصاء هؤلاء الخونة الذين  يعملون لصالح فلسطين والفلسطينيين وحكمآ لا يمكن ان نقارن بين انجازاتهم وانجازات بقية الفصائل تحديدآ في لبنان ( لان صور السلفي لتلك القيادات الفصائلية وعلى موائد الطعام ) هي اعظم عمل وطني بالنسبة لفلسطين هذه الايام , اعتقد جازمآ ان الخيانة هي من يمنع الفلسطيني ان يعيش بكرامة مع المحافظة على الحقوق الطبيعية للانسان عندها يمكن له ان يفكر كيف يعود الى فلسطين وكيف يناضل او يجاهد وكيف يساعد بقية الشعب الفلسطيني ويسانده وخاصة في فلسطيني المحتلة وغير المحتلة , ام العيش في الذل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فمن المؤكد انه لن يفكر لا بفلسطين ولا مقاومة , بل سيفكر كيف يعيش  فقط كيف يمكن ان يحصل على لقمة العيش , من هنا يجب العمل على اسكات الاصوات التخوينية بحق من يطالب بالعيش بكرامة ولمن يطالب ان يعيش كأنسان .

فلسطيني خائن . عماد العيسى

مقالات ذات صلة