المقالات

“روسيا تقرع أجراس ٧٥ عاماً من الانتصار”

لأجلك روسيا تقرع الأجراس وداعاً للنازية وشروق شمس الانتصار عليها قبل ٧٥ عاماً ، نعم تقرع لأجلك الأجراس لأن أجراس الإنسانية قد دُقَّتْ منك ليصل صداها الى كل القارات ، فأنت لم تكوني مدينة مستقلة مغرورة بذاتها، بل كنت معنية بالبشرية جمعاء ، وموت كل إنسان بريء كان يؤلمك . نهضتي ، صممتي فانتصرتي على الطاغوتي هتلر الذي ترنح فزعاً أمامك بعد أن نسف كل معاني الإنسانية، فسقط كالجبان محتسياً سم أفعاله بين جدران أسميها “مزرعة الحيوان المتوحش”

لقد كان انتصارك على النازية بمشاركة الحلفاء درساً علمنا كيف نفوز ولا ننهزم ، وكيف نقاوم ولا نلين، علمنا بأن الرجولة والبطولة التي قدمها المحاربون الأبطال مضحين بأرواحهم من أجل حرية الشعوب لا تقاس بثمن ولا تكتب بكلمات، بل تقدس بالسماء لأنهم واجهوا الموت رغم صعوبته لينيروا بأجسادهم حلماً إنسانياً للخروج من الماسي والألم والمعاناة التي سببها الطاغية هتلر.

اليوم يتكاتف العالم سوياً لمواجهة ڤيروس الكورونا ، يعمل ويتعاون العلماء والأطباء والقادة معاً في مختلف القارات لإيجاد حل سريع ينقذ العالم من هذا الڤيروس المايكروسكوبي الذي قد يكون سببه الانسان نفسه بسبب تلوث البيئة التي يعبث بها نتيجة تركيزه واستخدامه أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة البيولوجية والكيماوية وغيرها. هل نسي العالم ما تسببت به الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨ من جائحةالانفلونزا الإسبانية التي قضت على حياة حوالي ٥٠-١٠٠ مليون انسان !؟ وأتساءل مستغربة : هل نسي العالم ما حققه من انتصار عظيم على النازية والفاشية بتضامن الحلفاء أثناء الحرب العالمية الثانية والتي أدت فيما بعد الى نشوء هيئة الأمم المتحدة للدفاع عن مصير الشعوب المظلومة !؟. فما الذي يمنعه أن يقف سوياً اليوم لحل الحروب و النزاعات الدولية والفقر والمآسي التي تهدد مصير البشرية أكثر من هذا الڤيروس الكوروني.

إن روسيا اليوم ما زالت تصر على المضي بجميع قرارات هيئة الأمم المتحدة من أجل تحقيق العدالة الإنسانية، وتشكل دعماً قوياً ودائماً لجميع الدول العربية مؤكدة التزاماتها بكل القرارات الدولية التي صدرت منذ البداية والتي تخدم مصالحنا ومصالح جميع الشعوب

إنني كطبيبة قلب أناشد قلوب جميع قادة العالم للعمل سوياً من أجل إنقاذ أرواح الملايين، نحن الأطباء نسهر من أجل إنقاذ حياة مريض واحد، وكم تغمرنا السعادة عندما تعود اليه الحياة، والآخرون يتفننون بالتسابق على بيع وترويج أسلحة الدمار الشامل الذرية والبيولوجية والكيماوية وغيرها التي يمكنها القضاء على حياة الملايين بلحظات أو عدة أيام ، فما آن لهذا العالم أن يصحى ويعمل من أجل بناء عالم يسوده السلام ، عالم يهتم برفاهية وصحة جميع الشعوب وليس لقتلهم.

هذا هو يوم نصرك روسيا على النازية ونصر كل الشعوب، تحية إجلال لك وتحية قلبية لكل من ناضلوا وضحوا بحياتهم من أجلنا جميعاً .

الدكتورة أروى الشاعر ٢٠٢٠/٥/٩

مقالات ذات صلة