المقالات

الاخ جمال محيسن ليس هكذا يكافئ الشرفاء ؟

خرج علينا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح المجيدة “جمال محيسن”، الشهر المنصرم بحديثة عن تجميد ممثل الأخ الرئيس “محمود عباس”، في اوروبا، وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الدكتور “محمد عياش”، هو أقرب إلى عالم الميتافيزيقيا منه إلى الواقع، حينما قال انه جمد “عياش”، من حركة فتح لمدة عام”، وأكد ان المعركة في حركة فتح ضد المسيء لها تحتاج إلى وقت لحسمها،

وأردف قائلا: نحن نتقدم إلى الأمام. هذا الحديث لا يختلف عما سمعناه من قبل سبعة سنوات، فجعبة الذاكرة مليئة بالمواقف والأقوال المثيرة. ولعل أهمها اشد غرابه كيف يجمد رجال إعمال فلسطيني مقيم في رومانيا أيديه بيضاء، لم يسرق ولا ينهب ولا قتل ولا شحد علي شعبة كشخصيات كثيرة وانتم تعلمونها، واسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون من هو “محمد عياش”، المعروف بمساعدته للفقراء وافني حياته في خدمة حركة فتح وتاريخها الوطني.فليبرر لنا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح السيد “جمال محيسن”،

ما الفرق بين محمد عياش في رومانيا والسيد “مازن سماره”، في ايطاليا، وما الفرق بين المؤتمرين ، لذلك كان الأجدر ان يتم فصل السيد سماره من حركة فتح بشكل نهائيا وليس توجيه له كتاب شكر .

محمد عياش قام بالحضور للمؤتمر الخاص بالجاليات والذي عقد الشهر المنصرم في العاصمة “بودبست” كضيف شرف في المؤتمر وليس هو حلقة رئيسية بالمؤتمر، ولكن السيد سماره عقد مؤتمر حركة فتح الثامن الذي أطلق عليه مؤتمر مانيلا في مدينة روما، بحضور بعض أبناء الحركة المتواجدين في المدن الايطالية المختلفة لا مشكله بذلك،

ولكن ان يتم توجيه دعوي للحاخام اليهودي “موني عوفايدا”، لحضور مؤتمر خاص بالحركة بالفعل ليحضر هذا الحاخام الصهيوني لحضور المؤتمر هذه تعتبر جريمة بشعة بحق أبناء شعبنا في الوطن والشتات،

ان يقدم السيد سماره بتوجيه الدعوة لحاخام صهيوني وجيشه يواصل قتل أبناء شعبنا،

كان المفترض علي عضو اللجنة المركزية لفتح “جمال محيسن”، ان يقدم كتاب شكر للأخ محمد عياش، لا ان يكافئه بتجميده من حركة فتح لمده عام، اذن ليس هكذا يكافئ الشرفاء والمناضلين والأحرار والإبطال الشامخين أبناء حركة فتح المخلصين. عادة في الظروف النضالية الصعبة، والمقاومات الشعبية تبدأ القوى الوطنية توحيد صفوفها والاتجاه إلى الهدف الواحد بتحرير الوطن، أو صد أي هجوم عليه، والنموذج الشخصي الفتحاوي مضرب مثل عندما أقدم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح و مفوض الأقاليم الخارجية الأخ “جمال محيسن” قراراً بتجميد الدكتور “محمد عياش”، و لم يعرف الأخ “جمال محيسن”، ان المؤتمر الثاني لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوربا الذي انعقد في العاصمة “بودبست” من قامت به دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية التي يقودها القيادي البارز في الجبهة الديمقراطية الأخ “تيسير خالد” وان قرار التجميد بحق الأخ “محمد عياش” يأتي من حساب شخصي وليس مصلحة عامة للحركةالمشهد الذي جسده السيد “سماره”، هوا تجسيد نظرية ومخطط المتربصين بحركة فتح المجيدة لتفكيك وتفتيت الحركة، من خلال مشهد الصراعات المحتدمة وتكتلات مجموعات متناحرة واختلافات متباينة بالمواقف والتوجهات مما يضعف الكيانات ويجعلها هشة لا تستطيع النهوض وتلمس طريف المستقبل المنظور بأسباب النزاعات والاختلافات . العمل بلاوعي دائماً نتائجه تودي إلى المجهول

فهل انتم متفائلون؟

بات من العسير علي السيد “جمال محيسن”، أن يتمسك بموقف صادق أو بكلمة حق تكشف بلا مواربة حقيقة ذات مغالية في الفردية والانتهازية وبيع الضمير.

جاء حديثه ليرسخ الاختلاف الشاسع ما بين سياسة الأب، وأسلوب في فن الانتقام مع عملاقة حركة فتح .ان عقليه “ابو المعارف” عقلية سياسية تبدو صارمة للوهلة الأولى، ولكن حين ترتطم بحقائق الأشياء يغيب عن الوعي وهوا بكامل وعيه- إن جاز التعبير – حيث لا يمت له صلة بالواقع ليس لأنه لا يعلم حقيقة وقائعه، بل لأنه يرفض نتائجه، ولا يريد ان يعترف بمتغيراته على الأرض. ولذلك فهوا يحتفل بترسبات لا تعيش إلا في حالة اصطدام عنيف دائم، فلا يلبث ان تصاب هذه العقلية بحالة انفصام (الشيزوفرينيا) لتصبح معاناة صاحبها كمعادلة، تكمن في تشبثه بالسلطة من جهة، والخشية من الانزلاق إلى عالم سحيق ينتظره من جهة أخرى. هذه صورة تكررت في الماضي القريب،

ونلمس تشكّل ملامحها الآن مع السيد “جمال محيسن”.ان قرار تجميد “عياش”، هوا قرار شخصي ويخدم أشخاص لديهم خلافات شخصيه مع متنفذين أقوياء على الساحة الأوروبية،

لذلك كان الأجدر علي متخذي قرار التجميد توحيد اطر الحركة في الداخل والخارج وفصل من قام بدعوة الحاخام اليهودي “موني عوفايدا”، للمؤتمر ومسائلة الجاليات الفلسطينية ومسؤوليهم عما يحتاجون كيف أواضعهم ماذا يفعلون، لا ان يتم محاسبه قياديين بالحركة لهم باع طويل في النضال الوطني والإنساني متعدد الإشكال والأنواع والوسائط،

وفي الخاتمة أقول بان “محمد عياش” هو احد رجال الإعمال الأغنياء في رومانيا صنع ماله بعرق جبينه ولم يسرق ويداه بيضاء ولم يستغل المال العام ويقوم بمساعدة الفقراء كما أسلفت ومن لا يعرف هذا علية ان يسأل “دنيا الوطن وغيرها من المواقع الاخبارية”، عن المناشدات التي تنتشر عبر صفحتها وكيف “عياش” يستجيب لها بسرعة البرق.

عناوين كبيرة وخادعة تتناولها في أجندتها، في حين ان الخطاب الذي عادة ما يخرج من هذه المؤتمرات في نهاية المطاف يدعو إلى مزيدا من استعراض العضلات .صفوة القول، إن سمة تلك العقلية السياسية التي تدعي التمسك بالمبادئ والعقلانية هي في نزوعها للرؤية الأحادية التي تجعلها متمسكة بالسلطة مهما كانت الكلفة،

لتكرس مفاهيم الغطرسة والمكابرة والقمع والقتل كحل أخير، ما يعني الهروب الى الإمام لعدم القدرة على المعالجة الموضوعية لهذه المسألة وأي مسألة، ناهيك عن أن العقل يرفض الانتهازية، والمبادئ التي تصطدم مع الأساليب الملتوية .

الكاتب ساهر الأقرع

مقالات ذات صلة