أرشيف المنتدى

الموقف الفلسطيني والخيارات المتاحة

الموقف الفلسطيني والخيارات المتاحة

ما الذي يمكن أن يفعله السيد أبو مازن والسلطة الفلسطينية .. ! بعد أن ردت إسرائيل على حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) ، بإجراءات عقابية تمثلت بتجميد عائدات الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية إضافة إلى تعطيل خدمات شبكة الإنترنت في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ، وكذلك ألأعلان عن بناء 2000 وحدة سكنية في القدس الشرقية والضفة الغربية ..! .

يبدو أن خيارات السيد أبومازن في الرد على التصعيد الأسرائيلي ليست كثيرة.. ، في ظل هذا التخبط السياسي الذي يعيشه العالم العربي ! لا أحد يريد أن يزيد همه ُهما َ .. ، فالكل له من الهموم ما يكفيه وربما أكثر مما يحتمل . فمصر تعاني تركة من الفساد السياسي والأقتصادي والثقافي والأجتماعي .. ، وتحتاج إلى وقت يٌعدّ ُبالسنين للخروج من هذه التركة الكبيرة .. وقد تغرق في مكائد التدجين التي نُصبت لها من قبل الخاسرون من جرّاء إسقاط نظام حسني مبارك ..! وما كانت سفقة الأسرى الفلسطينيين لتتم لولا خوف إسرائيل من أن تزداد عزلتها .. فأقدمت على إتمامها كتعبير عن حسن النوايا تجاه السياسة المصرية القادمة بعد سقوط نظام حسني مبارك .إلا أن هذا ليس مؤشرا ً إيجابيا للسياسة المصرية ، بل قد يُحسب في إطار السعي لأبقاء مصر ضمن سياسة التبعية التي حكمت نظام حسني مبارك ..،وما فشل المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ، وتوقف المسعى الصري لتحقيق ذلك ، بالأضافة إلى عدم فتح كُلّي لمعبر رفح .. ، إلا دليل على أن سياسة التبعية هي التي لا زالت تتحكم بالقرار السيادي المصري ..! لهذا فليس هو بكثيرالمأمول من الدعم المصري الحالي لسياسة الرئيس أبومازن..!.

أما تونس فما صدر عن حركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي لا يُبشر بالخير .. ولا يخرج عن كون حركة النهضة قد دخلت سياسة ألأملاءات الخارجية .. فما أن عاد زعيمها راشد الغنوشي من زيارة لقطر .. إجتمع خلالها مع أميرها الشيخ حمد ، حتى أعلن عن عزمه طرد السفير السوري من تونس وألأعتراف بما يسمى المجلس السوري ألأنتقالي ..! وهذا مؤشرعلى نهج المستقبل السياسي لحركة النهضة التونسية الرافض للموقف السوري بكل تحالفاته بما فيها الداعم للمقاومة .. ، وبالتالي فالسياسة التونسية لن تكون مستقبلا ً سوى جزء من الموقف العربي الهزيل الذي صاحبنا على مدى عقود من الزمن .. والذي أدى إلى رزمة من ألأنتكاسات السياسية للقضية الفلسطينية ..!.

وعن الموقف الليبي وما الذي يمكن أن يقدمه من دعم للموقف الفلسطيني .. في ظل المجلس ألأنتقالي الحاكم ، فلا أعتقد بعد الذي تناقلته وكالات ألأنباء عن ألأتفاق المبرم بين الأنتقالي وإسرائيل من أجل إقامة قاعدةعسكرية إسرائيلية في منطقة الجبل ألأخضر الليبية ، يمكن أن نرجوا خيرا ً ، هذا إذا لم يكن في ألأمر شرا ً للقضية الفلسطينية ..! .

أما الموقف اليمني المتخبط في بحرٍ من النزاعات الداخلية .. فلا نطلب منهم .. بل نطلب لهم من الله أن يُبعد عنهم شبح الحرب ألأهلية ، الذي أسس له إعلام ربيعنا العربي طيب الذكر.. !.

وصولا إلى الموقف السوري الذي تم إشغاله بكم هائل من القضيايا .. منها محاولة إسقاط النظام ، وخلق حرب أهلية لتفتيت سورية وتقسيمها إلى مناطق طائفية منعزلة عن بعضها البعض .. ومن ثم قتل النهضة الثقافية والعلمية لدى الشعب السوري وتدمير ألأقتصاد السوري ألذي أصبح مستقلا إلى حد كبيرمعتمدا َ على قدراته الذاتية .. لكي تٌشل حركته السياسية النشطة ، وتتقطع خيوط تحالفاته القوية ليصبح بلدا يُطلب له المساعدة بعد أن كان بلدا ً يُطْلب منه المساعدة .. !. وإذا ما أمعنا النظر في ما قاله المعارض السوري في أحد مقابلاته الصحفية .. ، ندرك إلى أية سورية هم يريدون .. لقد قال المعارض السوري فريد الغادري (أنه في يوم ما سيرفع العلم (الاسرائيلي) في دمشق، لأن الشعب السوري مسالم وطيب ولا يستطيع أن يحمل الكراهية، ولكن فرض بشار الاسد على الشعب أن يكره ويقاتل ويعادي . وشدد على أن حماس والقوى الفلسطينية ستطرد من بلاده بسبب استخدامها العنف والارهاب، مضيفاً:” سأعمل على هذا الشيء بكل قوتي وقدرتي وعلى الفلسطينيين أن يقاتلوا (الاسرائيليين) من داخل غزة ) .

أما ما تبقى من الدول العربية ، فلها تاريخ واضح من القضية الفلسطينية .. ، يتراوح بين دول بعيدي التأثيرعن قرارات الحدث .. وببن دول غنية تقدم قي أحسن ألأحوال .. ربع الدعم المالي الذي تعد بتقديمه للقضية الفلسطينية ، أما دعمها السياسي فهو دعم ٌلا يرقى للدور الذي يمكن أن تلعبه لصالح ألقضية الفلسطينية والقضايا العربية بشكل عام ، نظرا لأمكانياتها المادية الهائلة ..

من خلال ما تقدم ذكره ، تتضح لنا قلة الخيارات التي يمكن أن يلجأ لها السيد أبومازن في مواجهته للضغوطات ألأسرائيلية وحلفائها .. ، وقد نكون منصفين إن إجتهدنا بإبراز حقيقة الموقف الصحيح الذي يجب أن تتخذه القيادة الفلسطينية لتتسلح به في وجه الصلف الأسرائيلي .. ، وهو ألتعالي عن كل الأعتبارات ألحزبية الضيقة وحب ألأستئثاربالقرارالفلسطيني ، والعمل الجدي لأتمام المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بعيدا عن ألأصطفافات الأقليمية مهما كلف ذلك .. ، فإنجاز المصالحة ضمانة لنجاح الخطوات الفلسطينية على الصعيد العربي الدولي .. وبدون تحقيق ذلك لن تستطيع فتح أو حماس أو أي تنظيم فلسطيني آخر ، أن يصمد في وجه المخططات التي تحاك في الخفاء والعلن لتفتيت شرعية القضية الفلسطينية وعدالة مطالبها ..

الربيع العربي المزعوم وأمواجه المتلاطمة .. أزاحت القضية الفلسطينية عن صدارة ألأحداث .. ، فهل تركب قياداتنا الفلسطينية سفينة المصالحة لتأخذ القضية الفلسطينية بعيدا ً عن ما يُدبّر لها .. !!؟ نرجوا ذلك .

ولنا لقاء

أبورياض