الشتات الفلسطيني

تواصل تدفق النازحين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق

تواصل تدفق النازحين من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق امس، فيما استمرت ملامح عملية عسكرية كبرى بالتشكل، مع مواصلة القوات السورية حشد الدبابات على مداخل المخيم، لكن لم يصدر قرار نهائي باقتحامه لإخراج المسلحين منه.

ونفت مصادر رسمية سورية لمراسل «السفير» في دمشق زياد حيدر، أن يكون الطيران الحربي قد تحرك حتى مساء أمس، مشيرة إلى أن العملية العسكرية لم تبدأ بعد، وأن التواجد العسكري على مداخل المخيم يهدف إلى منع «تمدد الإرهابيين إلى خارج المخيم نحو مناطق أخرى في المدينة».

وقد استمر تدفق النازحين من مخيم اليرموك لليوم الثاني على التوالي، فيما استمرت ملامح عملية عسكرية كبرى بالتشكل، وذلك بعد يومين من الاستعدادات التي اتسمت بتواجد آليات عسكرية ثقيلة، بينها مدرعات وناقلات جند، على مداخل المخيم، لا سيما في الدوار المؤدي إلى شارعي المخيم الرئيسيين، ولكن من دون أن تتلقى أية تعليمات بالدخول، وفقا لما نقلته مصادر ميدانية واسعة الاطلاع لـ«السفير».

ووفقا للمصادر عينها لم تتخذ القيادة العسكرية أي قرار بالتدخل في الصراع الدائر داخل المخيم بعد. استنادا إلى ذلك، تبقى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة هي الفصيل الأساسي المقاتل داخل المخيم، والتي وفقا للمصادر ذاتها ما زالت تحتفظ بمقرها في منطقة الخالصة في نهاية «شارع 30».

وقال شهود عيان إن غالبية سكان مخيم اليرموك قد نزحوا في الساعات الأخيرة، باتجاه مناطق محيطة. وقامت وكالة غوث اللاجئين (الاونروا) بتعليق النشاطات الدراسية لاستقبال اللاجئين المتدفقين، مع حمولتهم الخفيفة من أغراض شخصية. وشهدت مساجد المناطق المحيطة كالزاهرة والميدان ازدحاما كثيفا، في ساعات النهار.

وقال سكان من المخيم لـ«السفير» إن عمليات نهب وسرقة جرت للمباني وعيادات الأطباء والمراكز الطبية، كما للمنازل والمتاجر، وذلك في الوقت الذي انتشر قناصة المعارضة على أسطح الأبنية ومآذن الجوامع. ووفقا لمصادر فلسطينية، فإن القسم الأكثر ازدحاما من المخيم بات تحت سيطرة فصائل المعارضة، فيما يتواصل القتال في المناطق الأخرى.

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن سكان في المخيم قولهم ان «المسلحين المدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام السوري أحرزوا تقدما واضحا على الأرض داخل مخيم اليرموك». وقال احد السكان إن «مئات من عناصر الجيش السوري الحر متواجدون» داخل المخيم.

وذكرت وكالة «الاونروا»، في بيان، إن «السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين يقطنون في مخيم اليرموك عانوا على وجه الخصوص من اشتباكات مسلحة عنيفة اشتملت على استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات. وتفيد التقارير الموثوقة عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف المدنيين إضافة إلى تدمير ممتلكاتهم في اليرموك».

وأشارت «الاونروا» إلى «موجات كبيرة من النزوح في الوقت الذي يقوم فيه سكان المخيم، بمن في ذلك موظفون لدى الأونروا وعائلاتهم، بالتدافع بحثا عن الأمان في الوقت الذي يستمر فيه النزاع المسلح». وذكرت إنها تقوم «حاليا بإيواء ما يزيد عن 2600 شخص نازح داخل منشآتها وفي مدارسها التابعة لمنطقة دمشق، ولا يزال الرقم آخذا في الازدياد بتسارع». وتابعت إن «لاجئين فلسطينيين آخرين يفرون بعيدا خارج دمشق، وان «بعضهم وجد طريقه إلى لبنان. وتفيد التقارير الأولية بأن عددهم أكثر من ألفين». وتقدر «الاونروا» أن خمسين في المئة من سكان المخيم خرجوا منه بسبب الأحداث.

وعبرت «الأونروا» عن «القلق البالغ حيال سلامة لاجئي فلسطين في سوريا»، مناشدة «سائر الأطراف عدم اللجوء إلى الإجراءات التي تهدد أرواح المدنيين وممتلكاتهم».

السفير، بيروت، 19/12/2012
زياد حيدر

مقالات ذات صلة